بعد استهداف صحفيين في حاصبيا وسقوط 3 شهداء: شكوى في مجلس الأمن.. وتحقيق إسرائيلي!

لبنان 28 تشرين الأول, 2024

قدّمت وزارة الخارجية والمغتربين بعد التشاور والتنسيق مع وزارة الاعلام، بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، شكوى الى مجلس الأمن بشأن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت صحافيين ومنشآت إعلامية، في حاصبيا جنوب لبنان وفي منطقة الأوزاعي، والتي أدت الى مقتل المصورَين وسام قاسم وغسان نجار، والتقني محمد رضا، بالإضافة إلى إصابة عدد من الصحافيين والمصورين.

وأكد لبنان في شكواه أن الاستهداف الإسرائيلي المتكرر للجسم الاعلامي يعتبر جرائم حرب موصوفة تستدعي محاسبة إسرائيل ومعاقبتها عليها باعتبارها تقوّض أسس الصحافة الحرة، وأهمها تعزيز سلامة الصحافيين والتدفق الحر للمعلومات، وتشكـّل محاولة لترويع وترهيب جميع الصحافيين العاملين على تغطية العدوان الإسرائيلي على لبنان، لا سيما بعد نجاح الصحافة الحرة في نقل حقيقة ما ترتكبه اسرائيل من جرائم ومجازر وانتهاكات صارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ولحقوق الانسان. ودعا لبنان الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى اتخاذ خطوات فعّالة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان وشعبه، بما يشمل المدنيين والصحافيين والمسعفين.

وهذه ليست الشكوى الأولى التي يقدمها لبنان، إذ سبق أن تم تقديم شكوى الى مجلس الأمن بشأن الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان خلال الفترة من 3 ولغاية 14 تشرين الأول 2024.
كما تمّ تقديم شكوى ثانية، بشأن اعتداءات اسرائيل على لبنان خلال الفترة من 15 ولغاية 24 تشرين الأول 2024.

وتأتي هذه الخطوات، في إطار الشكاوى الدورية التي تقدمها الوزارة بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك لتوثيق العدوان الاسرائيلي على لبنان ووضع المجتمع الدولي ومجلس الأمن أمام مسؤوليتهما من أجل التحرك لوقفه.

وكان الطيران الإسرائيلي قد استهدف بغارة مقر اقامة الفرق الصحافية في أحد فنادق حاصبيا، مما أدى الى استشهاد 3 صحافيين.

وأفادت “الميادين” عن استشهاد المصور في القناة غسان نجار، ومهندس البث في القناة محمد رضا، في العدوان الإسرائيلي على مقر إقامة الصحافيين في حاصبيا جنوب لبنان.

كما أفادت “المنار” عن استشهاد المصور في القناة وسام قاسم.

في حين أعلن الجيش الإسرائيلي، عبر بيان لشبكة “CNN”، عن فتح تحقيق في الغارة الجوية التي استهدفت بلدة حاصبيا اللبنانية وأدت إلى استشهاد ثلاثة صحفيين كانوا في مكان إقامتهم.
وأتى هذا القرار وسط تزايد الانتقادات من الحكومة اللبنانية ومنظمات دولية مدافعة عن حرية الصحافة، والتي استنكرت الهجوم بشدة واصفةً إياه بأنه “اعتداء متعمد”.

وصرّح الجيش الإسرائيلي بأن الغارة استهدفت “موقعًا عسكريًا” يُعتقد أنه تابع لحزب الله في حاصبيا، مشيراً إلى وجود عناصر من الحزب داخله أثناء الهجوم. إلا أنه، وبعد مرور ساعات من الغارة، تلقى الجيش تقارير تفيد بإصابة عدد من الصحفيين في الموقع، مؤكداً أن “الحادث يخضع لمراجعة دقيقة”.

ووفقاً لمقاطع مصورة تم التحقق منها جغرافياً بواسطة “CNN”، استهدفت الغارة بيت ضيافة في حاصبيا، حيث ظهر بين الأنقاض خوذة وسترة صحفية زرقاء، ما يشير إلى وجود صحفيين بين الضحايا. وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن اثنين من الصحفيين الشهداء كانا يعملان في قناة “الميادين”، بينما كان الثالث صحفيًا في قناة “المنار” التابعة لحزب الله.

وفي إطار ردود الفعل اللبنانية، ندّد العديد من المسؤولين بالغارة، حيث وصف وزير الإعلام زياد مكاري، عبر منشور له على منصة “إكس”، الهجوم بأنه “اغتيال متعمد بعد رصد وتعقب”، معتبراً أن ما حدث يمثل “جريمة حرب” بحق الصحفيين. وأوضح أن المكان كان يؤوي 18 صحفيًا يمثلون 7 مؤسسات إعلامية مختلفة، مما يزيد من خطورة الحادثة.

من جانبه، صرّح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قائلاً إن الغارة “محاولة متعمدة لترهيب الصحفيين”، مؤكداً أن مثل هذه الأعمال تهدف إلى “التعمية على الجرائم التي تُرتكب بحق لبنان”. وندّد ميقاتي بما وصفه “بالعدوان المتعمّد” على حرية الإعلام، داعياً المجتمع الدولي للتدخل الفوري ووضع حد لما وصفه بـ”سياسة الإفلات من العقاب”.

بدورها، أصدرت لجنة حماية الصحفيين بياناً شديد اللهجة أدانت فيه الهجوم، داعيةً المجتمع الدولي للتحرك من أجل ضمان حماية الصحفيين، معتبرةً أن استهداف الصحافة يعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us