“حزب الله” يتوافق على انتخاب “خليفة نصر الله”.. من هو الشيخ نعيم قاسم؟
بعد حوالي شهر على اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بغارة جوية إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبيّة، وبعد أن نعى “الحزب” مؤخرًا أيضًا المرشح الأبرز لخلافته السيد هاشم صفي الدين، أعلن “حزب الله” في بيان، اليوم الثلاثاء، أنّ شورى “الحزب” توافقت على انتخاب الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًّا لحزب الله.
وجاء في بيان “حزب الله” الآتي:
“انطلاقًا من الإيمان بالله تعالى، والالتزام بالإسلام المحمدي الأصيل، وتمسُّكًا بمبادئ حزب الله وأهدافه، وعملاً بالآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، توافقت شورى حزب الله على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًّا لحزب الله، حاملاً للراية المباركة في هذه المسيرة، سائلين المولى عز وجلّ تسديده في هذه المهمة الجليلة في قيادة حزب الله ومقاومته الإسلامية.
إننا نعاهد الله تعالى ونعاهد روح شهيدنا الأسمى والأغلى سماحة السيد حسن نصر الله (رض) والشهداء، ومجاهدي المقاومة الإسلامية، وشعبنا الصامد والصابر والوفيّ، على العمل معًا لتحقيق مبادئ حزب الله وأهداف مسيرته، وإبقاء شعلة المقاومة وضَّاءة ورايتها مرفوعة حتى تحقيق الانتصار، والله غالب على أمره، إنَّ الله قويٌ عزيز”.
جاء ذلك، بعد أن شغل الشيخ نعيم قاسم منصب نائب الأمين العام لحزب الله. وبحسب اللائحة الداخلية لـ “الحزب”، ينوب نائب الأمين العام للحزب، عن الأمين العام في حال حدث أي طارئ سياسي أو أمني له.
وفي حال وفاة الأمين العام، يخول نائبه بتأدية مهامه إلى حين عقد اجتماع شورى عاجل تُنتخب فيه شخصية جديدة لتشغل منصب الأمين العام للحزب.
من هو نعيم قاسم؟
هو نعيم بن محمد نعيم قاسم، ولد في شباط 1953 في منطقة البسطا التحتا في مدينة بيروت. متزوج وله ستة أولاد، أربعة ذكور وابنتين. والده محمد من مواليد بلدة كفر فيلا في إقليم التفاح من جنوب لبنان.
درس حتى المراحل العليا من الدراسة الحوزية، التي تتلمذ فيها على يد كبار علماء الشيعة في لبنان. وكان ذلك بالتزامن مع الدراسة الأكاديمية في الجامعة اللبنانية عام 1971، التي حصل منها على الليسانس في الكيمياء باللغة الفرنسية من كلية التربية بالجامعة.
حصل قاسم على شهادة الماجستير في الكيمياء، من الجامعة اللبنانية عام 1977، ثم امتهن التدريس وعمل مُعلمًا للصفوف الثانوية الرسمية، لست سنوات، إذ أنه خرِّيج دار المعلمين التابع لوزارة التربية.
كما ساهم في تأسيس “الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين” مع مجموعة من الشباب وهو في صفوف الجامعة، بهدف العمل الطلّابي وتبليغ الأفكار الإسلامية داخل الجامعات وفي المدارس، وذلك في أوائل السبعينيات.
من مؤسسي حركة “أمل”
انضم قاسم إلى حركة “أمل” عند تأسيسها على يد الإمام موسى الصدر عام 1974، وحضر الاجتماعات الأولى لإطلاق الحركة في مناطق مختلفة من لبنان، وتسلَّم منصب نائب المسؤول الثقافي المركزي في الحركة.
ترقى في السلم التنظيمي للحركة ليصبح مسؤول العقيدة والثقافة، حيث كان أحد الأمناء في مجلس قيادة الحركة بعد اختفاء الإمام الصدر في ليبيا، وتسلم السيد حسين الحسيني رئاسة الحركة عام 1978.
استقال من الحركة عقب الثورة الإسلامية الإيرانية التي قامت على يد الخميني في 11 شباط 1979، ليتابع دراسته الحوزية ونشاطه الإسلامي التبليغي في إعطاء الدروس والمحاضرات في عدد من المساجد والحسينيات في بيروت والضاحية الجنوبية.
وساهم في تأسيس جمعية التعليم الديني الإسلامي “الشيعية” عام 1977. وشغل قاسم منصب مسؤول المدير العام لمدارس المصطفى الست في ضاحية بيروت الجنوبية وصور والنبطية وقصرنبا، حتى عام 1990، ثم تابع العمل في الجمعية.
نائبًا للأمين العام لـ “حزب الله” منذ 1991
بعد تأسيس “حزب الله” في العام 1982، إثر لقاءات كان نعيم قاسم من المشاركين المؤسسين لها، شغل عضوية مجلس شورى الحزب لثلاث دورات، فتسلّم بداية مسؤولية الأنشطة التربوية والكشفية في بيروت، ثم نائبًا لرئيس المجلس التنفيذي، ثم رئيسًا له.
تسلم منصب نائب الأمين العام لحزب الله منذ أن تولى عباس الموسوي، منصب الأمين العام للحزب عام 1991، واستمر في المنصب بعد اغتيال الموسوي، الذي خلفه الأمين العام الراحل السيد حسن نصر الله عام 1992.
كما ترأس قاسم مجلس العمل النيابي في حزب الله، الذي يتابع كتلة الوفاء للمقاومة وعمل النواب التشريعي وحركتهم السياسية.
وترأس أيضًا هيئة العمل الحكومي المعنية بمتابعة الوزارات المختلفة ودراسة هيكلياتها وقراراتها، وكذلك متابعة وزراء حزب الله في الحكومة.
كذلك ألَّف قاسم العديد من الكتب، التي كان أبرزها كتاب “حزب الله” الذي يعرض أهداف الحزب وتاريخه ورؤيته السياسية في مختلف الأمور، والذي تُرجم لأكثر من 7 لغات.
يشار إلى أنّه يأتي اختيار نعيم قاسم أمينًا عامًا بعد أن “حزب الله” قد نعى في 28 أيلول الماضي، أمينه العام الراحل السيد حسن نصر الله الذي اغتيل في غارة جوية على ضاحية بيروت الجنوبيّة.
كذلك نعى “الحزب” الأسبوع الماضي، رئيس مجلسه التنفيذي السيد هاشم صفي الدين بعد تأكيد اغتياله في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية في وقت سابق من هذا الشهر.
مواضيع ذات صلة :
برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة | هولندا تتوعّد بإلقاء القبض على نتنياهو |