إسرائيل أهدرت “أكثر من فرصة” لوقف النار.. والمفاوضات مستمرة لجلب السلام إلى لبنان!
تتضارب التصريحات والمواقف والتسريبات بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، والتي تتصدر بين الحين والآخر، وسائل الإعلام المحلية والعالمية، لا سيما خلال الأيام الأخيرة، في ظلّ ما يُحكى عن قرب الاتفاق على حلّ يمكن أن يُبنى عليه لإنهاء الحرب.
في هذا الإطار، كشف رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال لقائه القائد العام لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان اللواء آرولدو لازارو، أن إسرائيل أهدرت أقله منذ أيلول الفائت أكثر من فرصة محققة لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وعودة الهدوء والنازحين على جانبي الحدود.
وأكد بري التزام لبنان بتنفيذ القرار 1701 باعتباره الخيار الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
إلى ذلك، نفى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان، أن تكون الولايات المتحدة قد طلبت من لبنان إعلان وقف إطلاق النار من طرف واحد مع إسرائيل، وذلك بعد أن قال مصدران لـ “رويترز”، إن مبعوثًا أميركيًا نقل هذا المقترح لدفع محادثات وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
وقال مكتب ميقاتي إنّ موقف الحكومة واضح بشأن السعي إلى وقف إطلاق النار من الجانبين وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى آخر جولة من الصراع بين الطرفين في عام 2006.
جاء ذلك ردًا على ما نقلته “رويترز” عن مصدر سياسي لبناني كبير ودبلوماسي رفيع المستوى، أنّ المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين طلب من لبنان هذا الأسبوع، إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد مع إسرائيل، في إطار الجهود الرامية لدفع المفاوضات التي تهدف إلى حل الصراع المستمر منذ أكثر من عام.
وقال المصدران إنّ هوكشتاين نقل المقترح لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، عبد الله بو حبيب، اليوم الجمعة، أنّ المحادثات من أجل وقف إطلاق النار لا تزال جارية.
وأكد في حديث لـ “سكاي نيوز”، أننا “لا زلنا مستمرين في المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار وجلب السلام إلى لبنان”.
بالمقابل، كشف مصدر لبناني رسمي لـ “سكاي نيوز” اليوم الجمعة، عن أن زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب فشلت، وليس هناك أي تفاؤل لبناني”.
كما قال: “بات واضحًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد حاليًا وقفًا لإطلاق النار”.
مفاوضات وقف إطلاق النار: الكلمة الأخيرة للميدان.. ونقطة أخيرة يرفضها “الحزب”
وكانت مصادر متابعة قد رجّحت لـ “هنا لبنان” أن يرفض “حزب الله” مسودة اتفاق أميركي – إسرائيلي لوقف إطلاق النار في لبنان، والتي تنص على انسحاب إسرائيل بعد أسبوع، ثم ينتشر الجيش اللبناني لتفكيك بنية حزب الله، والسماح لإسرائيل بضرب لبنان خلال فترة انتقالية تبلغ 60 يومًا، بالإضافة إلى منع إعادة تشكيل أو تسليح المجموعات المسلحة غير الرسمية في لبنان، حيث يتم مراقبة أي بيع أو إنتاج للأسلحة في لبنان من قبل الحكومة اللبنانية.
وتقول المصادر إنّ “حزب الله كان موقفه في الأساس عدم فك الارتباط بين لبنان وغزة وهذا ما أصرّ عليه الأمين العام السابق السيد حسن نصرالله قبل اغتياله، أما النقطة الثانية التي رفضها قطعاً حزب الله هي سحب قواته إلى المنطقة الحدودية ما وراء الليطاني تنفيذًا للقرار 170، لذلك كانوا يعملون بهذا القرار وفقًا لطريقتهم ووفقًا لمفهوم محلي يناسبهم دون مراعاة مندرجات الـ1701 جميعها، خصوصاً الـ 1559 والـ 1680، لكن مع الوقت وبسبب الحرب والضغط العسكري والضربات التي تلقاها الحزب، حصل نوع من التقدم حتى الآن، وهو تراجع الحزب عن موقفه الأول بعدم فك الارتباط بين غزة والجنوب حيث أصبح مرنًا في هذه النقطة، كما أصبح يقبل بترك منطقة جنوب الليطاني”.
غير أنّ النقطة التي لا يزال يرفضها الحزب، فهي الحديث عن مستقبل سلاحه وهي النقطة التي يضغط فيها الإسرائيلي والتي كانت مدار بحث ما بين نتنياهو والموفدين الأميركيين، إذ طرح الاسرائيلي أن يكون هناك على المعابر اللبنانية، سواء بحراً أو براً أو جواً، إشراف مباشر من قِبل قوات متعددة الجنسيات أو قوات دولية أو حتى موظفي أمن أميركيين للإشراف على هذه المنطقة بمساعدة الجيش اللبناني لمنع تدفق السلاح من جديد إلى حزب الله، مع احتفاظ إسرائيل بمراقبة كل المعابر، وفي حال الاشتباه بأي عملية دخول جديدة للسلاح تمتلك إسرائيل حق ضرب الأهداف مجدداً، وبحسب المصادر، فإنّ هذه النقطة لا يزال الحزب يرفضها بشدة ومعه الحكومة اللبنانية التي تنطلق من مبدأ أنّ هذا عمل سيادي، كما أنّ الحكومة الحالية لا تقطع خيطاً إلا بالتوافق مع حزب الله وبإرادته”.
وتضيف المصادر: “هذه النقطة تتعلق بمستقبل الحزب كتنظيم مسلّح على الأراضي اللبنانية، فبعد تلقيه كل هذه الضربات في كل المناطق، وإذا تخلى عن مستودعات الأسلحة وخرج إلى شمال الليطاني، يريد الحزب أن يبقى تنظيماً مسلحاً ويصر على ذلك بدعم من إيران، لا بل القيادة الحالية للحزب هي قيادة إيرانية مباشرة، فالشيخ نعيم قاسم ليس القائد الفعلي الحقيقي إذ تقوده إيران بشكل مباشر، فهل تقبل إيران بأن ينتهي حزب الله في لبنان كتنظيم عسكري، وبالتالي ينتهي وجودها العسكري في لبنان وسيطرتها عليه وأخذ المبادرة بالقرار على حدود إسرائيل وعلى شاطئ المتوسط”؟
مواضيع ذات صلة :
هولندا تتوعّد بإلقاء القبض على نتنياهو | هل يحقّ لرئيسي مجلسي النواب والوزراء التفاوض مع إسرائيل؟ خبراء يشرحون! | شقير: هناك جدية لدى حزب الله في إنهاء القتال والطابة اليوم بيد إسرائيل |