قطر تُسخّر مشاريعها لـ “دعم صمود لبنان”.. وروسيا تُعزّز إمكانات القطاع الصحيّ
على وقع توسّع الحرب الإسرائيلية على لبنان وارتفاع حدّة القصف الذي يطال قرى وبلدات عدّة، وفي ظلّ التصعيد الميداني الذي تشي به الاشتباكات المحتدمة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على أكثر من محور جنوبي، تتوالى المساعدات الإغاثيّة الإنسانيّة والطبيّة للبنان واللبنانيّين القابعين في مهبّ النزوح، على أبواب فصل الشتاء، كان آخرها 20 طنًا من روسيا. في وقت وضعت قطر على الطاولة، فكرة مشاريع البيوت والمدارس الجاهزة، إضافة إلى الخط البحري والجسر الجوي الذي تسيّره لرفد لبنان بالدعم.
خط بحري وجسر جوي.. دعم قطري كامل للبنان
في هذا الإطار، زار وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، دولة قطر، تلبيةً لدعوة وزير الثقافة القطري عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، وعقد فيها لقاءات مع المسؤولين القطريين تناولت أمورًا مرتبطة بالحرب على لبنان وحاجات النازحين وحماية المعالم الأثرية وإعادة الإعمار.
واستقبلت وزيرة الشؤون الدولية لولوة الخاطر، المرتضى، في مقرّ وزارة الخارجية القطرية، يرافقه وفد ضمّ سفيرة لبنان في قطر فرح برّي ومستشاري الوزير الإعلامي روني ألفا ووسيم الناغي.
وأكّدت الخاطر، خلال اللقاء، دعم قطر المطلق للبنان وعلى الانتهاء من مشروع خط بحري للإعانات القطرية بالتعاون مع تركيا يُضاف إلى الخط الجوي المستمر، كما عرضت له فكرة مشاريع البيوت والمدارس الجاهزة التي تسهم في استيعاب أزمة النزوح وتقدّم للنازحين حلًا موقتًا يحفظ كرامتهم إلى حين عودتهم إلى قراهم وبلداتهم ومدنهم، وأنَّها تتطلع إلى زيارة ثانية إلى لبنان فور توفّر الظروف الملائمة، مؤكّدة أن توجيهات صاحب السمو الأمير تميم تقديم الدعم الكامل إلى لبنان راهنًا ومستقبلًا بما يخدم صموده وإعادة نهوضه.
مساعدات طبية روسية.. “في الوقت المناسب”
على صعيد متصل أيضًا، وصلت صباح اليوم إلى القاعدة العسكرية في مطار رفيق الحريري الدولي، طائرة روسية محملة بنحو عشرين طنًا من المساعدات الطبية، كان في استقبالها وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، السفير الروسي ألكسندر روداكوف، ورئيس لجنة الصحة النائب بلال عبد الله.
بعد توقيع تسلّم المساعدات، قال الوزير الأبيض: “نستقبل طائرة مساعدات من جمهورية روسية الاتحادية موجهة إلى القطاع الصحي في لبنان، مع الإشارة إلى أنّ هذه الطائرة ليست الأولى التي تصل من روسيا، لكن شحنة المساعدات اليوم مخصصة للقطاع الصحي، وهي عبارة عن عشرين طنًا من الأدوية والمستلزمات الطبية تأتي في الوقت المناسب، إذ إننا نشهد توسعًا في الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان تطال مناطق كبيرة مثل صور وبعلبك وغيرها، وللأسف الشديد تستهدف كذلك القطاع الصحي والمستشفيات مثل بعلبك وتبنين وحيرام وغيرها”.
الأبيض أشار إلى أن “كل تلك الاعتداءات تضغط على القطاع الصحي، لذلك فإن وصول هذه المساعدات هو أمر مهم جدًا يمكّن القطاع الصحي من القيام بواجباته تجاه مجتمعه وأهله، وفي الوقت نفسه تشكل هذه المساعدات بالنسبة إلينا أمرًا معنويًا وليس ماديًا فقط.
فالأمر المعنوي مهم جدًا وهو الدعم المعنوي الذي تقدمه روسيا عبر هذه المساعدات للدولة اللبنانية، والجميع يعلم أن هناك علاقات ممتازة بين لبنان وروسيا منذ زمن بعيد، وحتى في القطاع الصحي هنالك الكثير من الأطباء والعاملين الذين درسوا في روسيا ويعملون حاليًا ضمن القطاع الصحي لعلاج أهلهم ومجتمعهم”.
كما لفت الأبيض إلى أن “رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كان قد عقد اجتماعًا أمس مع السفير الروسي تناول أمورًا شتى ومنها استهداف القطاع الصحي”، ونوه بـ “الدعم الذي تقدمه روسيا للبنان في مختلف الأوجه سواء الدبلوماسية منها أو الإغاثية أو الصحية”، متمنيًا أن “يصل هذا الدعم إلى خواتيمه ووقف لإطلاق النار جراء العدوان على لبنان والوصول إلى حلول دبلوماسية في هذه المنطقة”.
جهود روسيّة على المنصة الدوليّة
من جهته، أعلن السفير الروسي أن “هذا الدعم الإنساني الذي قمنا به تجاه الشعب اللبناني مهم للبلدين، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه ونقوم به على الأرض اللبنانية. ولكن كل الجهود التي تبذلها روسيا هي على المنصة الدولية، ونحن نطلب من المجتمع الدولي الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار ليس فقط في لبنان، إنما أيضًا في قطاع غزة، وهذا يعني أننا نناشد جميع الأطراف أن يلجأوا إلى المناقشات والمفاوضات الدبلوماسية وهذا مهم بالنسبة إلى روسيا الاتحادية وجميع المبعوثين”.
أما النائب عبد الله فقال: “إن خطة الطوارئ التي وضعها الوزير الأبيض مع بداية الأزمة أثبتت نجاحها وأثبت القطاع الصحي كفاءته والتزامه الوطني. ونحن نستقبل اليوم المساعدات الروسية المشكورة، مع التذكير أن روسيا تعاني أيضًا اليوم حروبًا وتتكبد خسائر عدة واقتصادها أيضًا يعاني، لكن الحكومة الروسية أبت وشعبها إلا أن يقفوا مع الشعب اللبناني”.
ختم: “بصفتي رئيسًا للجنة الصحة النيابية أتقدم منهم بالشكر الجزيل، وبصفتي أيضًا خريج من هذه الدولة وباسم جميع الخريجين في لبنان والعاملين مع القطاع الصحي بإشراف معالي الوزير الذين يكونون مقدامين بخاصة في مستشفيات الجنوب والبقاع الذين استبسلوا في هذه الظروف الصعبة، كل الشكر والتقدير”.
مواضيع ذات صلة :
مصير النازحين بلا أفق.. إلى أين سيتجهون بعد الحرب؟ | الحلبي: نحرص على عدم تعريض النازحين للمضايقات | على وقع أصوات المسيّرات.. اجتماعات تنسيقيّة بشأن الحرب والنزوح في مجلس النواب |