إسرائيل تعيد تشكيل الحكومة في ظل الحرب: تعيينات وإقالات تعصف بالمشهد السياسي
أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تغييرات واسعة في حكومته شملت إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس خلفًا له، إلى جانب تكليف جدعون ساعر بحقيبة وزارة الخارجية بعد موافقته على المنصب.
وتأتي هذه التحركات وسط تصاعد التوترات الإقليمية وتزامنها مع تطورات سياسية داخلية، مما يعكس احتدام الخلافات داخل الإدارة الإسرائيلية.
إقالة غالانت وتداعياتها
وأوضح نتنياهو أن سبب إقالة غالانت يعود إلى “تآكل الثقة” بينهما، مشيرًا إلى أن إدارة الحرب تتطلب قدرًا عاليًا من التعاون والثقة المتبادلة بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع، وهي الثقة التي اعتبرها نتنياهو مفقودة نتيجة خلافات متكررة بشأن إدارة الحملة العسكرية. وأضاف أن هذه الخلافات، بما في ذلك تصريحات غالانت وأفعاله، أثارت تحفظات لدى مجلس الوزراء المصغر وأغلب أعضاء الحكومة، ما جعل استمرار غالانت في منصبه صعبًا.
جدعون ساعر يتولى حقيبة الخارجية
إلى جانب تعيين كاتس وزيرًا للدفاع، أعلن نتنياهو تكليف رئيس حزب “اليمين الوطني”، جدعون ساعر، بوزارة الخارجية. ويُعرف ساعر بمواقفه المتشددة تجاه القضايا الأمنية، حيث يعارض صراحةً حل الدولتين ويدعو إلى تعزيز الموقف الإسرائيلي في المناطق المتنازع عليها.
تأثير الإقالة على الأوساط السياسية
وقد لاقى قرار إقالة غالانت ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية، حيث وصف وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان الخطوة بأنها “مناورة سياسية” تهدف إلى تعزيز سلطة نتنياهو، معتبرًا أن “إقالة وزير الدفاع في ظل الحرب تعكس أزمة قيادة”.
وأكد ليبرمان أن الوضع يتطلب إنشاء لجنة تحقيق مستقلة للنظر في التحديات الأمنية والتعيينات التي تتم في خضم النزاعات.
احتجاجات واسعة في إسرائيل
وكان قد أثار قرار إقالة غالانت موجة من الاحتجاجات في مختلف المدن الإسرائيلية، حيث خرج عشرات الآلاف مساء الثلاثاء. وشملت الاحتجاجات تجمعات حاشدة في حيفا ونتانيا وبئر السبع وتقاطع الطرق الرئيسية، إلى جانب تظاهرات كبرى في تل أبيب والقدس، وفقًا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
كما شهدت مناطق شمالية، مثل نهاريا ومدن أخرى، احتجاجات مماثلة، وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بوقوع اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة في بعض المواقع.