أنظار لبنان نحو الرياض.. وتعويلٌ على “موقف عربي جامع” لوقف الحرب!
تتجّه الأنظار اللبنانية إلى القمة العربية – الإسلامية المشتركة غير العادية التي دعت إليها المملكة العربية السعودية، للبحث في استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، وتطورات الأوضاع في المنطقة، وتنسيق المواقف بين الدول الأعضاء. على وقع ما أثير أمس، عن تعليق قطر لوساطتها المتعلقة لوقف إطلاق النار في غزة.
ومع أن الاهتمام اللبناني انصبّ في الأيام الأخيرة على تحريك متجدد لمهمة الموفد الأميركي آيموس هوكشتاين عبر زيارة تردد أنها ستحصل الأسبوع الطالع إلى بيروت، فإن لبنان، وبحسب ما أفادت صحيفة “النهار”، وجد نفسه معنيًا ومشدودًا إلى دلالات انسحاب قطر من وساطتها في غزة، وكذلك إلى ما يمكن أن يصدر عن قمة الرياض في شأنه، إن على صعيد الموقف السياسي الجامع الضاغط لوقف الحرب الإسرائيلية عليه، وإن لجهة المساعدات العاجلة التي يمكن أن تقررها القمة للبنان، علمًا أن السعودية والإمارات العربية وقطر انخرطت بقوة في مد لبنان بالمساعدات الإنسانية العاجلة، كما مصر والأردن وكل بحجم قدراتها.
في هذا الإطار، يتوجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اليوم الأحد إلى الرياض للمشاركة في القمة التي تندرج في إطار تقييم ومتابعة تنفيذ قرارات قمة جامعة الدول العربية التي عقدت في جدة في 11 تشرين الأول 2023.
وتنطلق أعمال القمة اليوم الأحد باجتماع وزاري تحضيري، تمهيدًا لانعقادها غدًا الإثنين.
كذلك غادر وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب صباح أمس بيروت إلى الرياض، حيث سيشارك في الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية – الإسلامية المشتركة اليوم، والذي، بحسب الخارجية، يُعقد بناء لطلب لبنان للبحث في الحرب الإسرائيلية المستمرة، ولحشد الدعم للموقف اللبناني بشأن وقف النار وتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701.
هذا وينضم الوزير بو حبيب في وقت لاحق إلى الوفد اللبناني الرسمي برئاسة ميقاتي.
وقبل مغادرته إلى الرياض، زار ميقاتي مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وعقدا خلوة، قبيل انضمام رئيس الحكومة إلى جلسة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وقال: “في كل الاجتماعات التي نعقدها نلمس وحدة اللبنانيين وتضامنهم وحرصهم على هذه الوحدة. سررت بهذا الاجتماع للمجلس الشرعي الإسلامي الاعلى، وكانت توجيهات صاحب السماحة بضرورة التركيز على الوحدة والكلمة الجامعة واستيعاب الجميع”، خاتمًا “تفاءلوا بالخير تجدوه”.
وجاءت زيارة ميقاتي لدار الفتوى بعد سلسلة لقاءات عقدها على مستوى الطائفة السنية كان آخرها اجتماع بعيد عن الأضواء للنواب السنة، بدعوة من ميقاتي عقد عصر الجمعة، ولم يصدر عنه أي بيان.
ميقاتي: لتجاوز الخلافات.. ودعم جهود وقف الحرب!
ووفق معلومات “هنا لبنان”، فإنّ آمال ميقاتي بأن يكون اللقاء جامعًا، اصطدمت بتباينات كبيرة!
وتخلّل الاجتماع الذي حضره اثنان وعشرون نائبًا، بحسب ما علم موقع “هنا لبنان” مداخلة للنائب أشرف ريفي الذي، أشار إلى أنّ حزب الله ورط لبنان في هذه الحرب بقرار ايراني، معتبرًا أنّ طهران ورطت اللبنانيين وحولت لبنان إلى ساحة لتصفية حساباتها.
كلام ريفي، الذي هو كلام معظم اللبنانيين، استفز النائب جهاد الصمد الذي انبرى إلى الدفاع عن حزب الله ومن خلفه إيران، معللًا التفاني بلعب دور المحامي بالعلاقات الدبلوماسية التي تربط لبنان بها.
غيرة الصمد على “وليه” الحزب، لم تتوقف هنا، بل أيضًا ذهب نحو اتهام ريفي بالخيانة، لإثارته ملف سلاح حزب الله في هذه الأثناء، ما دفع بالنائب بلال الحشيمي إلى التدخل رافضًا لمنطق التخوين والعمالة الذي يستعمله حلفاء حزب الله ضد كل من يعارض رأيهم أو يرفض إدخال لبنان في حروب لا قرار له فيها، ولا هدف منها سوى تحويل وطننا لورقة تفاوض في حين فقط اللبنانيون هم من يدفعون الأثمان، ومع ذلك هناك من يريد منعهم من انتقاد ممارسات حزب الله وإلاّ يعتبرون عملاء وخونة.
وشدد الحشيمي على ضرورة احترام الرأي الآخر.
هذه الأجواء، دفعت الرئيس نجيب ميقاتي إلى التحدث عن ضرورة تجاوز الخلافات والتعاون في هذه الفترة، متحدثًا عن الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها لوقف الحرب على أساس القرار ١٧٠١ والإجراءات التي بدأت الحكومة باتخاذها من ضمنها تطويع ١٥٠٠ عنصر في الجيش اللبناني.
وبحسب المعلومات، فان النواب السنة جميعًا أعلنوا دعمهم للرئيس ميقاتي والحكومة في هذه الفترة والجهود التي يقوم بها على المستوى المحلي أو العربي والدولي.