لبنان على صفيح ساخن: تصعيد خطير ومخاوف من انهيار شامل
تصاعدت الأحداث الميدانية في لبنان خلال الساعات الأخيرة، مما أثار موجة من القلق والمخاوف من استمرار الأزمة لفترة طويلة قبل الدخول الرسمي للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ووفقًا لمصادر سياسية نقلتها “النهار”، تسعى إسرائيل لاستكمال خطتها العسكرية في لبنان وسط تصعيد غير مسبوق، مما يضع البلاد أمام تهديد بانهيار شامل يتجاوز الجانب العسكري إلى تداعيات اقتصادية وإنسانية خطيرة.
إلى ذلك أفادت “النهار” بأن المواجهات الأخيرة أسفرت عن سقوط 78 شهيدًا و122 جريحًا مما يعكس فداحة الأزمة الإنسانية.
وفي ضوء هذه التطورات، أكد الجانب اللبناني رفضه الشروط الإسرائيلية، التي تشمل نزع سلاح “حزب الله” وانسحابه من الجنوب. وشدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 وتعزيز حضور الجيش بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل.”
توافق دولي حول تطبيق القرار 1701 وتباينات بشأن آلية التنفيذ
في المقابل، نقلت “نداء الوطن” عن مصادر دبلوماسية غربية أن هناك إجماعًا دوليًا على أهمية تنفيذ القرار الدولي 1701 بجميع بنوده، بما يشمل القرارات 1559 و1680، بهدف تعزيز سيادة الدولة اللبنانية. وتدعم الأوساط الدولية دور الجيش اللبناني كجهة أساسية في بسط سيادة الدولة، فيما يجري النقاش حول آليات لسحب السلاح غير الشرعي بطرق تحول دون تهديد الاستقرار الداخلي للبنان.
إلى ذلك هناك تضارب حول زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى المنطقة، مع غياب موعد محدد لزيارته إلى بيروت.
وكانت صحيفة “اللواء” أشارت إلى أن الزيارة لا تعني بالضرورة اقتراب حل نهائي، بل هناك تبادل للأفكار حول وقف إطلاق النار دون الوصول إلى مسودة شاملة. بينما ذكرت “البناء” أن ثمة تقديرات تشير إلى إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غضون أسابيع، وسط توقعات بأن يتبلور التوجه الأميركي الجديد بعد تسلم ترامب للسلطة.
وكانت مصادر دبلوماسية فرنسية قد أكدت لـ”هنا لبنان” أنّ “الوضع في لبنان صعب والأمور تتدحرج بشكل خطير وقد تتوسع الحرب وتطول حتى شهر آذار المقبل مع بداية شهر رمضان، إلا أنه بالرغم من الظروف الصعبة يتم العمل على إدخال تعديلات إضافية على القرار 1701 تحت مسمى “عملية تنقيح” وفق بنود المسودة التي يطرحها هوكشتاين ووفق ما أعلنه بأن القرار لن يصار إلى تعديله أو تغييره بقدر ما سوف يكون هناك ملحق له يفصل آلية تنفيذ البنود، ومن بين بنود المسودة أيضاً تشكيل لجنة دولية لتسلم زمام الأمور وفي حال تم التوافق على هذه المسودة ستحتاج إلى قرار من مجلس الأمن والذي قد يتعرض للفيتو المزدوج من قبل روسيا والصين اللذين لا يصوتون إلا لمصلحة لبنان، ولذلك أصبح لروسيا دور على خط الوساطة ويتم التواصل مع الجانب الروسي للتدخل مع سوريا إذ أنّ روسيا تعتبر وسيطاً فاعلاً في مسألة التسوية في المنطقة وتدخلها المباشر من شأنه أن يمنع وضع الفيتو في حال أجريت تعديلات على القرار 1701. ووفق المصادر فإنّ الروس يطالبون سوريا ورئيسها بضرورة عدم فتح الحدود بين لبنان وسوريا لوقف تهريب السلاح لحزب الله كبند أساسي من شأنه تخفيض حدة التوتر والتصعيد في لبنان”.
شروط أميركية قاسية
ووفقًا لمصادر نقلت عنها “الديار”، تضغط الإدارة الأميركية لفرض تسويات تستهدف إخراج سلاح “حزب الله” و”حماس” من لبنان، ووضع البلاد تحت حماية دولية شاملة تمهيدًا لإعادة الإعمار. إلا أن حزب الله رفض هذه العروض، معتبراً إياها استسلامية، وأعلن التمسك بالقرار 1701 دون أي تعديلات، رغم التهديدات المتزايدة التي تحيط بالموقف.
مواضيع ذات صلة :
إسرائيل: سنواصل العمل بحزم ضد “الحزب” | برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | في لبنان ما يستحق الحياة |