الاستقلال في عامه الـ”81″.. جنوب “مدمّر” وأجواء “مخترقة”!

لبنان 21 تشرين الثانى, 2024

لا يشبه عيد الاستقلال هذا العام، أيّ عيد سابق، وإن كان لبنان قد مرّ باستثناءات، فكم عيد استقلال مرّ دون رئيس للجمهورية بسبب تعنت بعض الأفرقاء في السياسة، وكم عيد استقلال جاء منقوصاً بسبب ممارسات الدويلة!
ولكن هذا العام المشهد أكثر ضبابية، فها هو عيد الاستقلال يأتي وسط استباحة إسرائيلية للأرض والجو والبحر، بعدما زجّنا حزب الله في جبهة إسناد لا ناقة لنا بها ولا جمل، جبهة تمّ دفعنا إليها بأوامر إيرانية.
واليوم، بعد أكثر من عام على بدء الجبهة، وبعد أكثر من شهرين على حرب مدمرة تعصف بلبنان بدءاً من مجزرتي البيجر واللاسلكي ووصولاً لإحراق الضاحية والجنوب بمختلف مناطقه، ها هو لبنان ينتظر فجر استقلاله الـ81!
ولكن عن أي استقلال نتحدث؟ ونحن ننتظر ورقة أميركية يوقع عليها الإسرائيلي فيوافق على وقف إطلاق النار، ونحن بلا رئيس للجمهورية، وبلا سيادة، ورهينة لخطابات نعيم قاسم الشعبوية!
ربما الضوء الوحيد الباقي لنا في هذا اليوم هو الجيش، على أمل أن تنسحب الدويلة، وأن تصبح الحدود رهناً بإشارة المؤسسة العسكرية فقط، إذ لا حامي للوطن غيرها.

وبالعودة لهذه المناسبة وتفاصيلها، توجّه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى وزارة الدفاع صباح اليوم، حيث وضع اكليلاً من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الجيش في اليرزة.

في حين قال قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون في أمر اليوم إلى العسكريين، إن “لبنان الجامع لكلّ مكوّناته، والوطن النهائي لكلّ اللبنانيين، توالت عليه الأزمات والحروب والانقسامات والتدخّلات، لكنّه بقي صامدًا كصمود أرزه، عصيًّا على الأعداء والعابثين بأمنه واستقراره وفي طليعتهم العدو الإسرائيلي”.

وتابع: “تحلّ ذكرى الاستقلال هذا العام، ووطننا يعاني من حرب تدميرية وهمجية يشنّها العدو الإسرائيلي منذ عام ونيّف، راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى، وأسفرت عن تهجير أهلنا من قراهم وبلداتهم في الجنوب والبقاع وبيروت. وإذ يمعن العدو يوميًا في انتهاكاته واعتداءاته، تتكثّف الاتصالات للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار، يمنح وطننا هدوءًا يمهّد لعودة أهلنا في الجنوب إلى أرضهم، وباقي النازحين إلى منازلهم”.

وأكد أن: “الجيش لا يزال منتشرًا في الجنوب حيث يقدّم العسكريون التضحيات ويستشهدون من أجل لبنان، ولن يتركه لأنّه جزء لا يتجزّأ من السيادة الوطنية، وهو يعمل بالتنسيق مع قوّة الأمم المتّحدة المؤقّتة في لبنان – اليونيفيل ضمن إطار القرار 1701، كما يقف إلى جانب أهله وشعبه انطلاقًا من واجبه الوطني، ويواصل تنفيذ مهمّاته رغم الصعوبات والأخطار”.
وأوضح أنّه “منذ بدء نزوح أهلنا من الجنوب، بادرت المؤسسة العسكرية إلى التنسيق مع إدارات الدولة ومواكبة النازحين وبخاصة ذوي العسكريين، في حين سارعت دول شقيقة وصديقة إلى مدّ يد العون، كما فعل عدد كبير من اللبنانيين المحبّين والداعمين”.
وشدّد على أنّ “الجيش ينفذ مهمّاته على كامل الأراضي اللبنانية، متصدّيًا لكلّ محاولات زعزعة الأمن والاستقرار لأن الوحدة الوطنية والسلم الأهلي على رأس أولوياته، وهما الخط الأحمر الذي لن يُسمح لأيٍّ كان بتجاوزه، علمًا أنّ حماية الوطن والحفاظ عليه مسؤولية جامعة ومشتركة لكل اللّبنانيين”.
ولفت إلى أنّ “الافتراءات وحملات التحريض التي يتعرّض لها الجيش لن تزيده إلّا صلابة وعزيمة وتماسكًا، لأنّ هذه المؤسسة التي تحظى بإجماع محلي ودولي، ستبقى على مبادئها والتزاماتها وواجباتها تجاه لبنان وشعبه بعيدًا عن أي حسابات ضيّقة”.

وقال: “نطمئن أهلنا وشعبنا إلى أنّه لا عودة إلى الوراء ولا خوف على الجيش الذي سيبقى إلى جانبهم متماسكًا رغم كلّ الظروف، حاميًا للبنان ومدافعًا عن أمنه واستقراره وسيادته، كما سيبقى حاضنًا وجامعًا لكلّ اللبنانيين بمختلف مكوّناتهم وعلى مسافة واحدة منهم”.

من جهته، أمل الرئيس العماد ميشال سليمان في تصريح لمناسبة ذكرى الاستقلال، ان “يحمل لنا العيد هذا العام اتفاقًا نهائيًا يضمن تحييد لبنان عن صراعات المحاور ويعود رئيس الدولة الى كرسيه في بعبدا ويأتي بحكومة الأكفّاء الموعودة”.
وقال في تصريحه: “عشية ذكرى الاستقلال نفتقد إلى الاحتفال البهي الذي كان يقام كل عام ويغرس فكرة السيادة وسمو العـَلـَم اللبناني في نفوس الأجيال التي تتطلع اليوم إلى الهجرة وبلاد الانتشار نتيجة يأسها من الداخل المحموم”.
واضاف: “على الرغم من ذلك، وفي ظل هذا الفراغ والدمار والقتل، وبدلًا من المشاركة في العرض العسكري، تسيل بغزارة دماء الشهداء من الجيش والقوى الأمنية والدفاع المدني والإطفاء ورجال الإسعاف والمواطنين الصامدين الصابرين، لتذكرنا بالأحمر القاني الذي يزدان به العـَلـَم اللبناني. لعل العيد هذا العام يحمل لنا اتفاقًا نهائيًا يضمن تحييد لبنان عن صراعات المحاور، ويعيد الاستقرار إلى ربوع الوطن، ويحصر السلاح بيد السلطة الشرعية، ويضمن أمن الحدود ويُرسـِّمها، كما يعود رئيس الدولة الى كرسيه في بعبدا ويأتي بحكومة الأكفّاء الموعودة، ويُعيد لوحة اعلان بعبدا إلىى القاعة التي ولد فيها، قاعة ٢٢ تشرين (قاعة الاستقلال ). كما يعيد إلى وسط العاصمة العرض العسكري والأعلام والبيارق والمشاعر الوطنية ونبض الحياة والأمل والازدهار، فيبقى استقلالنا عيدًا ولا يصبح ذكرى”

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us