الملف الرئاسي إلى الواجهة من جديد… وبري يؤكد: الرئيس المقبل سيكون “صناعة لبنانية”
بعد وقف إطلاق النار، عاد الملف الرئاسي في لبنان إلى الواجهة مجددًا، مع تصاعد الاهتمام السياسي من مختلف الأطراف. حيث كان قد حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري التاسع من كانون الثاني 2025 موعداً للجلسة رقم 13 لانتخاب رئيس للجمهورية، وعكس كلام بري في البرلمان على هامش جلسة التمديد للقادة الأمنيين تلميحاً بأن الجلسة لن تكون كسابقاتها وستشهد انتخاب رئيس جديد للبلاد، عندما وعد بأنها “ستكون مثمرة وبأنه سيدعو سفراء الدول لدى لبنان إلى حضورها”، وهي العادة البروتوكولية المتبعة عند انتخاب رئيس جديد.
كما أبدى رئيس مجلس النواب نبيه بري تفاؤله بجلسة 9 كانون الثاني، متوقعاً أن تفضي إلى انتخاب رئيس الجمهورية.
وأوضح في حديث لصحيفة “الجمهورية” أنه حدد موعد الجلسة بمبادرة شخصية منه عقب التوصل إلى وقف إطلاق النار، دون تنسيق مسبق مع أي جهة خارجية، بما فيها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الذي زار بيروت أخيراً.
وأكد بري أن الرئيس المقبل سيكون صناعة لبنانية خالصة، مضيفاً: “أنا لا أقبل إلا بذلك، مهما كانت هناك تدخلات خارجية”.
ولفت إلى أنه أبلغ اللجنة الخماسية الدولية أن المطلوب دعم ما يريده اللبنانيون لا فرض ما تريده الدول.
وحول طبيعة النقاشات الجارية، أشار إلى أن الأولوية تكمن في السعي للتوافق على رئيس قادر على تأمين 86 صوتاً نيابياً ليبدأ عهده بتفويض وطني واسع، مؤكداً أنه سيعقد الجلسة النيابية حتى لو لم يتحقق التوافق المسبق.
وعن مواصفات الرئيس المقبل، أوضح بري أنه ليس بالضرورة أن يكون قريباً من “حركة أمل” و”حزب الله”، ولكن يجب ألا يكون معادياً لأي مكوّن وطني. ورداً على سؤال بشأن استمرار ترشيح سليمان فرنجية، قال: “معلوم… وهو عماد المرشحين”، مشيراً إلى أنه لا يرى مانعاً من التوافق عليه، خصوصاً أنه لا يطرح نفسه كمرشح تحدٍّ.
في ما يتعلق بتشكيل الحكومة بعد انتخاب الرئيس، رجّح بري إمكانية تشكيل حكومة جديدة في غضون شهر إذا تحقق التوافق، مشيراً إلى أن دينامية جلسة انتخاب الرئيس قد تنسحب على الحكومة المقبلة.
وعند سؤاله بشكل فكاهي عن “طول” رئيس الحكومة المقبل، أجاب ضاحكاً: “طويل…”.
تأكيد على أهمية انتخاب رئيس جديد
بدوره، أكد النائب نزيه متى “حرص تكتل الجمهورية القوية الدائم على انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، وقد حان الوقت لاتمام الاستحقاق”، وقال في حديث إلى “صوت كل لبنان”:”سنخوض تشاورا مع الحلفاء والأطراف الأقرب الى توجهاتنا كنقطة انطلاق، ونحن منفتحون كليا على كل الاطراف لانتخاب رئيس جامع وفق الدستور”.
ورأى أن “رئيس تيار المرده سليمان فرنجية لم يعد يصلح للمرحلة المُقبل عليها لبنان، لأنه كان المرشح الأول والاخير للممانعة، وما يحتاجه لبنان اليوم هو رئيس إنقاذي يتماشى مع محيطه العربي والدولي الذي يشبهه، لا لبنان المحاور”، لافتا الى أنه “وبغض النظر عما يدور خارج حدودنا، علينا أن ننتهز الفرصة المتاحة لوضع لبنان من جديد على السكة الصحيحة”.
كما راهن النائب عبد الرحمن البزري على صمود وقف اطلاق النار، وأمل في استمراره، معولاّ على تفعيل عمل الرقابة، للانتقال بعدها الى مرحلة ما بعد تثبيت وقف اطلاق النار وعودة الاهالي الى بلادهم وقراهم.
وأشار الى أنه بعد أن حصل وقف إطلاق النار “لا حجة لأحد سوى الذهاب لانتخاب رئيس للجمهورية”، وقد دعا الرئيس نبيه بري الى جلسة انتخاب الشهر المقبل، لافتا الى أن المدة الفاصلة عن موعد الجلسة تسمح بالتشاور بين كل الافرقاء للوصول الى انتخاب رئيس.
ورأى في حديث الى “صوت كل لبنان”، أن “على المجلس النيابي أولاً وأي رئيس جمهورية سينتخب مسؤوليات عدة من استعادة لبنان علاقاته العربية والدولية الى تثبيت الهدوء وصولاً لاعادة بناء دولة المؤسسات”.
واستعراض الميزات الخمس التي يتمتع بها رئيس الدولة، “فهو رمز البلاد، والقائد الاعلى للقوات المسلحة، والوحيد الذي يقسم على الدستور ويحميه من التجاوزات السياسية، والحَكَم بين اللبنانيين، وصاحب الموقع الاول في البلاد الذي يحكم بالشراكة مع رئيس الوزراء، لذا فالمطلوب رئيس تليق به تلك الميزات”.
بدوره، كتب رئيس حزب “التقدمي الإشتراكي” السابق وليد جنبلاط في منشور على حسابه عبر منصة “إكس”، اليوم الإثنين، “مهما كانت الصعوبات سنختار المسار الصحيح”.
وأرفق جنبلاط تغريدته بـ”هاشتاغ”: “#لبنان”.