“تجدد” تضع ملفات المرحلة على الطاولة.. معوّض: الحرب أسقطت شعارات “الحزب” ولن ننتخب “أبو ملحم”

لبنان 6 كانون الأول, 2024

فيما تتطلّع الأوساط اللبنانيّة إلى جلسة التاسع من كانون الثاني النيابية المخصّصة لانتخاب رئيس للجمهورية، شدد رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوّض في حديث لـ”هنا لبنان” على “أننا مصرّون على أن يتم انتخاب الرئيس في أسرع وقت، وأن تكون الجلسة في 9 كانون الثاني جلسة حاسمة، ونريد أن يكون الانتخاب بأوسع تفاهم ممكن”، ولكنّه أوضح في المقابل، أنّ هذا التفاهم الواسع لا يعني انتخاب “أبو ملحم”.

معوّض وفي حديثه لـ “هنا لبنان”، حمّل الرئيس بري مسؤولية كبيرة، بصفته رئيسًا لمجلس النواب ورئيسًا لحركة أمل، مشيرًا إلى أنّ هذا الوقت ليس وقت المصالح الضيّقة للأطراف وإنّما هو وقت الخيارات الكبرى، وعلينا جميعًا أن نتجه إلى خيار بناء دولة، وشدد معوّض على أننا “لن ننتخب رئيسًا ليكون “أبو ملحم” ولو توافقت عليه كل الدول”.

أضاف: “نريد رئيسًا يشبه المرحلة وهنا المسؤولية تقع على الرئيس بري وعلى الكتل التي تدعي الوسطية لأن اليوم ليس هناك وسطية، فإما نتجه إلى بناء دولة وإما أن نبقى في الفوضى وهناك دستور يجب أن يطبق”.

وخلال مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع لكتلة “تجدد”، قال معوّض: “نتج من هذه الحرب عدد كبير من الشهداء والجرحى والمصابين، عدا عن الدمار غير المسبوق والخسائر الاقتصادية وخسائر حزب الله العسكرية والقيادية. لقد حذرنا مرارا من مخاطر ربط لبنان بصراع نفوذ إقليمي، وطالبنا بتحييده حماية للشعب اللبناني، والعودة إلى الدستور وتطبيق القرارات الدولية 1701 و1680 و1559، لكن حزب الله فضل حينها المضي قدما وجر لبنان إلى الحرب، خلافا لأبسط قواعد الشراكة والدستور وإرادة اللبنانيين”.

“حزب الله” والمعادلة الجديدة!

وأشار إلى أنه “بعد كل المآسي والمغامرات والدم والدمار، وافق حزب الله على اتفاقية وقف إطلاق النار التي تضمن تطبيق القرارات 1701 و1680 و1559، ولو طبق هذا الاتفاق منذ شهرين كان أفضل للبنان واللبنانيين، فهذه الحرب لم تكن حربنا، وهي أسقطت شعارات حزب الله الذي تديره إيران، وتم التأكيد أنه ليس قوة ردع، وسلاحه لم يحم الجنوب ولبنان، بل دمره”.

وقال معوض: “نؤكد دعمنا القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة على أساس حل الدولتين التي أقرتها القمة العربية في بيروت سنة 2002، فالرهان على وحدة الساحات سقط بدليل أن حزب الله وقع على اتفاقية وقف إطلاق نار منفصلة عن ساحة غزة، علما أن هذه الاتفاقية ليست مجرد آليات تنفيذية للقرار 1701 جنوب الليطاني، بل تشمل آليات تنفيذية لتطبيق القرارين 1680 و1559”.

وأكد أن “خطابات المسؤولين في حزب الله حول الانتصار لها وظيفة واضحة هي محاولة خلق معادلة جديدة تضمن أمن إسرائيل من جهة، وتكرس هيمنة إيران على الداخل اللبناني عبر سلاح حزب الله من جهة ثانية”، وقال: “نحن نرفض هذه المعادلة وسنسقطها”.

ولفت معوض إلى أن “المطلوب بعد تحرير الجنوب عام 2000 كان تثبيت الهدنة مع إسرائيل وفق اتفاق الطائف، والعمل على حل النزاعات الحدودية الموجودة بين لبنان وإسرائيل، وبين لبنان وسوريا، عبر الأطر الدبلوماسية تماما، كما فعلت الدولة في ملف ترسيم الحدود البحرية”.

ورأى أن “حزب الله قرر أن يجرنا بقوة السلاح والتهديد والتهويل ويحول لبنان المحرر إلى ساحة هيمنة إيرانية على حدود إسرائيل وعلى المتوسط، وهذا كانت كلفته كبيرة جدا، وهي حماية الاحتلال السوري، واغتيال كبار قادتنا، وحرب تموز 2006، واحتلال بيروت في 7 ايار، وعزل لبنان عربيا ودوليا، وضرب الاقتصاد الشرعي وتحويل اقتصادنا الى اقتصاد كبتاغون، وانفجار مرفأ بيروت وتعطيل المحاسبة، وصيانة وحماية منظومة كرست الفساد وأفقرت اللبنانيين وهجرتهم، وضربت العملة الوطنية، وأخيرًا أدخلتنا في الحرب. وهذا مسار انتحاري دفع ثمنه كل اللبنانيين، بما فيهم اللبنانيون الشيعة، الذين حاولوا إيهامهم بأن السلاح يحميهم من إسرائيل ويحصل حقوقهم في الداخل، لكن الحقيقة أن السلاح لم يحمهم من إسرائيل، بل دمر بيوتهم وبلداتهم واستعملهم وقودا، كما بقية اللبنانيين لمعارك ونفوذ إقليمية”.

لبنان والمظلة الدولية!

وقال معوض: “دعوتنا ككتلة تجدد إلى كل اللبنانيين، أن نمد أيدينا لبعض ونطوي نهائيًا صفحة الحروب والدم والدمار والهجرة والارتهان والمغامرات، دعوتنا أن نبني سويا دولة لنا ولأولادنا وأحفادنا ونبني مستقبلًا من الأمن والأمان والازدهار والبحبوحة، فهذا الأمر يتطلب بداية تطبيق الاتفاق الذي فاوض عليه الرئيس نبيه بري ووافق عليه حزب الله وصادقت عليه الحكومة بكل مكوناتها، وتطبيق هذا الاتفاق لتثبيت من جهة وقف إطلاق النار، ووضع حد للخروقات من الاتجاهين ومنع عودة الحرب، وصولًا إلى تثبيت اتفاقية الهدنة مع إسرائيل الذي نص عليها اتفاق الطائف، وهذا الأمر يتطلب أيضا إعادة تكوين المؤسسات ابتداء من انتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس حكومة وتشكيل حكومة قادرة على تطبيق وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وإدارة إعادة الإعمار بشفافية وعدالة، والقيام بالإصلاحات التي تعيد وضع لبنان على سكة التعافي”.

وأضاف: “نريد رئيس جمهورية في أسرع وقت ممكن قادرًا على تنفيذ المهمة التي تنتظره، إضافة إلى تطبيق الاتفاق باتجاه بناء دولة سيدة وفعلية مسؤولة لوحدها عن ضبط كل حدودها وضبط مطارها ومرافقها وتحتكر السلاح لوحدها على كل أراضيها، كي يصبح لدينا وطن واحد وشعب واحد وسلاح واحد ودولة واحدة. لبنان على مفترق طرق، واتفاق وقف إطلاق النار يمكن أن يشكل مظلة دولية لحمايته وحماية اللبنانيين، لكن الخيار لنا والقرار قرارنا، والمسؤولية مسؤوليتنا”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us