“ولد المسيح… هللويا”: الميلاد ينير لبنان بالأمل والسلام

لبنان 25 كانون الأول, 2024

وسط أجواء متناقضة امتزجت فيها فرحة الميلاد بظلال المعاناة، أطل عيد الميلاد المجيد في لبنان هذا العام كرسالة إلهية مجبولة بالأمل والإيمان. ورغم الأزمات والحروب التي عصفت بالبلاد، تجددت الروح الميلادية في قلوب اللبنانيين الذين اختاروا التمسك بالسلام والمحبة كطريق للخلاص.

في بعلبك – الهرمل، حيث عانى السكان ويلات الحرب على مدى شهرين، أطل الميلاد كمصدر عزاء وإلهام. المغارة المميزة في مزار سيدة بشوات جسّدت معاناة العائلات المتضررة، فيما حملت شجرة الأرز التي زُرعت وسط منزل مدمّر رسالة قوية عن صمود الإنسان اللبناني في وجه الدمار.

أما شوارع رأس بعلبك ودير الأحمر، فقد أضيئت بمصابيح الميلاد، وأقيمت المغارات الميلادية وسط أجواء من الفرح والتضامن. في حين أكّدت المبادرات المحلية، من سوق الميلاد في ساحة الكنيسة إلى توزيع الهدايا للأطفال، على روح التكاتف بين أبناء البلدة الواحدة رغم التحديات.

من بقاع لبنان، تنتقل أجواء الميلاد إلى جنوبه، وتحديداً إلى بلدة دردغيا ، والتي طالتها يد الدمار خلال القصف الإسرائيلي الأخير، فرغم كل شيء أصر الأهالي على الاحتفال فوضعت شجرة الميلاد بين أنقاض كنيسة “مار جاورجيوس”، لتكون شاهدة على صمود الإيمان في وجه الألم.

في حين أبى أهالي رميش الاستسلام للصعوبات التي مرّت على البلدة، فاحتفلوا بالميلاد هذا العام وسط أجواء من الفرح والاطمئنان مع وقف إطلاق النار، ولم يغب السوق الميلادي عن أجواء البلدية.

وكان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي قد توّجه في وقت سابق برسالة إلى اللبنانيين، أشار فيها إلى أن “السلام هو العطيّة الإلهيّة التي تجسدت بميلاد المسيح، ومفتاح خلاص لبنان يكمن في العودة إلى ثقافة المحبة والعدل”. طودعا الراعي المسؤولين إلى انتخاب رئيس جديد وإعادة الانتظام إلى مؤسسات الدولة، مؤكداً أن “الميلاد هو دعوة متجددة للسلام الحقيقي، حيث ينتصر الخير على الشر”.

في حين ترأس المطران ميشال عون قداس الميلاد في كاتدرائية مار بطرس بجبيل، حيث ألقى عظة مؤثرة تناولت الشبه بين معاناة اللبنانيين اليوم ومعاناة شعب إسرائيل زمن ولادة المسيح.

وقال عون: “انتظارنا اليوم ليس مختلفًا، إذ نسعى للخلاص بانتخاب رئيس للجمهورية وجيش قوي وانتظام المؤسسات.”

ودعا الشعب للعمل والتضحية، مشددًا: “بإيماننا واستقامتنا نصل إلى وطن العدالة والمساواة.”

أما في كاتدرائية مار جرجس المارونية ببيروت، فقد وجه المطران بولس عبد الساتر رسالة سلام وأمل إلى أبناء الأبرشية، قائلاً: “السلام يبدأ من القلب، ويعتمد على التوبة وتجديد الضمير.” وأضاف: “ثقافة الرحمة والعدالة هي التي تعيد بناء وطننا وتحقق السلام في الشرق”، وداعياً “الجميع للعمل معًا لنشر المحبة والتضامن في مواجهة ثقافة العنف والصراعات”.

ختاماً، بين احتفالات الميلاد المتنوعة، يبقى الأمل والتشبث بالوطن عنواناً رئيسياً لهذا العيد، حيث يجدد اللبنانيون إيمانهم بالسلام والمحبة، ويصرون على مواجهة التحديات بروح الميلاد الحقيقية.

“وُلد المسيح.. هللويا”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us