“الصندوق الأسود” لنظام الأسد.. ماذا كشف القاضي الحجار عن هروب مسؤولين سوريين سابقين إلى لبنان؟

لبنان 28 كانون الأول, 2024

تركّز الاهتمام اللبناني بعد سقوط نظام بشار الأسد على متابعة مصير فلوله وأعوانه، والحرص على عدم توجّههم إلى لبنان، لا سيما أنّ منهم من هو مطلوب للعدالة إن كان محليًا أو دوليًا، ممّا استدعى متابعة رسميّة للملف، وسط تأكيدات رسميّة بأنّ بيروت لن تكون ملجأ لهؤلاء.

في هذا الإطار، جاء تأكيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن لبنان “سيتعاون مع طلب الشرطة الدولية (الإنتربول) للقبض على مدير المخابرات الجوية السورية، اللواء جميل حسن، الذي تتهمه السلطات الأميركية بارتكاب جرائم حرب في عهد نظام بشار الأسد المخلوع”.

وقال ميقاتي: “نحن ملتزمون بالتعاون مع كتاب الإنتربول المتعلق بتوقيف مدير المخابرات الجوية السورية، كما هو التعاون باستمرار في كل المسائل المتعلقة بالنظام الدولي”.

وبخلاف ما يحكى عن تقديم الإدارة السورية الجديدة لائحة بأسماء المسؤولين في نظام الأسد المطلوبين لديها، خصوصًا بعد المشاهد التي عرضت لحالات التعذيب والإعدامات في السجون، جدد النائب العام التمييزي، القاضي جمال الحجار، تأكيده في حديث لـ “الشرق الأوسط”، أن لبنان “لم يتسلّم لائحة بالمطلوبين السوريين لا من الإنتربول، ولا من السلطات السورية الجديدة”.

وأوضح القاضي الحجار لـ “الشرق الأوسط” أنه “حتى الآن لم يثبت بشكل رسمي وجود مسؤولين سوريين سابقين في لبنان”، لكن أشار إلى أن “الشخص الوحيد الذي ذكر اسمه هو رئيس مكتب الأمن القومي السوري السابق، اللواء علي مملوك، وتردد أنه غادر إلى الخارج بطريقة غير شرعية، وهذا يبقى ضمن الروايات الافتراضية”.

ويلاحق لبنان علي مملوك بموجب مذكرة توقيف صادرة بحقّه عن المحكمة العسكرية في لبنان، وهو متهم بإدخال 25 عبوة ناسفة من سوريا إلى لبنان في عام 2012، لتفجيرها في تجمعات شعبية وموائد إفطار رمضانية، والتخطيط لقتل نواب ورجال دين لبنانيين من معارضي نظام الأسد، بالتعاون مع مستشار بشار الأسد الوزير السابق ميشال سماحة، الذي حوكم وحكم عليه بالأشغال الشاقة لمدة 13 عامًا، وقضى مدة عقوبته في السجن.

أما بشأن المعلومات التي تحدثت عن دخول علي مملوك مع عدد من ضباط النظام السوري السابق ومغادرة لبنان إلى الخارج، فأوضح الحجار أن “قيود الأمن العام على كل الحدود اللبنانية السورية لم تسجل دخول علي مملوك، ولا أي من القادة الأمنيين السوريين”. ولم يستبعد “دخول عدد من هؤلاء خلسة عبر أي معابر غير شرعية، لكن لا يوجد دليل سوى ما يجرى تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.

مولوي: علي مملوك ليس في لبنان

يشار إلى أنّ وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية بسام مولوي، كان قد أكد في وقت سابق، أن مستشار بشار الأسد لشؤون الأمن الوطني علي مملوك غير موجود في لبنان ولم يدخل البلاد.

وأفاد مولوي في حديث مع قناة “Mtv” بأنه في حال دخل علي مملوك البلاد سيتم توقيفه، مشيرًا إلى أنّه “عممت صوره في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت في حال حاول المرور بأوراق مزورة”.

فيما أشار إلى أن “زوجة ماهر الأسد ونجله دخلا لبنان وغادرا عبر المطار”، وذكر أن كل شخصية غير مطلوبة تدخل إلى لبنان بطريقة شرعية يسمح لها بالمغادرة.

“الصندوق الأسود” لنظام الأسد

هذا، وكانت مصادر سورية مطلعة قد كشفت لصحيفة “عكاظ” السعودية أن مدير الأمن القومي السوري السابق اللواء علي مملوك توجه بعد ساعة من هروب بشار الأسد إلى دولة إقليمية.

وأفادت المصادر بأن مدير الأمن القومي السوري السابق لم يصطحب معه أي شخص من مكتبه الخاص سوى عائلته وبعض المقربين عائليًا.

ويعتبر مملوك ضابط استخبارات سوري ومقرب من الأسد، ويطلق عليه “الصندوق الأسود” للنظام السابق وهو من مواليد دمشق 1949 من عائلة ذات جذور إقليمية عميقة.

وعين مملوك عام 2005 رئيسًا للمخابرات العامة وكلف بقمع الاحتجاجات عام 2011، ويواجه عقوبات غربية صارمة حيث وجهت إليه باريس اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، كما يحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي في دوره في تعذيب وقتل ناشط أميركي سوري.

أما ماهر الأسد الشقيق الأصغر لبشار الأسد فلم يتم معرفة وجهته الأكيدة حتى الآن، إلا أن مصادر مطلعة في المعارضة السورية تقول إنه غادر فجأة وعلى عجل بعد معرفته بهروب بشار.

وجدير بالذكر أن بغداد نفت وجود ماهر الأسد داخل الأراضي العراقية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us