إسرائيل تتمادى بخروقاتها اليوميّة جنوبًا.. هل ينجرّ “الحزب” مجددًا إلى الحرب؟

لبنان 28 كانون الأول, 2024

باتت الخروقات الإسرائيلية تشكل “روتينًا يوميًا” في جنوب لبنان، منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني، ممّا يرفع من منسوب المخاوف من إمكانيّة انهيار التفاهم في أي لحظة، لا سيما في ظلّ الجدل القائم حول حتمية انسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى الحدوديّة خلال مهلة الـ 60 يومًا، وتمسّك لبنان بهذا البند.

لبنان تعنيه ورقة الالتزامات المتبادلة لا الضمانات الأحادية

في هذا السياق، أكّد مصدر لبنانيّ وجود خرق ممنهج لاتفاق وقف إطلاق النار.

ولفت المصدر في حديث لصحيفة “الأنباء الكويتية” إلى تزايد التقارير عن خروقات إسرائيلية تستهدف المناطق الحدودية اللبنانية، عبر انتهاكات جوية وبرية وبحرية.

وقال إنّ “آخرها التوغل غير المسبوق في القطاع الأوسط في منطقة وادي الحجير، من دون الرجوع إلى لجنة الرقابة الخماسية المشرفة على تنفيذ وقف إطلاق النار”.

وأضاف المصدر: “تزعم إسرائيل أنها تستند إلى ورقة ضمانات أميركية ملحقة باتفاق وقف النار، تقول إنها تمنحها حرية الحركة منفردة في الجنوب اللبناني تحت عنوان الردع الوقائيّ”.

كما أوضح أنّ هذه الورقة، التي لم يعترف بها رسميًا الجانب اللبنانيّ، تتيح لإسرائيل تنفيذ عمليات عسكرية من دون العودة إلى الآليات الدولية المتفق عليها، مشددًا على أنّها لا تعني لبنان على الإطلاق.

عوامل محلية وخارجية تسمح للإسرائيلي بالتمادي

من جانبه، اعتبر الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية العميد المتقاعد خليل الحلو أن “هناك عوامل محلية وأخرى خارجية تجعل الإسرائيلي يتمادى بخروقاته لاتفاق وقف النار”.

الحلو لفت في تصريح لـ “الشرق الأوسط”، إلى أنه “في ما يتعلق بالعوامل المحلية، فإن دخول وادي الحجير و4 بلدات محيطة به، وهي عمليًا بعيدة عن أماكن وجودها جنوبي الليطاني، قد يهدف؛ إما للسيطرة على عتاد وسلاح موجود في مراكز قتالية هناك، أم أنه يندرج في إطار عملية استطلاع ردة فعل الحزب والدولة اللبنانية”.

وأضاف: “كما أن العامل السوري أساسي في هذا المجال، بخاصة بعد سيطرة إسرائيل على السلسلة الشرقية وجبل الشيخ وقمتين مرتفعتين، وابتعاد قواتها 20 كلم فقط عن طريق بيروت دمشق. وبالتالي، لا نستبعد أن تكون إسرائيل تستعد للتقدُّم؛ سواء في الداخل السوري أو اللبناني، في حال انتقلت سوريا إلى حالة من الفوضى”.

ويعتقد الحلو أن “إسرائيل قد لا تنسحب بعد 60 يومًا من الأراضي اللبنانية، وهذا مرتبط بالوضع السوري غير المستقر”.

أما عن كيفية تعامل “حزب الله”، مع هذا الواقع، فيرى الحلو أن “الحزب، ومع انقطاع خطوط إمداده عبر سوريا، والسيطرة على قسم كبير من مخازن سلاحه هناك، لم يعد قادرًا على الانخراط في أي حرب، بخاصة أن الطرف الإسرائيلي حاليًا في أوج قوته، وأن موازين القوى الحالية ليست لصالحه على الإطلاق؛ لذلك نرجح أن يحافظ على خطابه الحالي، حفاظًا على وجوده، من دون أن ينتقل إلى ترجمته على أرض الواقع”.

وتابع: “هناك هدفان حصرًا لحزب الله راهنًا: الأول الحفاظ على ما تبقى من قوته العسكرية، والثاني استثمارها للحفاظ على قوته السياسية. وبالتالي، أيًا كان التمادي الإسرائيلي، فهو لن ينجرَّ مجددًا إلى الحرب”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us