“خطاب القسم يضع لبنان على طريق الإصلاح”… عظات الأحد تشيد بإنتخاب جوزاف عون رئيسًا

لبنان 12 كانون الثاني, 2025

ترأس رجال الدين في مختلف الكنائس اللبنانية اليوم الأحد القداس الإلهي، حيث تركزت العظات العديد على إشادة انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية. فقد عبّروا عن أملهم بأن يحقق الرئيس الجديد الإصلاحات التي يحتاجها لبنان في هذه المرحلة الدقيقة، مشيرين إلى أهمية الوحدة الوطنية والعمل الجماعي لتحقيق مستقبل أفضل للبنان.

ماذا قال الراعي؟

في السياق، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في العظة الأولى بعد انتخاب الرئيس: “نشكر الله على استجابة صلوات اللبنانيّين، وسماع أنينهم، فألهم السادة النواب على انتخاب رئيس للجمهوريّة بشخص العماد قائد الجيش جوزاف عون الذي يكسب ثقة اللبنانيّين في لبنان والخارج، وثقة الدول الصديقة. وقد لقي خطاب القسم استحسانًا عارمًا، لما فيه من وعود وعهود تجيب على واقع الحياة في لبنان. فقدّم رؤية وطنيّة جديدة قوامها قيام دولة المؤسّسات والعدالة انطلاقًا من الدستور ووثيقة الوفاق “والتكاتف في وجه الشدائد لأنّ سقوط أحدنا يعني سقوطنا جميعًا”. وشدّد على تغيير الإداء السياسيّ وتعزيز دولة القانون: “فلا حصانة لفاسد أو مجرم، بل مكافحة تهريب المخدّرات وتبييض الأموال”.

وتابع الراعي متحدثًا عن مشاريع الإصلاح التي عرضها رئيس الجمهورية، حيث أكد على أهمية التعاون مع الحكومة الجديدة، معتبراً أن يكون رئيسها شريكًا له لا خصمًا، خصوصًا في إقرار قانون استقلالية القضاء. كما شدد على حق الدولة الحصري في حمل السلاح وأهمية استثمار الجيش لضبط الحدود وتثبيتها، مع تفعيل عمل القوى الأمنية كأداة لحفظ الأمن. بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى ضرورة مناقشة استراتيجية دفاعية شاملة تشمل الأبعاد الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية.

كما تطرق إلى ضرورة إعادة إعمار المناطق التي دمرتها إسرائيل، مثل الجنوب والضاحية والبقاع، عبر استثمار علاقات لبنان الخارجية، مع التأكيد على عدم الرهان على الخارج للاستقواء على الداخل.

ووعد الرئيس بممارسة الحياد الإيجابي، مع التركيز على تصدير أفضل المنتجات اللبنانية واستقطاب السياح، بالإضافة إلى الإصلاح الاقتصادي. كما أكد رفض توطين الفلسطينيين، مشدداً على العزم على تولي أمن المخيمات.

وتابع “نسأل الله، أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء، أن يتمّم أمنيات الرئيس الجديد، لمجده تعالى، وخير جميع اللبنانيّين وكلّ لبنانيّ. ونرفع نشيد المجد والشكر لله الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.

عودة: هنيئاً للبنانيين برئيسهم الجديد

بدوره، ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت، بحضور حشد كبير من المؤمنين.

في عظته، تحدث المطران عودة عن أهمية الوحدة المجتمعية والإيمانية. وأوضح أن الإنسان كائن اجتماعي يسعى للتعايش مع الآخرين، إلا أن هذه الوحدة غالباً ما تصطدم بأنانية البشر وتنوعهم.

وأشار إلى أن “الأنانية تفرض وحدة على قياسها، فيما التنوع يصعّب الانسجام”، موضحاً أن الكنيسة، كمجتمع من نوع خاص، تستند إلى وحدانية الإيمان لتحقيق التناغم بين أعضائها.

واستشهد بكلام الرسول بولس في رسالته إلى أهل أفسس، مشيراً إلى أن الهدف النهائي للوحدة هو الوصول إلى “قياس قامة ملء المسيح”. وأضاف أن كل عضو في جسد الكنيسة يحمل دوراً فريداً يسهم في بناء هذا الجسد، مؤكداً أن “تنوع المواهب يجب أن يُنظر إليه كغنى يُثري الكنيسة والمجتمع”.

لفت المطران عودة إلى أن اختلاف المواهب لا يعني التمييز، بل يتطلب تضامناً بين جميع الأعضاء، تماماً كما في الجسد البشري حيث تتكامل الأعضاء رغم اختلاف وظائفها. ودعا المؤمنين إلى إدراك أهميتهم في الكنيسة والوطن، قائلاً: “ليس أحد بلا أهمية، ويجب ألا يكون أحد مهمشاً أو مستصغراً”.

انتقل المطران عودة إلى الشأن الوطني، مشيداً بانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد فراغ استمر لأكثر من سنتين.

وأعرب عن أمله بأن يكون الرئيس الجديد استثنائياً في هذه المرحلة الحرجة، قائلاً: “هنيئاً للبنانيين برئيسهم الجديد الذي نسأل الله أن يوفقه في مهمته، وأن يرسي نهجاً جديداً يقوم على النزاهة والشفافية والمحاسبة”.

وأكد عودة على أهمية بناء دولة عصرية عادلة تقتلع الفساد وتعيد للقوانين والدستور هيبتهما، داعياً إلى احترام سيادة الدولة وفرض نفوذها على الجميع. كما تمنى على الرئيس الجديد أن يستمع إلى أنين الناس ويضع قضاياهم في صدارة اهتماماته، مقتدياً بوصية السيد المسيح: “إن أراد أحد أن يكون الأول فليكن آخر الكل وخادماً للكل”.

وختم المطران عودة عظته برفع الصلاة من أجل لبنان ورئيسه وشعبه، قائلاً: “نسأل الرب الإله أن يحفظ لبنان ويوفق رئيسه ومعاونيه ليبدأوا مسيرة الإصلاح بثبات، فيعيدوا لبنان درة هذا الشرق وفخره”.

يوحنا العاشر يتوجه بالتهنئة إلى الرئيس عون

في حين، توجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر خلال عظة الأحد إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، مهنئًا ومباركًا، داعيًا له “بالنجاح والتوفيق في السير لإنقاذ لبنان، ولانتظام هيئاته الدستورية، ولإرساء البسمة على وجه كل لبناني في عيشه بكرامة، وإعادة أمواله المسروقة، ومعالجة سائر القضايا التي يعاني منها لبنان”.

العبسي: نهنّئ بعضنا بشروق لبنان جديد

كما ترأس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي قداس الشكر الإلهي في كنيسة القديسة حنة في الربوة، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية. في عظته، رحب العبسي بانتخاب الرئيس جوزاف عون، معتبرًا أنه يمثل أملًا جديدًا للبنان بعد فترة طويلة من الانتظار. ودعا اللبنانيين إلى تحديد رؤية واضحة لمستقبل لبنان والعمل من أجل بناء وطن موحد ومزدهر.

كما أكد العبسي على أهمية التضامن الوطني والمواطنة المبنية على التشارك لا على التحاصص، مشيرًا إلى ضرورة تحقيق العدالة والحقوق للجميع دون تمييز. واستشهد بتوجيهات البابا فرنسيس في دعوته للرجاء في عام 2025، والذي يعد عامًا يوبيليًا لإحياء المجمع المسكوني الذي عُقد في نيقية قبل 1700 عام، مؤكدًا على وحدة المسيحيين كهدف إيماني.

وتطرق العبسي أيضًا إلى أهمية تحقيق وحدة اللبنانيين في مواجهة التحديات الحالية، مؤكدًا أن المسيحيين كما اللبنانيين يجب أن يعملوا معًا من أجل بناء وطن يتسم بالسلام والعدالة. واختتم بالحث على تجديد الأمل والعمل الجماعي لإعادة بناء لبنان، مع التركيز على السلام والوحدة.

ميناسيان: دعوة للمسؤولين بالتمسّك بخطاب القسم

ترأس كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان قداسًا بمناسبة افتتاح السنة اليوبيليّة “حجّاج الرجاء” في كاتدرائية القديسين غريغوريوس المنوّر وإيليا النبي في بيروت، بحضور حشد من المؤمنين. في عظته، أكد ميناسيان على أهمية الرجاء والإيمان باعتبارهما جزءًا لا يتجزأ من الخلاص، داعيًا المؤمنين إلى التحلي بالمسؤولية والعمل الجماعي لمواجهة التحديات والظلم في العالم.

وأشار إلى أن يوبيل الرجاء يدعونا لأن نكون رسلًا للسلام والخلاص، مثلما كان يسوع المسيح، الذي جاء ليحرر البشرية من الخطيئة والموت. كما شدد على ضرورة مواجهة الظلم واللامساواة في المجتمع، مؤكدًا أن خيرات الأرض يجب أن تكون مشتركة للجميع.

وأكد ميناسيان على أهمية العمل المشترك لبناء لبنان الذي نحلم به، داعيًا المسؤولين إلى التكاتف وتحقيق تطلعات المواطنين في إطار من التعاون والإرادة الواحدة. واختتم بالدعوة لشكر الله على نعمة الرجاء، والعمل معًا من أجل وطن مليء بالحب والسلام.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us