نواف سلام يُطلق استشارات التأليف.. وبري يُطمئن: “الأمور ليست سلبية للغاية”

لبنان 15 كانون الثاني, 2025

توجّهت أنظار الساحة المحليّة أمس إلى وصول رئيس الحكومة المكلف نواف سلام إلى بيروت، حيث حطّ في قصر بعبدا قبل أن يجول على رؤساء الحكومات السابقين، في وقت يتركّز الاهتمام على المشاورات النيابيّة غير الملزمة التي سيجريها في مجلس النواب، على مدى يومين، وسط أنباء عن إمكانية مقاطعتها من قبل “الثنائي الشيعي”.

في هذا الإطار، وبعد أن شدد سلام من القصر الجمهوري على أنّ حكومته “ليست للإقصاء” بل لـ “الوحدة والشراكة”، علمت “الشرق الأوسط” أن الرئيس جوزاف عون يقود مساعي للحؤول دون تفاقم الأمور نحو مقاطعة الحكومة الجديدة، خصوصًا مع تواتر معلومات عن نية الثنائي الشيعي مقاطعة الاستشارات التي سيجريها سلام مع الكتل النيابية الأربعاء.

وقالت المصادر إن “الثنائي الشيعي” قد لا يحضر اليوم الأول من الاستشارات التي تستمر حتى الخميس، “تعبيرًا عن انزعاجه”. إلا أن رئيس البرلمان نبيه بري اكتفى بالقول لـ “الشرق الأوسط” إن “الأمور ليست سلبية للغاية”، ممتنعًا عن تحديد الخطوات التي سيقوم بها.

ووفق المعلومات، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دخل على خط المساعي لمعالجة الأمور، عبر اتصالين أجراهما بعون وبري.

الثنائي الشيعي: قرار مبدئي بمقاطعة الاستشارات

في السياق أيضًا، أعلن عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أيوب حميد في حديث لـ”اللواء” أن كتلتي “أمل” وحزب الله قررتا مبدئيًا مقاطعة الاستشارات النيابية غير الملزمة للرئيس المكلف نواف سلام “بسبب ما يمكن أن نسميه الانقلاب على التفاهمات التي حصلت قبيل انتخاب الرئيس جوزاف عون”، وفق قوله.

وقال: “إن هذه التفاهمات تتعلق أساسًا بموضوع تكليف رئيس الحكومة حيث تم التفاهم على تسمية الرئيس نجيب ميقاتي إضافة إلى أمور أخرى، منها تشكيل الحكومة لجهة شكلها وتوزيع الحقائب، وكيفية الالتزام بتنفيذ قرار وقف إطلاق لنار والقرار 1701 والفهم الدقيق له، وإعادة إعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي. للأسف صار ارتداد عن هذه التفاهمات”.

كما اعتبرت أوساط الثنائي لـ “الجمهورية” أنّ ليس هناك من رابط عضوي حُكمًا بين موقف “الثنائي” من استشارات اليوم ورفض المشاركة في الحكومة الجديدة.

وأشارت إلى أنّ مسار الأمور في المرحلة الفاصلة بين نهاية الاستشارات ومفاوضات التشكيل هو الذي سيحدّد خيار حركة “أمل” و”حزب الله” بالنسبة إلى الانخراط في الحكومة من عدمه.

الجميّل يردّ: نحن لم نعد أحدًا بشيء

بالمقابل، وتعليقًا على كلام “الثنائي” عن تعرضه للخديعة في أعقاب ما آلت إليه نتائج الاستشارات النيابية الملزمة، قال رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل عبر “العربية”، مساء أمس: “الخديعة عندما يلتزم أحد الأشخاص بشيء ما ويتخلى عن وعده، ونحن لم نعد أحدًا بشيء، من هنا لا نفهم ما هو الاتفاق ومع من كان، لا نفهم ما هو الاتفاق وما هي الخديعة”، مضيفًا: “لم نخدع أحدًا ولم نعد أحدًا بشيء والمسار الديمقراطي أخذ طريقه”.

وتابع رئيس الكتائب: “ربما الفريق الآخر تعوّد منذ 30 سنة ألا يحصل شيء في لبنان إلاّ عبر الفرض، ونحن لم نقصِ أحدًا بل هم أقصوا أنفسهم واعتبروا أن هناك إقصاء فيما نحن مددنا يد الشراكة تحت سقف القانون والسيادة والدستور”.

وأوضح الجميل: “نحن في بلد فيه 18 طائفة وحوالى 20 كتلة نيابية، والكلام فيه من الخفة من قبل الفريق الآخر وهم يعرفون ذلك، واصفًا مواقفهم بأنها كلام في الهواء، وأردف: “بمعزل عن كل الاعتبارات رئيس الجمهورية ليس طرفًا وهو لم يكن مرشح الموالاة أو المعارضة، بل أتى كمرشح توافقي وكذلك نواف سلام، وبالتالي لا أحد انتصر على أحد لا برئاسة الجمهورية ولا برئاسة الحكومة، بل لبنان والدستور وسيادة لبنان والشراكة في لبنان”.

وعن الميثاقية لفت الجميّل إلى أنه بمجرد أن التوازنات الطائفية موجودة وهناك وزراء شيعة تكون الحكومة ميثاقية، مشيرًا إلى أن الميثاقية ليست مرتبطة بمن يصوّت ويعطي الثقة، بل بتكوين مجلس الوزراء وهذا يجب أن يحترم التنوع الطائفي، ولكن ما كنا نتمناه أن يفتح حزب الله وأمل صفحة جديدة ويسلموا سلاحهم ويقبلوا بالشراكة وهذا هو الطبيعي، وما هو غير الطبيعي أن يفرضوا كل شيء على اللبنانيين، مضيفًا: “عندما يرفضون الشراكة واليد الممدودة فهم لا يريدون المساواة، بل الاستمرار بمنطق الفرض والإقصاء الذي مارسوه في الماضي”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us