اتصالاتٌ مكثّفة لتجاوز “قطوع” التأليف.. وجهود عربيّة لمساعدة “نهوض” لبنان
على وقع استمرار الاستشارات النيابيّة من أجل تشكيل الحكومة، تتكاثر التساؤلات والتكهنات بشأن شكلها ومكوناتها، في ظلّ أجواء طغت عليها التفاؤلية خلال التصريحات والمواقف التي أطلقتها الكتل النيابيّة من ساحة النجمة بعد لقائها الرئيس المكلف نواف سلام، رغم مقاطعة “الثنائي الشيعي”.
وبحسب معلومات صحيفة “الجمهورية”، فإنّ حركة اتصالات مكثفة انطلقت غداة تكليف الرئيس سلام، وتجري على أكثر من خط داخلي لاحتواء أزمة المقاطعة، ويواكبها دفع صارم من قبل رئيس الجمهوريّة جوزاف عون إلى تجاوز هذا القطوع، ولا سيما أنّ الهاجس الأساس لديه هو بلوغ انفراج حكومي شامل كل المكونات ولا يستثني أيًّا منها. وذلك انطلاقًا من رفضه القاطع منطق الإقصاء والإبعاد، أو المسّ بالميثاقية والعيش المشترك من قريب أو بعيد”.
عمل حكومي من دون “مطبات”!
في السياق، كشف أحد نواب “اللقاء الديموقراطي” لصحيفة “الأنباء الكويتية”، أن “الهم الأساسي الآن هو الانطلاق بالعمل الحكومي، من دون أثقال ومطبات ومطالب سياسية أو حزبية، من شأنها أن تقف حجر عثرة أمام المسار المأمول منه في معالجة الملفات الشائكة، التي أدت إلى تراجع البلد”.
وأضاف: “أما المسألة المتعلقة بموضوع الثنائي الشيعي، فيرى النائب تيمور جنبلاط أنه بالحوار الجدي والسليم وبالتفاهم المبني على أسس تشاركية ووطنية، بعيدًا من لغة الإلغاء التي سادت الاستشارات السابقة.. تحل الأمور”.
وأكد ما قاله رئيس اللقاء “بأن تجارب سياسات الإلغاء والإقصاء عبر التاريخ في لبنان، لم تجلب للوطن إلا الويلات وهذا ما على الرئيس سلام تبديده سريعًا”.
وعلى الخط الموازي، تحدثت مصادر دبلوماسية عربية، بحسب “الجمهورية”، عمّا سمّته “جهدًا يتحرك على أكثر من خط عربي وخليجي على وجه الخصوص، في اتجاه مختلف الأطراف في لبنان، “لمساعدة الأخوة في هذا البلد على تخطّي هذه الأزمة، وتوفير الاندفاعة الضرورية والفاعلة لعهد الرئيس جوزاف عون، وللحكومة المنتظرة التي لا نرى ما يوجب تأخير تأليفها أو إعاقته، وخصوصًا أنّ رئيس الجمهورية نفسه تحدث عن كمّ كبير من القضايا والتحدّيات الصعبة التي توجب على لبنان بكلّ مكوناته، عملًا وجهدًا كبيرين وخطوات حكومية عاجلة إنقاذية وإصلاحية لتجاوزها وإعادة إنهاض لبنان، بمساعدة مباشرة وأكيدة من أشقائه العرب”.
الرئيس جوزاف عون: لتشكيل سريع للحكومة
يشار إلى أنّ هذه الأجواء تأتي في ظلّ تأكيد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمس أمام البطاركة، على ضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن كي نعيد الثقة بلبنان، معتبرًا أنّ كل من هو في سدّة المسؤولية يجب أن يتحمّل مسؤوليته.
وأكّد “أنّ هدفنا بناء الدولة. ولم نأتِ لالتقاط الصور بل للعمل. وخطاب القَسَم لم يوضع ليكون حبرًا على ورق أو لكي يصفق له الناس”، بل هو خارطة طريق ليضمن أن يعيش اللبنانيون بسلام وأمان وكرامة.
وأكّد عون أنّ “لبنان أمام فرص ذهبية، يجب ملاقاتها بإيجابية. ومسارعة الدول واتصالات المسؤولين الدوليين تعبّر عن استعدادهم لمساعدة لبنان ودعمه”، آملًا أن “يتمّ تشكيل الحكومة بأسرع وقت كي نعيد بناء الثقة بلبنان، لأننا بالفعل نحن أمام مفترق طرق أساسي، فإما أن نربح جميعًا هذه الفرصة ونستفيد منها أو سنخسر كثيرًا”.
مواضيع ذات صلة :
تكويعة من الثنائي أم حفظ لماء الوجه؟ | حبس أنفاس قبل موعد الغد.. أكثر من سيناريو أمام “الثنائي الشيعي” | “الثنائي الشيعي” يقاطع الاستشارات.. والنواب يؤكدون “لا إقصاء”! |