أيامٌ على نهاية “وقف النار”.. تحدياتٌ ونقاشات وتعويلٌ على دور الجيش “خشبة الخلاص”

لبنان 21 كانون الثاني, 2025

على بُعد أيام فقط من انتهاء مهلة الستين يومًا لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، تتجدّد الخروقات الإسرائيليّة بشكل يوميّ في القرى الحدوديّة التي تشهد عمليات دهم وتفجير ونسف للمنازل والمباني السكنيّة، في وقت تجوب طائرات الاستطلاع باستمرار سماء الجنوب وصولًا إلى العاصمة بيروت وضواحيها.

في جديد الخروقات، توغلت القوات الإسرائيليّة فجر اليوم، من بلدة بني حيان في اتجاه وادي السلوقي.

كما نفذت قوة إسرائيلية عمليات نسف ضخمة في وادي السلوقي في اتجاه بلدة طلوسة قضاء مرجعيون.

في وقت استهدف الجيش الإسرائيلي منزلًا عند أطراف مدينة بنت جبيل بقذيفة مباشرة، بعد توغل عدد من الدبابات في مارون الراس في اتجاه أطراف المدينة.

بينما تسللت قوة مشاة إسرائيلية من مارون الراس في اتجاه أطراف بنت جبيل لجهة حي المسلخ.

في هذا الإطار، أشارت صحيفة “نداء الوطن” إلى أنّ عدد الأبنية في ميس الجبل يبلغ حوالى 3 آلاف، دمّرت القوات الإسرائيلية نحو 1200 منها، في حين أنّ الأبنية التي تحتاج إلى ترميم وتأهيل تقارب الـ 1800 مبنى.

من جانبه، قال رئيس البلدية عبد المنعم شقير، إلى أنّه “حتى يومنا يستمرّ الجيش الإسرائيلي بالقصف والتدمير وتفخيخ المنازل، سقط على ميس الجبل أكثر من 5 آلاف قذيفة ثقيلة وانشطارية وفوسفورية، وأكثر من 500 غارة جوية، كما سقط من خلال هذه الاعتداءات أكثر من 125 ضحية من رجال ونساء وأطفال وشيوخ، وتم تدمير أحياء سكنية بالكامل ومنها ما هو أثريّ. كما قُصف “مستشفى ميس الجبل الحكومي” الذي يستفيد منه أكثر من 23 بلدة وقرية”.

وأشار شقير إلى أن “القطاع البيئي والزراعي تعرض لخسائر فادحة. بالنسبة إلى مزارعي الدخان والقمح فقد حرموا من موسمين متتاليين. كذلك كان للقنابل الفوسفورية أثرًا سلبيًّا على المياه الجوفية والآبار الأرتوازية والمنزلية، إضافة إلى أضرار في الثروة الحيوانية من مواشٍ ومزارع الدواجن والنحل”.

من جهّته، قال رئيس بلدية العديسة علي رمال، إنّ البلدة “دمّرت بنسبة 80%، وننتظر اتصالًا من قيادة الجيش اللبناني لندخلها آمنين، حيث سيتم تشكيل خلية طوارئ مهمتها مواكبة الأهالي وإدارة شؤون البلدة، وتشكيل لجان لتنفيذ كل ما هو مطلوب لإعادة الإعمار بمساعدة الدول العربية عبر الدولة اللبنانية ممثلة بمجلس الجنوب”.

الجيش هو خشبة الخلاص للبنان

ومع اقتراب انتهاء مهلة اتفاق وقف النار، تفقَّد قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده، أمس، قيادة لواء المشاة الخامس في البياضة – صور، حيث التقى الضباط والعسكريين وأثنى على “أدائهم في ظل الظروف الحالية المليئة بالتحديات”، مثمنًا تضحيات الشهداء والجرحى.

واعتبر أنه “لا خوف على الوطن بوجود عسكريين أبطال صامدين يدافعون عنه”، مشيرًا إلى “أن الجيش هو خشبة الخلاص للبنان”.

كما استمع عوده إلى إيجاز لقائد اللواء حول المهمات المنفَّذة ضمن قطاع المسؤولية لاستكمال الانتشار وتعزيز التمركز وبسط سلطة الدولة، بالتزامن مع انسحاب الجيش الإسرائيلي، مشيدًا بدور الجيش في إنجاز عملية الانتشار في قطاع جنوب الليطاني.

بلاسخارت في إسرائيل.. ونقاشات حول “وقف النار”

في السياق أيضًا، بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس- بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل، حيث من المقرر أن تلتقي بكبار المسؤولين.

وستركز مناقشاتها على الخطوات التي يتم اتخاذها نحو تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائية، الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024، وكذلك على التحديات المتبقية.

كما ستكون الحاجة إلى تحفيز تنفيذ القرار رقم 1701 (2006) الصادر عن مجلس الأمن موضوعًا رئيسيًا لمباحثاتها.

وقبل رحلتها، رحّبت المنسقة الخاصة بالتقدم المحرز من خلال انسحاب الجيش الاسرائيلي وإعادة نشر القوات المسلحة اللبنانية في مواقع في جنوب لبنان، فيما دعت إلى استمرار الالتزام من قبل جميع الأطراف.

غوتيريش: فجر جديد يظهر في لبنان

بالتزامن، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنّ “فجرًا جديدًا يظهر في لبنان وقوات اليونيفيل ملتزمة بدعم الشعب اللبناني”، ورأى أن “الشرق الأوسط يمر بفترة من التحول العميق”.

وتمنى غوتيريش، خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي حول الوضع في الشرق الاوسط، أن “يعود النازحون على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل إلى ديارهم”.

كما شدد على أن “وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل هشّ، لكنه مستمر”. وقال: “من المهم أن يسيطر الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانية، وعلى إسرائيل احترام لبنان وسلامة أراضيه”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us