جرعة دعم “خماسية” للعهد.. سلام يعود إلى “العمل الصامت” ونهج جديد للتأليف!

لبنان 23 كانون الثاني, 2025

يتركّز الاهتمام على الساحة المحليّة على ملف تشكيل حكومة العهد الأولى، وسط تطلّعات نحو تشكيلة جديدة وواعدة بإصلاحات ضرورية، في ظلّ إجماع على ضرورة أن يكون خطاب القسم هو أساس البيان الوزاري الجديد، لا سيما وأنّه تطرّق إلى مختلف الأزمات التي يرزح تحتها البلد، ليرى به اللبنانيون خشبة الخلاص المنتظرة.

وإذ عاد الرئيس المكلف نواف سلام، غداة إطلاقه موقفه الأخير من قصر بعبدا، إلى العمل الصامت، بما عكس التزامه التام بإنجاز التشكيلة الحكومية وفق المعايير الصارمة التي أعلنها، لم تستبعد معطيات تتّسم بالجدية الكبيرة لصحيفة “النهار”، أن يمضي سلام بالتفاهم مع رئيس الجمهورية إلى إنجاز حكومة “أمر واقع إصلاحي” تتّسم بتغيير جذري على غرار صورة التغيير الذي جاء به رئيسًا مكلفًا بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون.

“حكومة استثنائية”

إلى ذلك، أكدت مصادر سياسية مطلعة لـ “اللواء” أن هناك تناغمًا في وجهة نظر الرئيس عون والرئيس سلام بشأن تأليف حكومة استثنائية بعيدة عن المحاصصة تحت أي مسمى. وقالت إن العمل جارٍ لإنجاز التأليف وفق المسار الدستوري المتبع، وبالتالي لا إذعان لأية شروط مسبقة أو فرض قيود على الرئيس المكلف الذي يحظى بدعم رئيس الجمهورية.

ولفتت إلى أن لا معطى جديدًا باستثناء جوجلة آراء ومشاورات يجريها سلام الذي يبحث في السير الذاتية وينشد الأكفأ في حكومته.

بدوره، كشف مرجع سياسي لـ”الجمهورية”، أنّ المبالغة في طلبات الأحزاب والتيارات وتصوير عملية التشاور مع الرئيس المكلّف وكأنّ هناك اتجاهًا للعودة إلى المحاصصة وتقاسم الوزارات كمغانم، سلبيّتان تعوقان تأليف الحكومة وتحبطان اللبنانيّين المتأمّلين بنهج جديد لبناء الدولة وتحقيق الإصلاحات، ما دفع الرئيس سلام إلى الانتفاض في وجه التسريبات والضغوط وقلب الطاولة على محاولات إحراجه والضغط عليه.

وأضاف المرجع، أنّه أُعيد خلط أوراق التأليف بعدما تمّ التفاهم بين عون وسلام على ضرورة التمسك باعتماد نهج جديد في مسار تشكيل الحكومة، حتى لو اتخذت المشاورات وقتًا إضافيًا.

تشكيل الحكومة لن يتأخر!

في السياق الحكومي أيضًا، أشارت مصادر مطلعة لـ “الأنباء” الإلكترونية، إلى أن تشكيل الحكومة لن يتأخر كثيرًا، إنما قد لن يتم الإعلان عنها هذا الأسبوع، كاشفةً أن محادثات الرئيس عون والرئيس سلام تركزت على شكل الحكومة ودورها في المرحلة المفصلية التي يمر بها لبنان.

كما لفتت المصادر إلى أنَّ تصريح سلام الأخير وتشديده على مبدأ تطبيق الدستور، مفاده أنه لن يرضخ لأي ابتزاز، بحيث أن كلامه واضح لجهة احترامه للدستور، والتواصل مع كل القوى السياسية من دون استثناء.

فيما توقعت المصادر تشكيل الحكومة قبل نهاية الشهر الحالي، بعد أن يكون سلام قد نجح بتذليل كل العقد التي تعترض التشكيلة الحكومة وضمن بالتالي نيلها ثقة المجلس النيابي.

في سياق متصل أيضًا، طرح الاستحقاق الحكومي في اللقاء الذي استضافه أمس السفير المصري علاء موسى لسفراء اللجنة الخماسية، وأكد على الأثر أن “اللجنة الخماسية ستستمر في دعم لبنان سياسيًا وندرك أن لبنان أمام مرحلة جديدة تتطلب تغييرات عدة”.

وقال موسى: “لا للضغط على رئيس الحكومة المكلف القاضي نواف سلام، فليأخذ وقته في تشكيل حكومة متجانسة تترجم خطاب القسم للرئيس عون والأمور تسير في شكل جيد”.

كما قالت مصادر مواكبة للاجتماع إنّ الخماسية ناقشت محاولات بعض الأطراف لفرض معايير ووقائع على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام، وهي حريصة على إتمام المهمة الموكل بها وفقًا للأجندة الإصلاحية المنتظرة.

وبحسب هذه المصادر، شدد السفراء على ضرورة دعم العهد والحكومة المقبلة وعدم فرض شروط على الرئيس المكلف، وتحديدًا احتكار وزارات على طرف أو طائفة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us