دعم خليجي للبنان: زيارة استراتيجية لتعزيز السيادة والإصلاحات
بعد زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى بيروت يوم أمس، وصل اليوم إلى العاصمة اللبنانية وزير الخارجية الكويتي، الشيخ عبد الله بن يوسف اليحيا، قادمًا من الكويت.
وتأتي هذه الزيارات في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان ودول الخليج، وتبادل الآراء حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.
وكان في استقباله في المطار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب والقائم بأعمال السفارة الكويتية ياسين الماجد.
وكانت للوزير الكويتي لقاءات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين تناولت التطورات.
وكان وصل الى بيروت فجرًا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي للقاء المسؤولين.
دعم كويتي للبنان
وفي أول لقاءاته، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا، وزير خارجية دولة الكويت عبد الله علي اليحيا والوفد المرافق.
وخلال اللقاء أعلن وزير خارجية الكويت أن “زيارتنا هي للدعم والتأييد والإعراب عن الالتزام بالوقوف الى جانب لبنان”.
وقال: “لتفعيل اللجان المشتركة اللبنانية – الكويتية لمعالجة المواضيع المطروحة وفق الحاجات اللبنانية”.
بدوره، قال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للوفد الكويتي: “انا على ثقة بأنكم لن تبخلوا في تقديم المساعدة لأشقائكم في لبنان الذين ينتظرون عودتكم لتكونوا بين اهلكم واحبائكم”.
واكد انه” سيتم بعد تشكيل الحكومة الجديدة، التواصل مع دول الخليج لوضع أسس جديدة للتعاون عناوينها العريضة وردت في خطاب القسَم الذي وضع قواعد بناء الدولة”.
ميقاتي: تعاون قريب مع الكويت
وبعدها، توجه وزير الخارجية الكويتي لزيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي.
واستقبل ميقاتي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي وزير خارجية الكويت عبدالله علي اليحيا، بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي والوفد المرافق.
كذلك، شارك في الاجتماع رئيس مجلس الإنماء والاعمار نبيل الجسر، وتم خلاله عرض العلاقات الثنائية بين لبنان والكويت وسبل تعزيزها وتطويرها في ضوء التطورات السياسية الراهنة في لبنان.
ولدى مغادرته، لم يُدل الوزير الكويتي بأي تصريح.
وفي حديث لـ “هنا لبنان” أكد ميقاتي عقب لقائه الوفد الكويتي أن “وزير خارجية الكويت أبدى كل رغبة بمساعدة لبنان على كل الأصعدة”.
أضاف: “مع تشكيل الحكومة الجديدة سيكون هناك تعاون بين لبنان والكويت”.
ونوّه أن “للزيارة معنى آخر وهو وجود أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي وهذا أيضاً له دلالة”.
وتابع: “كل هذه الزيارات أمس واليوم تصبّ في سياق تعزيز الروابط مع الدولة اللبنانية”.
وختم ميقاتي: “موضوع تشكيل الحكومة هو موضوع لبناني بحت”.
سلام يبحث تعزيز العلاقات الخليجية – اللبنانية
بدوره، استقبل الرئيس المكلف نواف سلام قبل ظهر اليوم في دارته في قريطم وزير الخارجية الكويتيّ عبد الله اليحيا والأمين العام لمجلس التعاون الخليجيّ جاسم محمد البديوي والوفد المرافق لهما.
وخلال الزيارة نقل الوزير الكويتي التهنئة للرئيس المكلف، مبديًا استعداد بلاده التام لدعم لبنان على كافة الأصعدة، متمنيًا النجاح له في مهمته.
وتمّ البحث مع الامين العام لمجلس التعاون الخليجي في عقد منتدى استثماريّ خليجي – لبناني في بيروت خلال الاشهر المقبلة.
وأكد الرئيس سلام على اهمية العمل للتصدي للتحدّيات الداخلية التي تواجه لبنان في هذه المرحلة، مشددًا على اهمية اعادة العلاقات اللبنانية – الخليجية والتي ستكون من أبرز “اهتماماتنا” في الفترة المقبلة.
وأعرب عن تفاؤله للمواكبة الخليجية والعربية لانطلاقة المرحلة الجديدة التي بدأت بانتخاب الرئيس جوزاف عون.
وتلقى سلام اتصال تهنئة من بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس البطريرك يوحنا العاشر يازجي.
عين التينة
ومن ثمّ انتقل وزير الخارجية الكويتيّ والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي إلى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري.
فإستقبل بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وزير الخارجية الكويتي عبد الله علي اليحيا والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي والوفد المرافق، في حضور المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب علي حمدان.
وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان، وأهمية أن يسلك لبنان مساراً نحو استعادة دوره واستقراره وازدهاره.
وكان اللقاء مناسبة للتأكيد على ضرورة التزام إسرائيل بكامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، وإنهاء احتلالها الكامل للأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان.
وقد ساد اللقاء تطابق في وجهات النظر، لا سيما التمسك باتفاق الطائف وتطبيق بنوده الإصلاحية.
وأثنى الرئيس بري على العلاقات التاريخية الطيبة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدًا دعمها المستمر للبنان في كافة أزماته، وهو دعم يتجسد في جسور التعاون المستمر التي تهدف إلى إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي.
وحمل الرئيس بري الوفد تحياته وتحيات الشعب اللبناني إلى أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وإلى سائر قادة دول مجلس التعاون الخليجي.
تصريح ختام الزيارة
وفي ختام الزيارة، عقد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بو حبيب جلسة محادثات مع وزير خارجية الكويت والوفد المرافق.
وبعد اللقاء أعرب وزير الخارجية الكويتي عن سعادته بتواجده اليوم في العاصمة بيروت، وجدد التهنئة بانتخاب فخامة الرئيس جوزاف عون. وأكد أن الزيارة تأتي في إطار الجهود المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي، حاملة رسالة تضامن مع لبنان وسيادته واستقراره ووحدة أراضيه، بالإضافة إلى أهمية تطبيق القرار 1701.
كما شدَّد على مطالبة مجلس التعاون بضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار ووقف التعدّيات الإسرائيلية على قوات “اليونيفيل”، مع التأكيد على ضرورة بسط سيادة الدولة اللبنانية على كافة أراضيها.
وأضاف أن الحديث تطرق إلى أهمية إنجاز الإصلاحات الشاملة لضمان استقرار لبنان، مشيرًا إلى أن أمام الأشقاء في لبنان فرصة تاريخية لتحديد مستقبلهم وبدء عملية إعادة البناء والتطوير.
بدوره، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عن سروره بما سمعه من تأكيد المضي قدمًا في موضوع الإصلاحات، مؤكدًا أنّ هذه الإصلاحات هي الطريق الصحيح نحو النهوض بلبنان. كما شدّد على أن مواقف دول مجلس التعاون التاريخية في دعم وإسناد لبنان ما زالت ثابتة.
وأوضح أن هذه الزيارة المشتركة له ولمعالي وزير خارجية الكويت تأتي من منطلق الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري لمجلس التعاون، وما تمخّض عنه من تفاهم على ضرورة القيام بهذه الزيارة المشتركة وبذل الجهود لدعم القضايا العربية وتعزيز الأمن في المنطقة، ونقل دعم دول مجلس التعاون لشعب لبنان الشقيق.
وأكد الأمين العام أن مجلس التعاون ولبنان يرتبطان بعلاقة أخوية على مختلف الأصعدة، وأن مجلس التعاون يواصل تأكيد موقفه الثابت في دعم لبنان واستقراره ووحدة أراضيه.
وأضاف أن مجلس التعاون يؤمن بضرورة إنجاز الإصلاحات الضرورية وتطبيق القرارات الدولية، خاصة القرار 1701 واتفاق الطائف.
وأشار إلى أن مجلس التعاون يدعم دور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان، ويشدّد على رفض تحويل لبنان إلى نقطة للتهريب أو لتصدير الإرهاب. وتمنى أن تلبي الحكومة المرتقبة طموحات الشعب اللبناني الشقيق.
وختم أن العلاقات الخليجية اللبنانية راسخة، وأن دول مجلس التعاون تأمل تقديم كل ما يمكن أن يساهم في دعم لبنان وشعبه الشقيق.