التصعيد الإسرائيلي في الجنوب يعقّد المشهد… الحكومة في دائرة التعثّر
تستمر الاستهدافات الإسرائيلية للجنوب على الرّغم من تمديد اتفاق وقف إطلاق النار، حيث نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارتيْن على مدينة النبطية، مساء أمس، ما أسفر عن إصابة 24 شخصًا.
ودفع هذا التصعيد الخطير رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى إجراء اتصال برئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، مطالبًا بموقف حازم لضمان التزام إسرائيل بالقانون الدولي.
وأكد ميقاتي أنّ “هذا الهجوم يشكل انتهاكًا إضافيًا للسيادة اللبنانية وخرقًا فاضحًا لترتيبات وقف إطلاق النار ومندرجات قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701”.
وشكر ميقاتي “الصليب الأحمر الدولي على جهوده في إطلاق سراح تسعة معتقلين لبنانيين من السجون الإسرائيلية، مطالبًا بمتابعة ملف الإفراج عن باقي المعتقلين”.
التعقيدات الحكومية تتزايد
على الصعيد الحكومي، تراجعت أجواء التفاؤل بتشكيلِ حكومة جديدة بعد بروز خلافات بين الرئيس المكلف نوّاف سلام وبعض الكُتَل السياسيّة، ما دفعه إلى تأجيل زيارته إلى قصر بعبدا، التي كانت مقررة أمس الثلاثاء، في ظلّ اعتراضاتٍ من كتلٍ أساسيّة، أبرزها تكتّل “الاعتدال الوطني” الذي أبدى امتعاضه من عدم تمثيله في الحكومة.
ووفقًا لما نقلته مصادر مطّلعة لـ”الديار”، فإنَّ العقبات الرئيسية تتعلق بتمثيل “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، حيث ترى “القوات” أن هناك ازدواجية في المعايير بعملية التشكيل، خصوصًا في ما يتعلق بحقيبة المالية التي تطالب بإسنادها إلى طرف خارج “الثنائي الشيعي”. كما تطالب القوات بالحصول على أربع حقائب وزارية، بينها واحدة سياديّة، بينما خصص لها الرئيس المكلف ثلاث حقائب فقط.
في المقابل، أكدت مصادر “التيار الوطني الحر” اعتراضها على أسلوب التفاوض الذي يعتمده سلام، معتبرةً أنه يمنح “الثنائي الشيعي” هامشًا أكبر في التفاوض، بينما يتعامل مع القوى المسيحية والسنّية بطريقةٍ مختلفة.
بري: لا مشكلة مع سلام والحكومة قد تبصر النّور قريبًا
رئيس مجلس النواب نبيه بري أشار، وفق ما نقلته “النهار”، إلى أنّ “لا مشكلة مع نوّاف سلام، والحكومة ستُعلن هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل”، مؤكدًا أن التعطيل لا يأتي من جهته، بل من أطراف أخرى.
في المقابل، تصاعدت الانتقادات الموجهة لسلام، خصوصًا من الإعلام المحسوب على المعارضة، حيث اعتبرت صحيفة “نداء الوطن” أنّه “رضخ لكل مطالب الثنائي من حقيبة المال إلى وزارات العمل والبيئة والصحة”.
وأكدت الصحيفة أنّ “الرئيس المكلف يتعامل مع الموضوع الحكومي وكأنّ السنّة عليهم فقط تغطية الجانب التّقني والإداري، بينما يترك التفاوض السياسي لجهات أخرى”، في إشارة إلى ما اعتبرته توزيعًا غير متوازنٍ للأدوار في تشكيل الحكومة.
في ظلّ هذه التعقيدات، برزت تطوراتٌ أمنيّةٌ جنوبًا مع تصاعدِ الهجمات الإسرائيلية، حيث أُعيدت أجواء التوتر إلى المشهد الداخلي اللبناني.
واعتبرت مصادر سياسية لـ”النهار” أنّ التصعيد العسكري قد يُستخدم كورقةِ ضغطٍ داخليةٍ لتأخير ولادة الحكومة، خصوصًا في ظلّ تعقيدات التفاوض الداخلي بشأن التشكيلة الوزارية.