تشكيل الحكومة: بوابة جديدة لتعزيز التعاون الدولي وتحقيق الإصلاح والاستقرار

لبنان 30 كانون الثاني, 2025

يشكل تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان خطوة حاسمة نحو استعادة الزخم الدولي الذي يحتاجه البلد للخروج من أزماته المستمرة. نجاح لبنان في هذه المهمة سيمنح الثقة للمجتمعين الداخلي والدولي، ويفتح أمامه فرصاً جديدة لدعم الإصلاحات وتحقيق الاستقرار.

وفي خطوة تعكس الاهتمام العربي والدولي، يصل إلى بيروت غداً وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في زيارة رسمية لنقل رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى المسؤولين اللبنانيين، مما يعكس أهمية هذه اللحظة التاريخية في مسار لبنان.

وحول هدف الزيارة ومواضيع البحث وعلاقة لبنان مع الجمهورية العربية المصرية، إضافة الى دور اللجنة الخماسية تحدث السفير المصري في لبنان علاء موسى لـ”اللواء” وقال: “كما بات معلوما فان زيارة الوزير عبد العاطي هي الثالثة الى بيروت منذ تعيينه في منصبه والذي لم يمرّ عليه سوى ستة أشهر، مما يؤكد مدى اهتمام مصر بلبنان، خصوصا ان هذه الزيارة تأتي في خضم التطورات اللبنانية الداخلية، وهي تحمل دعماً لخيارات الشعب اللبناني، ممثلة بانتخاب الرئيس عون وتكليف الرئيس سلام”.

ووصف السفير المصري زيارة الوزير عبد العاطي والتي تحمل أوجه عدة بانها تنسيقية من اجل الحوار حول عدة أمور، وفي مقدمتها التأكيد على دعم مصر للبنان في المرحلة القادمة.

مؤكدا التزام اللجنة الخماسية على مساعدة لبنان اقتصاديا وسياسيا وفي كافة المجالات فور تشكيل الحكومة، وبدء العمل في مؤسسات الدولة بشكل كامل، وذلك استكمالا لما قامت به من مساهمة لانتخاب الرئيس.

وردّاً على سؤال اعتبر السفير موسى ان لبنان مرّ بظروف صعبة، وهو الآن في مرحلة انتقالية وأوضاع مختلفة تماما، مبديا تفاؤله الى أبعد حد ممكن بعد انتخاب الرئيس عون وتكليف الرئيس سلام، ورأى بان الأجواء تميل الى الإيجابية ومهيّئة لتحقيق المزيد من الإنجازات المرتبطة بالجهود التي ستقوم بها الحكومة، والتناغم الذي يمكن حصوله بين الرئاسات الثلاث، باعتبار ان هناك إرادة لدى القوى السياسية لإحداث التغيير، وأيضا قدرة شعبية على التمسّك بالمكتسبات الجديدة، مما يعني وجوب أن يُكتب النجاح لكل المستجدات الحاصلة.

وإذ لم يستبعد السفير المصري المرور ببعض المطبات، يأمل أن يؤدي التناغم الموجود ما بين الشعب والحكومة والقوى السياسية الى التغلب على الكثير من العقبات، معتبرا ان هناك الكثير من البشائر في الأفق توحي بأن القادم سيكون أفضل ومشرق للغاية في لبنان.

وأكد السفير موسى الى ان الزيارات العربية والإقليمية والدولية التي شهدها لبنان على أثر انتخاب رئيس للجمهورية، تعتبر مؤشر للثقة وعنوان للمرحلة القادمة، لافتا الى ان زيارة الوزير عبد العاطي تأتي في هذا السياق.

وحول ما إذا كان هناك اتفاقات جديدة ستوقّع قريبا بين لبنان ومصر لتعزيز العلاقات على كافة المستويات، قال السفير المصري: “الاجتماع الأخير للجنة اللبنانية – المصرية المشتركة عقد منذ عدة سنوات في بيروت، وبالتالي نحن ننتظر تشكيل الحكومة الجديدة ووبدء العمل، لإعادة تقييم الاتفاقات الموقّعة، ونتطلّع للتوقيع على اتفاقيات جديدة، باعتبار ان هناك عددا كبيرا من مشاريع الاتفاقيات موجودة، وتحتاج لعقد اجتماع للجنة المشتركة من أجل توقيع المزيد منها، لتعزيز التعاون والتنسيق خدمة لمصالح البلدين على حد سواء، ولتكون عنوانًا للتعامل بينهما في مجالات عدة اقتصادية وثقافية أو غيرها، خصوصا ان اللجنة يترأسها رئيسا الوزراء في البلدين، كما ان هناك أهمية على ضرورة الحفاظ على وتيرة الاجتماعات وتفعيل وتطبيق كافة الاتفاقيات والعمل بها لما فيه مصلحة البلدين”.

تشكيل الحكومة خطوة لتعزيز العلاقات مع الدول

في سياق آخر، فإن تشكيل الحكومة يمثل نقطة تحول هامة في مسار لبنان، حيث يُعد خطوة استراتيجية لتعزيز العلاقات مع الدول العربية والدولية.

وفي هذا الإطار، قال مصدر سياسي رفيع لـ”الأنباء”: “قطع الرئيس المكلف نواف سلام شوطًا كبيرًا في إعداد المسودة النهائية للتشكيلة الحكومية، مستندًا إلى قواعد دستورية واضحة واتفاق الطائف كمرجعية أساسية في عملية التأليف، ما يعكس التزامًا صريحًا بروح النظام اللبناني وأطره المؤسسية”.

وأوضح المصدر أنه “يتزامن الجهد المبذول لتشكيل الحكومة مع زخم عربي ودولي كبيرين لدعم العهد الجديد، حيث تنظر الأطراف الإقليمية والدولية بعين التفاؤل إلى قدرة القيادة الجديدة على تحقيق الاستقرار وإطلاق مسار الإصلاحات. هذه الفرصة تعتبر نادرة وتستدعي استثمارها سريعًا، خصوصًا في ظل الدعم الدبلوماسي والمادي المتوقع للبنان فور إعلان الحكومة”.

ولفت المصدر إلى أنه “مع تسارع المشاورات والتفاهمات، تزداد الترجيحات بأن الإعلان عن الحكومة قد يتم خلال الأسبوع الجاري. هذه السرعة النسبية تأتي في إطار استثمار الدعم الدولي والعربي، وتقديم صورة إيجابية عن قدرة لبنان على تجاوز الأزمات من خلال القيادة الحكيمة والتنسيق الوطني”.

وشدد على أن “الإسراع في تشكيل حكومة فعالة ومتماسكة يمثل حجر الزاوية في انطلاقة العهد الجديد، والنجاح في هذه المهمة سيعزز ثقة الداخل والخارج بلبنان، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة عنوانها الإصلاح والاستقرار”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us