“انفراجاتٌ” رغم العُقد والعثرات.. هل تُبصر “حكومة العهد الأولى” النور قريبًا؟

لبنان 31 كانون الثاني, 2025

على الرّغم من التعقيدات التي تُؤخّر ولادة حكومة عهد الرئيس جوزاف عون الأولى، تُبشّر بعض المصادر بإمكانيّة إزالة العقبات، على أن تكون الساعات المقبلة حاسمةً، في ظلِّ عودةِ اتصالاتٍ عربيةٍ ودوليةٍ ستدفعُ باتجاه تنشيطِ عمليةِ التّشكيل.

فقد أشارت صحيفة “نداء الوطن” إلى أنّ الموفد السعودي الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان سيحطّ في بيروت، للدفع في اتجاه تصويب مسار التأليف العالق بين مساعي الرئيس المكلّف نوّاف سلام تطبيق المعايير التي حدّدها، وبين من يرفضها متمسكًا بحقيبة المال وفرض قوة الأمر الواقع التي باتت لاغيةً، بعد كل المتغيرات الاستراتيجيّة.

بدورِها، كشفت أوساط مواكبة للملف الحكومي لـ”الجمهورية” أنّ زيارة الموفد السعودي إلى بيروت مجدّدًا، هي مؤشر إلى احتمال دخول سعودي على خطّ تسهيل مهمّة سلام، وإحاطة مسعاه لتشكيل الحكومة بـ”بيئةٍ حاضنة”، موضحة أنّه لا تزال توجد عقد تحتاج إلى معالجةٍ ومنها ما يتّصل بالتمثيل المسيحي والتمثيل السنّي.

الحكومة في “مخاضها الأخير”

هذا وقال مصدر مطلع على الاتصالات الحكومية لـ”الجمهورية” إنّ “الحكومةَ في مخاضها الأخير وربما تبصر النور قبل نهاية الأسبوع، حيث اقتربت مسوّدتها من تثبيت توزيعة معظم الحقائب السيادية والأساسية، أما الحقائب الـ light فلا مشكلة فيها، وقد باتت أسماء محسومة ومعروفة”.

في هذا السّياق، استبعد مصدر نيابي لـ”الأنباء الكويتية” أن تشكَّلَ الحكومة بصيغة غالبٍ أو مغلوب، “بل بتسويةٍ سياسيّةٍ يقودها الرئيس المكلّف بحنكةٍ ديبلوماسيةٍ عالية، وبدعم داخلي ومساعدة عربية ودولية تنتظر ما سيستقرّ عليه الوضع ليُبنى على الشيء مقتضاه”.

وأبدى المصدر خشيته “من حكومة أمر واقع في حال وصلت المشاورات التي يجريها الرّئيس المكلّف مع القوى السياسية المختلفة إلى حائطٍ مسدود، وبخاصةٍ مع الثنائي الشيعي المتمسّك حتى الآن بمطالبه المرفوضة داخليًّا وخارجيًّا. إلّا أنّ التشاورَ لا يزال قائمًا لإيجاد المخرج الملائم لحلّ هذه الجزئيّة من الحكومة التي بدأت ملامحها تكتمل مع بقية الأطراف السياسية، بعد فكفة العقدِ في التمثيل السنّي والمسيحي في الحكومة والتي أصبحت على وشك اكتمال عقدها من دون تحديد أي موعد لإعلانها”.

وقال المصدر: “هناك رغبةٌ لدى البعض أن تطرح حكومة أمر واقع، وإذا لم تنل ثقة المجلس النيابي تصبح حكومة تصريف أعمال، وهذا ما يتمناه العديد من الداخل اللبناني والخارج الذي ينتظر الوزراء الجدد لإبرام اتفاقيّات مع العهد الجديد”.

وأضاف: “أجواء التشكيل تبشِّر بانفراجاتٍ على الرغم من كل العثرات التي تعترض طريق الرئيس المكلّف، وولادة الحكومة تقترب يومًا بعد يوم من أن تكون طبيعيّة لا قيصرية، كي لا تحتاج إلى أي تدخل خارجي مشكور”.

ملامح الحكومة بدأت تظهر!

كذلك، كشفت معلومات لـ “الأنباء الكويتية” أنّ ملامح الحكومة العتيدة بدأت تظهر بتوزيع المقاعد على الكتل السياسية والأحزاب الأكثر تمثيلًا في البرلمان. وباتت المقاعد المُتاحة عمليًّا بواقع اثنين لدى الطوائف المسيحية، بعد توزيع 3 مقاعد لكل من حزبَيْ القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر (للأخير مقعدان زائدًا مقعدًا للطائفة الأرمنية يُدرج في حصّة التيار)، ومقعد لكل من الكتائب والمردة، فضلًا عن مقعدَيْن لحقيبتي الدفاع والخارجية يختار رئيس الجمهورية المرشحَيْن لتولّيهما. ويبقى مقعدان قد يحصل عليهما نوّاب التغيير أو تكتلات أخرى متوسطة العدد وتضم مزيجًا من النّواب من طوائف مختلطة.

والشيء عينه في الحقائب الخمس المخصصة للطائفة السنّية، مع اختيار الرئيس المكلف توزير سيدةٍ ورجل لحقيبتَيْن (الشؤون الاجتماعية والاقتصاد)، على أن يختار اسمًا يحظى بالقبول من تيّار المستقبل لحقيبة الدّاخلية. ويبقى مقعدان برسم الكتل النيابية السنّية وبينها كتلة الاعتدال الوطني التي تطالب بتمثيلها في الحكومة.

في حين أنّ المقاعد الوزارية الخاصة بالطائفة الشيعية ستؤول كلّها للثنائي المؤلف من حركة أمل وحزب الله، وكذلك المقعدان المخصصان للطائفة الدرزية، بحيث اختار الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اسمًا (فايز رسامني)، وينتظر عرض الاسم الثاني من الرئيس المكلف للموافقة عليه.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us