الجرائم إلى ارتفاع.. مقتل الأرشمندريت كوجانيان يثير ردود فعل غاضبة: لإنزال أشد العقوبات!

لبنان 1 شباط, 2025

تزداد في الآونة الأخيرة جرائم القتل في لبنان ولعل أكثر ما يلفت بالأمر هو حدوث أغلبها بدافع السرقة مما يدل بشكل مباشر على الواقع الاقتصادي الرديء الذي وصلنا إليه. إلا أن لا تبرير أو دافع يخفف من بشاعة هذه الجرائم التي تتنافى مع كل أشكال الإنسانية.

وآخر هذه الجرائم يتمثل بالعُثِور على الأرشمندريت أنانيا كوجانيان، نائب مطران الأرمن الأرثوذكس في لبنان والمكلف بإدارة شؤون الطائفة في زحلة وعنجر، جثة داخل منزله في منطقة بصاليم، حيث تبين أنه قُتل جراء عملية سرقة لم تُحدد تفاصيلها بشكل كامل بعد.

وبحسب معلومات أمنية، كان “الأرشمندريت أنانيا كوجانيان والذي يبلغ من العمر 40 عامًا في طريقه من منطقة البقاع للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الـ134 للتحالف الثوري الأرمني في منطقة المتن يوم أمس، وأثناء ذلك، هاتف أحد أقاربه وأخبره أنه سيمر على منزله في منطقة بصاليم لكي يكشف لأحد العاملين عن باب يحتاج إلى طلاء وصيانة، ومن ثم، فُقد الاتصال به”.

ووفقًا للمعلومات، تُشير التحقيقات الحالية إلى أن “العامل المشتبه به قد يكون أقدم على قتل الأرشمندريت كوجانيان بعد سرقته، لكن حتى اللحظة، لا توجد معلومات حول هويّته، فيما تواصل الأجهزة الأمنية تتبع المشتبه به والعمل على تحديد هويّته وتوقيفه”.

ردود الفعل
الحادثة أثارت ردود فعل غاضبة بين اللبنانيين والمعنيين إذ دان رئيس الجمهوريّة جوزاف عون جريمة قتل الأرشمندريت انانيا كوجانيان في بصاليم وأكد لكاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الاول كيشيشيان ان المرتكبين سينالون عقابهم.

من جانبه أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالاً هاتفياً بكاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كشيشيان مقدماً له التعازي بوفاة الأرشمندريت أنانيا كوجانيان الذي وجد مقتولاً داخل منزله.

وقد أعطى رئيس الحكومة توجيهاته الى الأجهزة المعنية للاسراع في كشف ملابسات الحادثة وتوقيف الفاعلين.

بدوره استنكر وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان مقتل الأرشمندريت أنانيا كوجانيان وأعلن أنّ “قمّة الجريمة والإخلال بالأمن والاستقرار هي التعرّض للمقامات الدينيّة، وهي محاولات لزرع الفتن والبلبلة بين الناس بهدف تغذية الانشقاق والاخلال بالأمن”.

وقال إنّ “قتل المونسينيور كوجانيان هو غاشم ومجرم ومستنكر ومرفوض. وإذ نتمنّى على أبناء الطائفة والرعايا الصلاة والتضرّع الى الله ليبعد عن لبنان شرّ المحن والفتنة والراحة لنفسه، نعلن تأكيدنا على قيام الأجهزة الأمنية بالتقصّي والمتابعة والتنسيق في ما بينها للكشف عن ملابسات الجريمة”.

وتابع بوشكيان مع المسؤولين الأمنيين والمعنيين القضية، للكشف عن أبعادها الحقيقية وملابساتها.

كما أعلن عضو تكتل “الجمهورية القوية” رازي الحاج أن “ جرائم السرقة والقتل تزداد، والمعابر لا تزال مستباحة… اليوم جريمة جديدة مروّعة ضحيتها الأرشمندريت أنانيا كوجانيان جراء عملية سرقة لمنزله في منطقة بصاليم، من قبل عمال سوريين يعملون في دهان الشقة، فعندما وصل اليها، قتلوه وسلبوه وسرقوا سيارته”.

وأكد عبر حسابه على منصة “اكس” أن “هناك ضرورة قصوى لاتخاذ إجراءات فورية من الجانبين اللبناني والسوري ومن الأجهزة الامنية اللبنانية لتوقيف وردع الفاعلين والمجرمين وإنزال اشد العقوبات بهم”.

من ناحينه كتب الأمين العام لـ”حزب الطاشناق” النائب هاغوب بقرادونيان عبر منصة “إكس”: “نستنكر بشدّة جريمة قتل الأرشمندريت أنانيا كوجانيان، يوم أمس، بأبشع أنواع التعذيب فالقتل، هذا الأب المحبّ والنشيط. ونشدّد على ضرورة ضبط النفس وعدم الإنجرار إلى الفتن بسبب عمل فردي، واثقين بالأجهزة الأمنية لإيجاد الفاعل وملاحقته وإنزال أشدّ العقوبات بالمجرمين”.

وكتب النائب الياس حنكش عبر حسابه على منصّة “أكس”: “تتكاثر جرائم القتل والسرقات في المتن وغير مناطق… تواصلت مع مدير الأمن الداخلي ومع مخابرات المتن؛ نحن وراء القوى الأمنية لتكون صارمة في الملاحقة ولتضرب بيد من حديد لطمأنة الناس المتأمّلة باعادة انطلاق الاستقرار والأمن في بلد خالٍ من السلاح!”.

إلى ذلك إستنكر قسم العلاقات الروحية في “التيار الوطني الحر”، جريمة قتل الارشمندريت انانيا كوجانيان في منزله في بصاليم وإصابته بعدة طعنات في جسده.

وطالب الأجهزة الأمنية بـ”التحرك واتخاذ كافة الاجراءات من أجل وقف موجة عمليات السلب والقتل التي تطال مناطق عدة، بما يعزز فرض الأمن على كامل الأراضي اللبنانية وتوقيف المعتدين، منعا لتكرار مثل هذه الجرائم وسواها من سلب وسرقة والتي تهدد أمن المواطنين وسلامتهم”.

وفي السياق دعا نقيب صيادلة لبنان الدكتور جو سلوم، في بيان، الى “إعلان حالة طوارئ أمنيّة اثر حالات الاجرام المتزايدة، والتجاوزات الأمنيّة الحاصلة في مناطق عدّة، من تعديّات وسرقات، وآخرها جريمة قتل الأرشمنديت كوجانيان على يد عامل سوري”. كما دعا الى “توقيف كل المخالفين، وشبكات الاجرام، ومصادرة أي سلاح خارج نطاق الدولة، واعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم بعد انتفاء صفة اللاجئ عنهم، فالأمن هو أساس أي استقرار ومصدر لعامل الثقة للداخل والخارج”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us