تصريح أورتاغوس يخلط الأوراق… ورسالة أميركية “حازمة” حول ضرورة إقصاء “الحزب” من الحكومة

لبنان 8 شباط, 2025

تصريح المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس من بعبدا، أمس، أثار بلبلة في الأوساط السياسية اللبنانية، حيث طالبت بضرورة إقصاء “حزب الله” من الحكومة كشرط أساسي لاستعادة لبنان عافيته السياسية والاقتصادية. وهذا التصريح جاء في وقت حسّاس، مع تصاعد التحديات التي يواجهها لبنان على الصعيدين الداخلي والدولي.

في موازاة ذلك، علمت “نداء الوطن” أنّ الخطاب العالي النّبرة للموفدة الأميركية من بعبدا بعد لقائها رئيس الجمهورية جوزاف عون، “لم يعكِّر جو تأليف الحكومة، لأن أورتاغوس قالت خلال اجتماعها مع عون إنها ترفض توزير حزبيّين من “حزب الله”، في حين أن الأميركيين يعرفون جيدًا الأسماء الشيعية الأربعة المطروحة، وهناك من يعمل معهم في الجامعة الأميركية لذلك لم يضعوا “فيتو” على أي اسم لأنهم يدقِّقون في السِّيَر الذاتية وسلوك وارتباطات كل شخص”.

سعيد: لإعادة تشكيل الحكومة بلا أحزاب

في سياق متّصل، ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” أن نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس خلطت أوراق تشكيل الحكومة اللبنانية، بإعلانها رفض الإدارة الأميركية الجديدة بالمطلق تمثيل “حزب الله” فيها.

وما قبل تصريح أورتاغوس ليس كما بعده؛ لأن الرسالة الأميركية واضحة وحازمة على حدّ تعبير رئيس “لقاء سيّدة الجبل” النائب السابق فارس سعيد؛ إذ إن مورغان “حددت في موقفها سياسة الإدارة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط، القائمة على الدّعم المطلق لإسرائيل والمواجهة مع إيران وحظر نفوذها إلى أدنى درجة”.

وأكد سعيد لـ”الشرق الأوسط” أن “موقف مورغان الواضح والصريح بعدم مشاركة حزب الله في الحكومة الجديدة، يضع رئيس الجمهورية جوزاف عون، والرئيس المكلّف نوّاف سلام، أمام خيار واحد، هو إخراج كل الأحزاب من الحكومة سواء بالتمثيل المباشر أو بالمواربة، وهذا هو الحلّ الوحيد الذي ينقذ الوضع اللبناني، وعلى كلّ الأحزاب تفهّم هذا الأمر”.

ورأى سعيد أن “مقاربة القوى اللبنانية كانت تقوم على قاعدة الدخول إلى الحكومة، ومن ثمّ العمل من داخلها على تحجيم “حزب الله”، أما الآن فباتوا مرْغمين على عدم دخول الحكومة، وأن تكون تركيبتها الجديدة من دون أحزاب، وعندها تتألف الحكومة وتمثل أمام البرلمان، ومن يتجرّأ على حجب الثقة عنها سيتحمّل عواقب هذا الخيار”، مشيراً إلى أنه “لو تشكلت الحكومة بالصيغة التي كانت معدّة الخميس لكانت طارت مع وصول مورغان إلى بيروت، وإذا تمّ تجاهل الموقف الأميركي وتحدّى المسؤولون اللبنانيّون تحذير الإدارة الأميركية سيكون مستحيلًا على الحكومة أن تطلّ على العالم، حتى إنها لا تستطيع أن تصل إلى قبرص”.

تصريح أورتاغوس

من جهة ثانية، كانت أورتاغوس قد أكدت الانسحاب الكامل الإسرائيلي من الجنوب وتحريك ملف الأسرى وتطوير برنامج دعم الجيش اللبناني ليكون القوّة الوحيدة في جنوب الليطاني وفي كل لبنان، في حين أكد عون الالتزام الكامل بالقرار 1701 بكل مندرجاته وبالاتفاق الذي وافقت عليه الحكومة اللبنانية في 27 تشرين الثاني الماضي.

وشدَّدت أورتاغوس من بعبدا على أنَّ “حزب الله لن يكون طرفًا في أي حكومة”، مؤكدة أنَّ إسرائيل هزمتْه عسكريًّا، وأنَّ الولايات المتحدة ممتنَّة لها بسبب ذلك، ومجدِّدةً التّأكيد على ضرورة عدم مشاركة الحزب في الحكومة اللبنانية الجديدة بأي شكلٍ من الأشكال.

كما أشارت إلى وجود “حماسةٍ كبيرةٍ لدى الجالية اللبنانية في أميركا بشأن مستقبل لبنان”، مؤكدةً أنّ “الفساد في لبنان سينتهي وسينتهي معه نفوذ حزب الله”، ومشدِّدةً على ضرورة ضمان عدم تشكيل الحزب أي تهديد للبنانيين.

وأضافت أورتاغوس: “لا أخاف من حزب الله ولا أخشاه أبدًا، لقد هُزم عسكريًّا ولن يتمكن من إرهاب المجتمع اللبناني مجددًا”، مشيرة إلى أن أميركا تأمل انتهاء نفوذ الحزب في لبنان.

وفي سياقٍ آخر، أكدت التزام الولايات المتحدة بجدول انسحاب إسرائيل من لبنان في 18 شباط الجاري، وفق الاتفاقات المبرمة.

في المقابل، صدر بيان عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، أشار إلى أنّ “بعض ما صدر عن نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من بعبدا يعبّر عن وجهة نظرها والرّئاسة غير معنيّة به”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us