عشية الذكرى العشرين لاستشهاد الحريري: لقاءات ومواقف تؤكّد حاجة لبنان إلى “رفيق الوطن”

لبنان 13 شباط, 2025

عشية الذّكرى العشرين لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تابع الرئيس سعد الحريري اليوم الخميس سلسلة من اللقاءات التي تعكس الوفاء لمسيرة والده.
ومع اقتراب الذّكرى، توالت المواقف التي شدَّدت على قيمة الشهيد الحريري وأهمية استذكار مسيرته الوطنية، حيث أكَّد العديد من الشخصيات السياسية والمجتمعيّة على حاجة لبنان إلى قيَمه التي رسَّخها، خاصة في هذه الأيام التي تمر فيها البلاد بتحدّيات سياسية واقتصادية.
فزار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد من المفتين والعلماء، ضريح الرئيس الشهيد، في وسط بيروت، وبعد قراءة الفاتحة عن روحه وروح رفاقه الأبرار، قال مفتي الجمهورية: “في الذكرى العشرين لغياب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ما زالت الساحة اللبنانية والعربية تفتقد هذه القامة الوطنية العربية الكبرى، التي استطاعت أن تشكل بدورها رمزًا وطنيًّا وعربيًّا ودوليًّا، يمثل الوجه الحضاري للبنان ودوره في هذه المنطقة من العالم”.
اضاف: “خسارتنا للرئيس الشهيد، هي خسارة وطنية وعربية وأخلاقية وإنسانية كبرى، جسّدها الشهيد في ممارساته الوطنية والسياسية، التي تجاوزت بعمقها الخنادق المذهبية، والكهوف الطائفية التي ما زلنا نعانيها في هذا الغياب الكبير، الذي نفتقده فيه اليوم، وما أحوجنا في هذه الأيام الصعبة إلى أمثاله”.
تابع: “مع بداية عهد جديد، وحكومة منجزة منذ أيام، نفتقد في هذه المرحلة إلى حكمة الرئيس الشهيد، وتواصلِه الدائم مع دار الفتوى، ومع كل مكوّنات الشعب اللبناني، والاستماع إليهم ومشاركتهم في صناعة مستقبل لبنان، في إطار نهج الاعتدال والوسطية، والحرص على القيم الإسلامية والوطنية، الهادفة إلى بناء لبنان، وخدمة الإنسان فيه، والتزام الدّور الإسلامي والوطني لموقع الرئاسة، لتكون ملتقى الجميع، وفي خدمة لبنان، ليبقى هذا الوطن سيدًا حرًّا عربيًّا مستقلًّا متكاملًا مع أشقائه العرب، وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية، ومصر العزيزة، وكل الأشقاء العرب”.
وختم المفتي دريان: “في هذه المناسبة الأليمة، نتوسّم خيرًا بدور الرئيس سعد الحريري، حامل أمانة الإرث الوطني العامل على نهضة لبنان ورسالته الحضارية في هذا الشرق العربي”.
من جهتها، اشارت اللجنة المركزية لحزب “الطاشناق”، في بيان، الى أنّ “لبنان يستعدّ لإحياء الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في ظروفٍ تقتضي التشديد على أهمية استمرار فكر الوحدة الوطنية ونهج الإعمار اللذين جسّدهما في الحياة السياسية اللبنانية”.
اضافت: “الظروف التي نعيشها اليوم هي تحديدًا الزمن الذي نحتاج فيه إلى استحضار فكر وعزيمة الرئيس الشهيد عند إطلاقه وقيادته مرحلة إعادة إعمار لبنان ونهوضه الاقتصادي بعد عقد ونيّف من الحروب التي دمّرت البشر والحجر والاقتصاد والمؤسسات. كم هي ظروف أحوج ما نكون فيها إلى نهج الرئيس الشهيد الذي جسّد بالممارسة فكر الاعتدال والانفتاح وبلسمة الجراح وتجاوز الانقسامات إلى لمّ الشمل ومنع الفتنة وجمع اللبنانيين حول كلمة سواء”.
وختم بيان “الطاشناق”: “في الذكرى العشرين لاستشهاده، تحضرنا بقوّة خصال الرئيس رفيق الحريري وإنجازاته، فنكرّر الصلوات لراحة نفسه ولنهوض لبنان الذي بذل من أجله عمرًا وجهدًا ودمًا”.

وكتب النائب أديب عبد المسيح عبر منصة “اكس”: “الشهيد لا يموت، فكيف إذا كان رفيق الحريري؟ تحلّ ذكرى استشهاده هذا العام وسط واقع سياسي وإقليمي مختلف، مما يجعل استذكار مسيرته أكثر إلحاحًا. تشرّفت اليوم بوضع إكليل من الزهر والغار على ضريحه، داعيًا الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته. ستبقى ذكراه حيّة في وجدان الوطن”.
بدورِه كتب الوزير السابق أمين سلام على منصة “اكس”: “أبت ذكرى رحيلك العشرين غدرًا وظلمًا يا رفيق لبنان إلا ان تكون بصمتك حاضرة في التحوّل التاريخي الذي تعيشه منطقتنا وشعوبها التي احبّتك، واول ما تنفست الصعداء هتفت باسمك وبعروبتك وبوطنيّتك وقوميتك وإنسانيتك عاليًا بعد ان هتفت بها سرًّا على مدى عشرين عامًا نتيجةً لأنظمة اجرامية غادرة. يا رفيق لبنان لا نبالغ عندما نذكّر الاجيال الجديدة التي لم تعاشرك، ونذكّر من خانته ذاكرته من الأحياء ان الرئيس الشهيد المظلوم رفيق الحريري في كل مراحل حياته كان نقطة تحوّل تاريخية كبيرة في تاريخ لبنان المعاصر والمنطقة، فبرعاية سعودية كان للرئيس رفيق الحريري الدور الأبرز في إبرام اتفاق الطائف عام 1989 ما أسفر عن انهاء سنوات قاسية من الحرب الاهلية اللبنانية، ما أعاد توجيه لبنان نحو العالم العربي. بعبارتك الشهيرة: “علينا استعادة الثقة بالبلد اولًا” كنت القلب النابض لإعادة إعمار لبنان والعاصمة بيروت وما هدمته الحروب واعادة الوطن الى اجندة الاستثمارات العربية والدولية والاهم اعادة هوية وانتماء لبنان العربي”.
وختم أمين سلام: “يا من بذلت الغالي والنفيس وفديت بروحك وجسدك ودمائك لبنان، نم قرير العين مكرّمًا في فسيح جنان الرّحمن عزّ وجلّ”.

لقاءات الحريري
في سياق متصل، استقبل الرئيس سعد الحريري صباح اليوم في بيت الوسط مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد موسع من مفتي المناطق وقضاة الشرع وأئمة ورؤساء دوائر الأوقاف وخطباء المساجد، في حضور رئيسة مؤسسة الحريري بهية الحريري ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الإسلامية علي الجناني.
وخلال اللقاء، نوه الرئيس الحريري “بحكمة واعتدال المفتين وعلماء الدين، ولا سيما في اللحظات المفصلية التي مر بها البلد”.
وسبق اللقاء الموسع، اجتماع ضم الرئيس الحريري والمفتي دريان في حضور السيدة الحريري، جرى خلاله عرض الأوضاع العامة والتطورات.
وكان الرئيس الحريري قد التقى السفير الروسي في لبنان الكسندر روداكوف، بحضور بهية الحريري والمستشارين جورج شعبان وهاني حمود. بعد اللقاء، قال السفير الروسي: “أجريت لقاء مفيدًا ووديًّا مع الرئيس الحريري، ناقشنا خلاله الأوضاع السياسية الداخلية والإنجازات الأخيرة التي حصلت بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة. واللّقاء مع الرئيس الحريري يحصل دائمًا في هذه الأيام التي تفصلنا عن ذكرى اغتيال الرّئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكنّنا على تواصل دائم معه، فهو صديق قديم لروسيا الاتحادية، والجميع يعرف تاريخ العلاقات التي تربط والده الرئيس الشهيد بروسيا وقيادتها، وهذه العلاقات سوف تستمر وتكون مفيدة للبلدين. ونحن نتمنى كل الخير للدولة اللبنانية وشعبها”.
كما التقى الرئيس الحريري المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت بحضور السيدة الحريري والمستشارين خوري وحمود، وعرض معها آخر التطورات المحلية والإقليمية. بعد اللقاء، اكتفت بلاسخارت بالقول: “أنا ممتنة جدا لرؤية الرئيس الحريري في بيروت”.
كذلك، استقبل الرئيس الحريري السفير المصري في لبنان علاء موسى الذي قال على الأثر: “تشرفت بلقاء الرئيس الحريري، حيث تناولنا العديد من الأمور، ولا سيما ما يخص الشأن اللبناني. وقد تحدثنا عن المرحلة التي مرّ بها لبنان والمرحلة المقبلة، ولمست لدى دولته نظرة إيجابية ومتفائلة بخصوص ما هو مقبل من استحقاقات في لبنان، وهو لديه تفاؤل كبير بانتخاب الرئيس جوزاف عون وتكليف الرئيس نواف سلام. وهو يرى أن عنوان الحكومة الجديدة “الإصلاح والإنقاذ” هو عنوان هام، وأن المؤشرات تشي بأن هناك إمكانية كبيرة بتحقيق قدر كبير من الإنجازات، وبالتالي الوضع مبشر للجميع”.
وأضاف: “كما تحدّثنا عن الشأن الإقليمي وما تمر به المنطقة من تحديات، وملخصها أن لبنان يجب أن يكون قويًا، بعد عودته إلى السّاحة العربية مرة أخرى وممارسته لدوره بالكامل، لأنه سيكون له تأثير في ما يحدث في المنطقة الذي يؤثِّر بدورِه ليس فقط في دول بعينها بل في لبنان أيضًا. وعليه، كل الآمال أن تشهد الفترة المقبلة الكثير من الخطوات الإيجابية لتعيد لبنان مرة أخرى إلى موقعه ودوره المطلوب منه، والذي عهدنا قيام لبنان به في السنوات الماضية”.
كذلك، التقى الرئيس الحريري السفير الهندي في لبنان محمد نور رحمن الشيخ الذي أعرب بعد الاجتماع عن سعادته بلقاء الرئيس الحريري، مؤكّدًا أن “بلاده تتمنى السلام والازدهار والسيادة للبنان”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us