مهلة الانسحاب تقترب من نهايتها… وناقوس الخطر يُدقّ بانتظار أورتاغوس!

يقف لبنان على بعد يوميْن من موعد انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب قبل حلول الثلاثاء المقبل، على وقع إصرار إسرائيل على البقاء في خمسة مواقع استراتيجيّة داخل الخط الأزرق، في ظلّ رفض لبنانيّ قاطع.
ومع اقتراب مهلة الانسحاب من نهايتها، لا تزال المؤشِّرات غير إيجابية حتّى اللحظة، في ظلّ التمسّك الإسرائيلي بالمواقع الاستراتيجية التي تريد تل أبيب الحفاظ عليها، ما يدقّ ناقوس الخطر بإمكانية اندلاع العمليات العسكرية مجدّدًا ما لم يتم الانسحاب في الموعد المحدد.
إلى ذلك، تشير معلومات صحافية إلى زيارة مرتقبة للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس قُبيل 18 شباط الجاري.
ما أهمية النقاط الخمس التي ترفض إسرائيل الانسحاب منها؟
وفي ظلّ الإصرار الإسرائيلي على البقاء في خمس نقاط حدودية في جنوب لبنان، هي: تلّة الحمامص وتلة العويضة في القطاع الشرقي، وتلّة العزّية وجبل بلاط في القطاع الأوسط، وتلّة اللبونة في القطاع الغربي، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد حسن جوني لـ “الشرق الأوسط”، أنّ هذه التلال تمثّل خطًّا غير متصل يقع على امتداد الحدود اللبنانية الجنوبيّة.
وأكد جوني أنّ إصرار إسرائيل على البقاء في النقاط الخمس المذكورة، له بُعدان، الأوّل معنوي يتصل برفع العلم الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، والثاني أنه يشيع جوًّا من الاطمئنان للمستوطنين المقيمين في المستعمرات الشمالية، بأنّ جيشهم موجود داخل لبنان ويراقب كلّ شيء، وقادر على أن يوفر لهم الأمن ولا خوف من أن يستيقظوا على 7 أكتوبر جديد من الجانب اللبناني.
كما أشار جوني إلى أنّ تمسّك إسرائيل بالبقاء في نقاط لبنانية محددة، سيستدعي ترتيبات إقليمية ودوليّة للحفاظ على الاستقرار على الحدود، معتبرًا أن الدولة اللبنانية لن تقف مكتوفة اليدين، وستتحرّك لممارسة الضغط السياسي والديبلوماسي لإجبار إسرائيل على الانسحاب، لأنّ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 يقتضي تنفيذه على الجانبين اللبناني والإسرائيلي.
الجيش مستعد للانتشار
في المقابل، ترفض الدولة اللبنانية بشكلٍ قاطع احتفاظ إسرائيل بأي شبر من الأراضي اللبنانية، وقال مصدر أمني لـ”الشرق الأوسط”، إنّ الجيش اللبناني ينسّق مع اللجنة الخماسية لاستكمال انتشاره في البلدات الجنوبية فور انسحاب الجيش الإسرائيلي منها.
وأوضح أن قوات “اليونيفيل” على استعداد لتقديم المساعدة للجيش ومواكبته في عمليات الانتشار بما يضمن تطبيق القرار 1701.
أما عن تداعيات احتفاظ الجيش الإسرائيلي بمواقع عسكرية له، فأشار المصدر الأمني إلى أن القوات المسلّحة اللبنانية ستنفّذ القرار الذي يصدر عن الحكومة بهذا الشأن.