“عودة جنوبيّة” بحماية الجيش اللبناني… والمطار يُعلّق حركة الطيران الأحد
بعد ترقّب طويل لما ستؤول إليه الأمور مع حلول موعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، اليوم الثلاثاء، شهدت البلدات الحدوديّة مشاهد عودة الأهالي إلى قراهم وبلداتهم برفقة وحماية الجيش اللبناني، الذي عمل على الانتشار وفحص الأجسام الغريبة وإزالة مخلّفات الحرب، في ظلّ الدمار الهائل الذي حلّ في المنطقة.
وعلى الرَّغم من انسحابه من قرى عدّة، إلّا أنّ الجيش الإسرائيلي أعلن تمديد بقائه في خمس مواقع استراتيجية على الحدود الجنوبية، من دون تحديد مهلة زمنية، وواصل خروقاته جنوبًا أيضًا، حيث نفذت قوّاته، تفجيرًا كبيرًا في خراج بلدة كفرشوبا، وهو الثاني في أقل من 72 ساعة.
في وقت سقط جريحان برصاص الجيش الإسرائيلي، خلال عمليات التمشيط من مركز المنارة في اتجاه منطقة كركزان شمال شرقي بلدة ميس الجبل.
تزامنًا، حلّقت طائرة مسيّرة إسرائيلية على علو منخفض جدًا في أجواء بلدات: العباسية، دير قانون النهر، بدياس وبرج رحال وصولًا إلى ضفاف الليطاني في منطقة القاسمية ومدينة صور.
وجاب الطيران المسيّر أجواء الجنوب على علوّ منخفض، ونفذ طيرانًا دائريًا فوق ميس الجبل، عيترون، بليدا، محيبيب وحولا.
كذلك حلّق الطيران الإسرائيلي صباحًا على علو متوسّط فوق مدينة الهرمل والبقاع الشمالي.
الجيش اللبناني ينتشر في القرى الحدوديّة
وكانت قيادة الجيش – مديرية التوجيه قد أعلنت، في بيان، صباح اليوم الثلاثاء، أنّه بتاريخَي 17و18 /2 /2025، انتشرت وحدات عسكرية في البلدات التالية:
– العباسية، المجيدية، كفركلا – مرجعيون في القطاع الشرقي.
– العديسة، مركبا، حولا، ميس الجبل، بليدا، محيبيب – مرجعيون في القطاع الأوسط.
– مارون الراس والجزء المتبقي من يارون – بنت جبيل في القطاع الأوسط.
كما انتشرت في مواقع حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل، وذلك بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي.
وقد باشرت الوحدات المختصة بإجراء المسح الهندسي وفتح الطرق ومعالجة الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة في هذه المناطق، لذا تؤكد قيادة الجيش ضرورة التزام المواطنين بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة في المناطق الجنوبية، إفساحًا في المجال لإنهاء الأعمال المذكورة في أسرع وقت ممكن، وحفاظًا على أرواحهم وسلامتهم.
هذا وأزال الجيش اللبناني، صباحًا، السّواتر الترابية عن عدد من الطرق في القرى الحدودية، وباشر البحث عن الألغام والقنابل والذخائر غير المنفجرة، تمهيدًا لدخول المواطنين إلى بلداتهم التي دخلوها لاحقًا بنثر الأرز والزغاريد، بعد انقطاع عنها دام لأكثر من عام، فيما القاسم المشترك بين هذه البلدات هو دمار المنازل والأراضي المجروفة والبنى التحتية المدمرة.
وصباح اليوم، دخل الجيش إلى برج الملوك، وعمل فريق من الهندسة على إزالة السواتر والكشف على أي اجسام غريبة.
وقد دعت البلدية في بيان “الأهالي إلى التريّث في الدخول إلى بلدتهم وتفقد منازلهم وممتلكاتهم إلى أن ينهي الجيش اللبناني مهامه”.
كما دخلت آليات الجيش وسيارات الأهالي صباحًا، إلى بلدات الوزاني، سردا وكفركلا.
إلى ذلك، يواجه عدد من أهالي وسكان القرى والبلدات اللبنانية الحدودية التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي صعوبة في الوصول إلى ما تبقى من منازل، بسبب عمليات التجريف والتخريب للطرقات الفرعية والعامة وتدمير معظم المرافق العامة.
ويسيطر مشهد الدمار الهائل داخل معظم البلدات في قضاء مرجعيون، جرّاء التفجيرات والغارات الإسرائيلية المتكرّرة عليها، وقد تغيّرت معظم معالم البلدات بعد عمليات جرف للطرقات واستحداث أخرى.
هذا وعلم “هنا لبنان” أنّه تم العثور على 5 شبان أحياء في بلدة كفركلا الجنوبية، بعد دخول الجيش اللبناني والمواطنين إليها، علمًا أنّ عائلات هؤلاء الشبان كانت قد نعتهم في وقت سابق بعد انقطاع أيّ خبر عن مصيرهم.
إقفال المطار في 23 شباط!
من جهة أخرى، وتزامنًا مع موعد تشييع الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصر الله، أشارت المديرية العامة للطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، في بيان، إلى أنه “سيتم إقفال المطار وتوقف حركة الإقلاع والهبوط من وإلى المطار بتاريخ 23 شباط 2025، ابتداء من الساعة 12 ظهرًا وحتى الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم نفسه، بحسب التوقيت المحلي”.
مصادر متابعة من مطار بيروت أكدت عبر “هنا لبنان” أنّ هناك العديد من المخاوف من إمكانية إطلاق نار أثناء التشييع، ما قد يتسبب بأضرار في الطائرات، خصوصًا أنّ مكان إقامة التشييع قريب جدًا من مكان إقلاع وهبوط الطائرات، وبالتالي أي إطلاق نار قد يضر بالطائرات وقد يوقع إصابات وأضرار.
مواضيع ذات صلة :
 قائد الجيش بالإنابة بجولة تفقّديّة في البقاع الغربي |  30 إسرائيليًا حاولوا دخول الأراضي اللبنانية |  الجيش الإسرائيلي: مصرّون على تطبيق كل شروط الاتفاق وتفكيك ما تبقى من بنى “الحزب” جنوب الليطاني |
