عيد المعلم في لبنان: تحية لتضحيات الأساتذة ومطالب لإنصافهم

يحتفل لبنان بعيد المعلّم سنويًا في 9 آذار، وهو مناسبة لتكريم المعلّمين وتقدير جهودهم في بناء الأجيال وتطوير المجتمع. ونظرًا لتزامن العيد مع يوم عطلة أسبوعية، أصدرت وزيرة التربية والتعليم العالي، الدكتورة ريما كرامي، مذكرة تقضي بإقفال جميع المدارس والثانويات والمعاهد والمهنيات الرسمية والخاصة، بالإضافة إلى المدارس المعتمدة للتلامذة غير اللبنانيين بدوام بعد الظهر، يوم الاثنين 10 آذار 2025، احتفالًا بعيد المعلّم.
في هذه المناسبة، عبّر العديد من السياسيين والمسؤولين عن تقديرهم للمعلّمين، مشيدين بدورهم الأساسي في تنشئة الأجيال وبناء مستقبل الوطن. تضمنت رسائلهم عبارات الشكر والامتنان لجهود المعلّمين وتفانيهم في أداء رسالتهم السامية. كما دعوا إلى تحسين أوضاعهم وتلبية مطالبهم، تأكيدًا على أهمية دورهم في المجتمع.
في السياق، كانت قد وجهت وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي رسالة الى المعلمين والمعلمات بمناسبة عيد المعلم جاء فيها: “زميلاتي وزملائي المعلمات والمعلمون، تطل علينا هذه المناسبة العزيزة والألم لا يزال يثقل قلوبنا وقلوب الكثيرين من زميلاتنا وزملائنا من جراء العدوان الصهيوني الغاشم وما خلفه من معاناة، وإن تعاطفنا الصادق يظل ممتدًا لكل من يكافح للتغلب على آلامه. أود أن أهنئكم بحلول عيد المعلم، راجيةً أن يحمل معه بارقة أمل ورجاء بمستقبل أفضل وبعضًا من الفرح والطمأنينة التي يستحقها وطننا. نعيش اليوم بين هذا الألم والأمل، بين التحديات التي فرضتها الظروف القاسية والطموحات التي تأبى أن تنطفئ. فنتمسك بإيماننا بأن التعليم هو المنارة التي تنير درب المستقبل، وأن رسالتكم السامية كتربويين هي الركيزة الأساسية في هذا الطريق. عطاؤكم السخي هو ما يجعل المستحيل ممكنًا، وما يجعل من المدرسة حضنًا دافئًا للأجيال الصاعدة على الرغم من كل الصعوبات”.
اضافت: “إن أولويتنا كتربويين كانت وستظل أطفالنا ومستقبلهم، وهذا يحتم علينا أن نعمل بجد وإصرار لنسهم معًا في بناء مستقبل مشرق وواعد لهم، يليق بأحلامهم ويمنحهم الفرص التي يستحقونها. ولا يمكن أن نغفل عن الدور النبيل للمعلم في هذه المسيرة، فهو ليس مجرد وسيلة لنقل المعرفة، بل هو حاملٌ رسالة سامية قوامها العطاء غير المحدود الذي يجسدها معلمونا بأسمى معاني البذل والكرم. واليوم، ومع انتخاب فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، وتشكيل حكومة الإصلاح والإنقاذ برئاسة دولة الرئيس الدكتور نواف سلام، نأتي إلى المسؤولية بعزم أكيد وإرادة ثابتة، لنبني معاً، ونصحح المسار حيثما يستوجب ذلك”.
وتابعت: “ومع تسلمي مهامي في وزارة التربية والتعليم العالي، أمد يدي إليكم جميعًا لفتح صفحة جديدة في مسيرة هذه الوزارة، ترتقي إلى مستوى الآمال المعقودة على قطاع التربية وتربوييه جميعًا. وأعاهدكم بالسعي الحثيث مع الحكومة بالتعاون مع المجلس النيابي، لتأمين الظروف الملائمة لكل معلم ومعلمة، عبر الوسائل المتاحة”.
وختمت: “أعزائي المعلمين والمعلمات، على الرغم من قساوة الظروف، لا يمكن لنا أن نستكين. فنحن نعيش في عصر التحوّل الرقمي والتطوّر التكنولوجي السريع، وهو ما يفرض علينا مضاعفة الجهود لمواكبة هذه المتغيرات. هدفنا هو تأمين بيئة تعليمية آمنة وصحية، تضمن حق كل طفل في التعلّم الجيد، وتراعي نموه الفكري والعاطفي والاجتماعي من دون تمييز. في عيدكم، أتوجه إليكم بتحية إكبار ومحبة واحترام، فأنتم روح هذا المجتمع ، وأنتم من يحمل على عاتقه مسؤولية بناء الأجيال ورسم ملامح الغد. فلنؤمن بأن هذا الغد يمكن أن يكون أجمل، وبأننا معًا، قادرون على صناعته. كل عام وأنتم وعائلاتكم ومدارسكم وتلامذتكم بألف خير”.
بدوره، كتب النائب راجي السعد عبر اكس: “يعاني قطاع التعليم منذ انطلاق الازمات المتتالية على لبنان من وضع مالي صعب، ولم يتوان الأساتذة خلال الازمات المختلفة عن الالتزام برسالتهم رغم رواتبهم المتدنية جدا. مع انطلاق العهد الجديد واطلاق ورشة الإصلاح في مجلس الوزراء، يجب اعادة النظر بوضع القطاع التربوي ككل وأوضاع الأساتذة ورواتبهم لتكون في مقدمة الأولويات الحكومية… فالعلم هو أساس تقدم المجتمع”.
كما كتب عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبد الله على منصة “اكس”: “ننحني أمام تضحيات وعطاءات المعلم، فهي او هو المثال الذي طبع شخصيتنا، هي او هو من انار درب الحياة أمامنا، هي او هو من فتحوا طريق المعرفة لنا، هي او هو من نستذكرهم طوال حياتنا بمحبة. بمناسبة عيد المعلم، نشدد على أولوية التربية في بناء المجتمعات، نؤكد ضرورة تأمين الحياة الكريمة لهؤلاء، خلال عملهم وبعد تعاقدهم في التعليم الرسمي والخاص واصرارنا على حماية حقوقهم ومكتسباتهم في الرواتب والتعويضات والتثبيت وتحصين صندوق التعليم الخاص ودعم موارده. ولا يسعنا كحزب تقدمي اشتراكي الا ان نعلن انحيازنا للمدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية الوطنية!”.
من جانبه، كتب النائب ميشال ضاهر عبر “أكس”: “إلى مَن يزرعون النور في عقول الأجيال رغم كل الصعوبات، إلى مَن يصنعون المستقبل بعلمهم وتفانيهم… شكرًا لعطائكم وجهودكم رغم التحديات. كل الشكر والتقدير لكم في عيد المعلم. أنتم الأساس لنهضة الوطن، فكل عام وأنتم بخير!”.
في حين هنأ قطاع التربية والتعليم في “تيار المستقبل”، المعلمين والمعلمات بمناسبة عيد المعلم، مؤكداً “مواصلة النضال معهم من أجل حقوقهم المشروعة التي لم يعد جائزاً التأخر في تحصيلها”.
من جهته، حيا منسق “حراك المعلمين المتعاقدين” حمزة منصور “أرواح المعلمين والطلاب الذين ارتقوا شهداء كضريبة دفعها هؤلاء لإتمام فضيلة العلم والتعلم، وتحية للمعلمين المتعاقدين والملاك والمستعان والاجرائي الذين ضحوا ولا يزالون إن في العطاء اليومي الكبير أو في الأجر المادي الزهيد، وتحية ممتزجة بالوجع إلى المعلمين المتعاقدين الصابرين المحتسبين الذين تغيب عنهم حقوقهم في يوم عيدهم وجيوبهم فارغة من حقوقهم”.
وحيا وزيرة التربية ريما كرامي “طالبين منها إنهاء إشكاليات حقوقنا كلها، فهي وعدتنا بوضع قرار رفع أجر الساعة على جدول أعمال جلسة نهار الخميس المقبل في 13 آذار”.
في حين، وجهت لجنة الأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي بأحر التهاني والتبريكات إلى جميع الزملاء، متمنين لهم دوام الصحة والعطاء، وقال: “إن هذا اليوم يمثل فرصة لتكريم الجهود المضنية التي يبذلها المعلمون في تشكيل مستقبل الأجيال وتعليمهم، كما ويذكّرنا عيد المعلم بأهمية الدور الريادي الذي يلعبه المعلمون في بناء مجتمعات قوية ومتماسكة”.
واكدت اللجنة “التزامها القوي بالدفاع عن حقوق الزملاء، حيث كنّا دائمًا في طليعة الجهود الرامية لتحصيل حقوق الأساتذة، بدءًا من زيادة أجر ساعة التعاقد ووصولًا إلى تحقيق مرسوم النقل وتقديم بدل إنتاجية في فصل الصيف”.
وناشدت الوزيرة الدكتورة ريما كرامي “ضرورة الإسراع في رفع أجر ساعة التعاقد الجديدة، رغم أنه لا يرقى إلى تطلعات الأساتذة المتعاقدين، كما نطالبها بالتعجيل في إتمام إجراءات إمضاء عقود الأساتذة، ليتمكنوا من استلام مستحقاتهم المالية عن الفصل الأول وبدل النقل”.
كما وجهت نداءً عاجلاً للوزير “للعمل بجدية على إعداد مشروع قانون لتثبيت الأساتذة المتعاقدين الذين قدّموا تضحيات كبيرة في سبيل تعزيز المدرسة الرسمية، وصمدوا ببسالة خلال الأزمات الاقتصادية وكورونا والحروب. إن هؤلاء الأساتذة يستحقون التثبيت بلا أي شروط.”.