لبنان يحتفل باليوم الوطني للمحميات الطبيعية: دعوة لاستكشاف ثرواته البيئية

تولي وزارة البيئة أهمية كبيرة لتطوير قدرات وإمكانات المحميات الطبيعية بهدف تعزيز دورها في حماية البيئة وتفعيل علاقة الإنسان بالطبيعة.
وتسعى الوزارة أيضاً إلى تطوير الاقتصاد المحلي عبر استثمار الموارد الطبيعية المستدامة، إذ تعتبر المحميات الطبيعية جزءًا من إرثنا الطبيعي وثروتنا الوطنية، وبالتالي من الضروري حمايتها للمصلحة العامة والأجيال المقبلة.
والمحميات أيضًا من الركائز الأساسية في سياسة التنمية الريفية للسكان المحليين، إذ تساهم في حماية البيئة من التبدلات الاصطناعية والتدهور البيئي الناتج عن النمو السكاني السريع والتمدد العمراني.
وفي إطار الاحتفال باليوم الوطني للمحميات الطبيعية، أعلنت وزيرة البيئة تمارا الزين أن المحميات الطبيعية في لبنان فتحت أبوابها مجاناً اليوم، لاستقبال محبي الطبيعة وطلاب المدارس والجمعيات والمواطنين الراغبين بالتعرف على تنوعها البيئي.
وشمل القرار محميات: أرز الشوف، أرز تنورين، أرز جاج، حرج إهدن، بنتاعل، شننعير، شاطئ صور، اليمونة، ومحمية جبل موسى المحيط الحيوي.
في المقابل، أكد رئيس اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة ورئيس جمعية غدي، فادي غانم، بمناسبة اليوم الوطني للمحميات الطبيعية في لبنان، أن “المحميات الطبيعية تشكل ركيزة أساسية لحماية التنوع البيولوجي”، مشددًا على أن “دورها يتجاوز الحفاظ على الحياة البرية ليشمل تعزيز التوازن البيئي، ودعم الاقتصاد المحلي من خلال السياحة البيئية، وتمكين المجتمعات المحلية”.
وأشار غانم إلى أن “المحميات تسهم بشكل فعّال في حماية النظم البيئية عبر توفير موائل طبيعية للكائنات الحية، والحفاظ على الموارد المائية، والحد من التلوث والتوسع العمراني العشوائي”، لافتا الى أن “تنوع المحميات بين الغابات، والأراضي الرطبة، والمناطق البحرية يجعلها ثروة طبيعية يجب حمايتها لضمان استدامتها للأجيال القادمة”.
وأوضح أن “لبنان يضم 18 محمية طبيعية و30 منطقة حمى، تغطي نحو 22% من مساحته. ورغم أن هذه النسبة لم تصل بعد إلى الهدف العالمي المتمثل في حماية 30% من اليابسة والمحيطات بحلول عام 2030، فإنها تُعد إنجازًا مهمًا في ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه البلاد”.
وفي إنجاز بيئي رائد، هنأ غانم محمية أرز الشوف – المدى الحيوي على إعادة إدراجها في “القائمة الخضراء العالمية” للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) للمرة الثانية، ما يجعلها أول محمية في العالم العربي تحقق هذا الإنجاز بعد انتهاء الفترة الأولى من الاعتماد، مؤكدا أن “هذا التقدير الدولي يعكس إدارة نموذجية جعلت المحمية مرجعًا عالميًا (Global Model) في الحفاظ على التنوع البيولوجي، رغم التحديات الاقتصادية والبيئية التي تواجه لبنان”.
وشدد غانم على أن “إشراك المجتمعات المحلية في إدارة المحميات يعزز فرص نجاحها، سواء عبر تدريب السكان على أسس الحماية، أو دعم السياحة البيئية، أو تطوير المشاريع المستدامة. وأكد أن المحميات ليست مجرد مساحات محمية، بل تمثل نموذجًا للتنمية المتوازنة التي تجمع بين الحفاظ على البيئة وتحقيق منفعة اقتصادية واجتماعية”.
في السياق، دعت وزارة البيئة ولجان المحميات الطبيعية في مختلف المناطق اللبنانيين للمشاركة في هذا اليوم والتعرف على محميات لبنان عبر استخدام #وجه_لبنان_الجميل على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتُعد المحميات الطبيعية في لبنان مواقع غنية بالتنوع البيولوجي، حيث تضم حوالي 370 نوعًا من الطيور، أكثر من 2000 نوع من النباتات البرية، بالإضافة إلى العديد من الثدييات مثل الذئب والضبع.
وأبرز محميات لبنان الطبيعية هي: حرج إهدن، أرز تنورين، أرز الشوف، وادي الحجير، وغيرها.
في حين يُصنف عدد من المحميات اللبنانية كمحميات محيط حيوي من قبل منظمة “اليونسكو”، مثل محمية الشوف المحيط الحيوي وجبل موسى، مما يعزز من أهمية لبنان كوجهة سياحية بيئية فريدة.
مواضيع ذات صلة :
![]() في اليوم الوطني لمحميات لبنان: نشاطات مجانية.. “كي نبقى نتنفس” |