هدوء حذر على الحدود اللبنانية – السورية… والجيش اللبناني يعزّز مواقعه

يسود هدوء حذر في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا بعد ساعات من الاشتباكات العنيفة التي شهدتها المنطقة. ورغم توقف إطلاق النار بشكل جزئي، لا تزال الأوضاع متوترة وسط استنفار أمني وتعزيزات للجيش اللبناني. وكانت الحدود اللبنانية – السورية في البقاع قد شهدت معارك حامية بين مسلحين من العشائر اللبنانية والجيش السوري، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة لدى الطرفين.
وفي هذا السياق، أعلن الجيش اللبناني أن الاتصالات جارية بين قيادة الجيش اللبناني والسلطات السورية بهدف استعادة الهدوء وضبط الوضع في المنطقة الحدودية، وذلك من أجل تفادي تفاقم الأوضاع الأمنية وحماية المدنيين.
وأصدرت قيادة الجيش بيانًا جاء فيه: “إلحاقًا بالبيان السابق المتعلّق بتعرّض قرى وبلدات لبنانية حدودية للقصف من جهة الأراضي السورية، تعرّضت منطقة حوش السيد علي – الهرمل لقصف مركّز من الجانب السوري. وقد ردّت الوحدات العسكرية على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة، وتعمل على تعزيز تمركزها الدفاعي لوقف الاعتداءات على الأراضي اللبنانية. وتستمر الاتصالات بين قيادة الجيش والسلطات السورية لاستعادة الهدوء وضبط الوضع في المنطقة الحدودية”.
كما استقدم الجيش تعزيزات من الوحدات الخاصة إلى منطقة الهرمل عند الحدود اللبنانية السورية بعد استهداف عدد من مراكزه من جهة الأراضي السورية. كما ركّزت الوحدات العسكرية المنتشرة نيرانها على أهدافها ضمن قطاعات الرمي لوقف الاعتداءات على الأراضي اللبنانية، بحسب ما أفادت قيادة الجيش.
بدوره، أجرى وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى اتصالا بنظيره السوري مرهف ابو قصرة وبحث معه في التطورات الحاصلة على الحدود اللبنانية – السورية وجرى الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين على أن يستمر التواصل بين مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والمخابرات السورية للحؤول دون تدهور الأوضاع على الحدود بين البلدين تجنبا لسقوط ضحايا مدنيين ابرياء.
وفي آخر التطورات، كانت قد توسّعت الاشتباكات باتجاه المشرفة والصفاوي، وأفيد عن سقوط ضحية من عائلة الحاج حسن في حوش السيد علي.
واستقدم الجيش اللبناني تعزيزات إضافية، مع إعلان إدارة العمليات السورية عن “بدء قوات وزارة الدفاع السورية الدخول باتجاه نقاط تسيطر عليها الميليشيات اللبنانية حيث تعود تبعيّة هذه المناطق للأراضي السورية”.
كما أفادت قناة الـ”LBCI” بسقوط ضحيتيْن وعدد من الجرحى من سكان المنطقة الحدودية في بلدة الحوش.
فيما صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، بيان أعلن أن حصيلة تطورات اليومين الأخيرين على الحدود اللبنانية السورية أدّت إلى سقوط 7 مواطنين وإصابة 52 آخرين، وفق الآتي:
– سقط اليوم 6 ضحايا وأُصيب 42 شخصاً.
– سقطت ضحية أمس يبلغ من العمر 15 عاما وأُصيب 10 أشخاص من بينهم طفلة عمرها 4 سنوات.
وتدعو وزارة الصحة العامة كلّ المستشفيات لا سيما القريبة من مناطق الاعتداءات، إلى ضرورة استقبال جميع الجرحى بالسرعة القصوى مشيرة إلى تأمين العلاج على نفقة وزارة الصحة العامة.
وأفادت قناة “الحدث” بأن الجيش اللبناني ينقل سرايا جديدة من المجوقل إلى البقاع الشمالي.
وفي الوقت عينه، تتوالى التعزيزات العسكرية من الأمن العام السوري بشكل متسارع نحو ريف حمص الغربي، حيث تشمل هذه الإمدادات معدّات ثقيلة ومدرّعات تساهم في تعزيز القدرات القتالية.
وكان الجيش السوري قد أكمل تمشيط منطقة حوش السيد علي من “عناصر حزب الله”، حيث أعلنت القوات السورية لـ”الحدث” أنّها سيطرت بشكل كامل على المنطقة. وأضاف الجيش السوري أن منطقة حوش السيد علي باتت الآن تحت سيطرة قوات الدفاع السورية.
كما أشار إلى أنه تعامل مع “عناصر حزب الله ومهربي الكبتاغون، وأرغمهم على التراجع من المنطقة”.
وأوضح الجيش السوري أنّ “عناصر حزب الله” قامت بقصف التجمّعات السكانية القريبة من الحدود بشكل عشوائي، مما أدى إلى توتّر الأوضاع في المنطقة.
بدورها أكّدت وزارة الإعلام السورية أنّ الاشتباكات تدور مع حزب الله داخل سوريا ولا مشكلة مع بيروت.
مواضيع ذات صلة :
![]() اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين اللبناني والسوري | ![]() تفجير ذخائر غير منفجرة | ![]() الجيش: إجراء تمارين تدريبية في مناطق مختلفة |