رجي إلتقى نظيره السوري… وبحث في التطورات الحاصلة على الحدود

لبنان 17 آذار, 2025

بناء على توجيهات الرئيس اللبناني العماد جوزف عون، التقى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي في بروكسيل نظيره السوري أسعد الشيباني وبحثا التطورات الحاصلة على الحدود اللبنانية – السورية وجرى الاتفاق على متابعة الاتصالات بما يضمن سيادة الدولتين ويحول دون تدهور الأوضاع.

وأكد رجي أن “الشعب السوري يستحق أن يعود إلى دياره. كما يستحق لبنان فرصة للتعافي والنهوض”.

وشكر رجي في كلمة ألقاها في مؤتمر بروكسل لـ”الاتحاد الأوروبي استضافة هذه الدورة التاسعة من مؤتمر بروكسل حول سوريا”، وقال: “مثلكم، يأمل لبنان أن تكون هذه الدورة الأخيرة التي يتم عقدها في بروكسل، لا سيما أن كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي صرحوا أن الدورة المقبلة ستكون في دمشق، مما يشير إلى أن الظروف أصبحت أخيرا مناسبة لعودة اللاجئين. لأكثر من عقد، تحمل لبنان عبئا غير متناسب، إذ يشكل اللاجئون السوريون ما يقرب من ربع سكانه، مما تسبب بضغط على اقتصاده وبنيته التحتية وخدماته العامة”.

أضاف: “رغم تلك التحديات، بقينا ملتزمين بقيمنا الإنسانية. أما اليوم، فقد حان الوقت لاتباع نهج سريع ومتدرج ومنسق لمعالجة هذه الأزمة بطريقة تعكس المشهد الجيوسياسي المتغير في سوريا”.

وأردف: “لم يكن لبنان يوما، ولا هو اليوم، بلد لجوء أو ملجأ – لا بموجب القانون الدولي ولا وفقا لقوانيننا الوطنية. ومع ذلك، ورغم ذلك، فتح لبنان أبوابه واستقبل السوريين لأسباب إنسانية، متحملا عبئا يفوق طاقته بكثير. اليوم، لم يعد لاستمرار إقامة اللاجئين السوريين في لبنان مبررا قانونيا، حيث تغيرت الظروف التي قد تكون بررت إقامتهم سابقا. تبين الوقائع المتغيرة في سوريا أن النازحين السوريين في لبنان لم يعودوا فارين من الحرب أو من الاضطهاد، بل أصبحوا في الواقع مهاجرين اقتصاديين. ولنتفق جميعا على أنه لم يعد منطقيا تمويل المهاجرين الاقتصاديين في لبنان، فجوهر وضع اللاجئ مرتبط ارتباطا وثيقا بظروف النزوح. وعندما تتغير هذه الظروف، يجب أن يتغير التعاطي معها”.

واعتبر أن “رفع العقوبات عن القطاعات الرئيسية في سوريا أمر بالغ الأهمية للانتقال من مرحلة التعافي المبكر إلى إعادة الإعمار الشاملة”، وقال: “لقد حان الوقت لدعم السوريين داخل سوريا”.

وتابع: “قبل عشرة أيام، عبر آلاف السوريين إلى لبنان بعد الأحداث المأسوية على الساحل السوري. نحن واعون إلى الواقع في سوريا، لكن هذا لا يعني أنه علينا القبول باستبدال لاجئ بآخر، يجب أن نضمن أن يشعر جميع السوريين بالأمان في سوريا، وبالأمان لكي يعودوا إلى سوريا”.

وأردف: “الواقع في لبنان صعب للغاية أيضا، خصوصا بعد حرب السنة الماضية: قرى بأكملها لم تعد موجودة، وشريحة كاملة من شعبنا تشعر بالإهمال. يريد لبنان مداواة جراحه وإعادة بناء نفسه، وهذا يعني أيضا الابتعاد عن حروب الآخرين وعن المعاناة السورية التي طالت. يقدر لبنان بعمق دعم الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى شركائنا الدوليين، الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وكندا، واليابان، وأستراليا، والنرويج، وسويسرا، وكوريا الجنوبية، ودول الخليج العربي. لقد كان لدعمكم دور أساسي في مساعدة لبنان على تحمل عبء هذه المسؤولية الكبيرة”.

وقال: “إن عودة اللاجئين السوريين ليست ممكنة فحسب، بل هي باتت واجبة، إن إطالة أمد نزوحهم يخالف المنطق السياسي، ولا يؤدي إلا إلى استمرار وتعميق مأساتهم. تتطلب عودتهم أكثر من مجرد مساعدات إنسانية، هي تتطلّب تحولات سياسية حاسمة تؤدي إلى حلول دائمة، فليكن مؤتمر بروكسل التاسع هو اللحظة التي نتوقف فيها عن إدارة الأزمة ونبدأ بحلها، لأن أي شيء أقل من ذلك هو فشل سياسي وقصورمبدئي”.

وختم: “يستحق الشعب السوري أن يعود إلى دياره وأن يعيد بناء حياته. ويستحق لبنان فرصة للتعافي والنهوض، وأن يبقى كما نريده أن يكون، نموذجا فريدا للتعايش، نموذجا يحتذى في رسم مستقبل منطقتنا”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us