الرئيس عون في اليوم العالمي للفرنكوفونية: نحن لا نرتبط إلا بلبنان

لبنان 20 آذار, 2025

في اليوم العالمي للفرنكوفونية، ألقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كلمةً أمام الحضور، حيث تناول فيها عمق الانتماء إلى الفرنكوفونية وتعريفها. وقد استهل رئيس الجمهورية كلمته بتوجيه الشكر على الدعوة التي تلقاها لرعاية هذا اليوم، مشيراً إلى تساؤلين طرحهما عليه في البداية: “لماذا وبماذا نحتفل؟” و”ماذا يعني أن نكون فرنكوفونيين؟”، ليجيب على هذه التساؤلات من خلال تحليله لأبعاد هذه الهوية الثقافية.

وأكد الرئيس عون أن الفرنكوفونية ليست مجرد مسألة لغة، موضحاً أن الشعب اللبناني تنقل عبر التاريخ بين العديد من اللغات، بدءاً من اللغات الكنعانية والآرامية، وصولاً إلى اللغة العربية. كما أشار إلى أن الفرنكوفونية ليست بالضرورة مرتبطة بدولة أخرى، بل هي انتماء إلى ثقافة وحضارة وقيم إنسانية، قائلاً: “نحن لا نرتبط إلا بلبنان، ومنذ ذكره في الكتب المقدسة وحتى نهاية الكون.”

واعتبر رئيس الجمهورية أن أن تكون فرنكوفونياً يعني أن يكون الإنسان ملتزماً بالقيم الإنسانية السامية، كالعقلانية والجمال، ويعني أيضاً التزامه بمبادئ الحرية والمساواة والإخاء. كما أشار إلى أن الفرنكوفونية تتجاوز مجرد اللغة، لتشمل التفاعل مع كل الثقافات الإنسانية ومعاناة الشعوب، مؤكداً أن هذا الانتماء يشمل العديد من المفكرين والشعراء الذين أثروا الثقافة الإنسانية، مثل ليوبولد سنغور، وإيميه سيزير، وآسيا جبار، وناديا تويني، وغيرهم من الأعلام الذين يصعب حصرهم.

كما أشار رئيس الجمهورية إلى أنه إذا كانت الفرنكوفونية مرتبطة بالقيم الإنسانية العليا، فإنها ترتبط أيضاً بالالتزام بمبادئ سيادة الدولة وعدم تجزئتها، كما قال الفيلسوف الفرنسي جان بودين. وأكد عون أن الفرنكوفونية تعني أيضاً الالتزام بحقوق الشعوب واستقلالها، على غرار ما عبر عنه الفيلسوف مونتسكيو في “روح القوانين”. وأضاف قائلاً: “أن تكون فرنكوفونياً، يعني أن تكون مع حرية التفكير والتعبير، مثلما دعا إليها فولتير.”

وتابع الرئيس عون متحدثاً عن مفهوم الفرنكوفونية في السياق العربي، مشيراً إلى أنها تعني الالتزام بقضايا العرب وحقوقهم، كما عبر عن ذلك الرئيس الفرنسي شارل ديغول في عام 1967، حيث أكد أن لبنان كان وما زال جزءاً من نضال الشعوب العربية.

وختم رئيس الجمهورية كلمته بالإشارة إلى أن الفرنكوفونية بالنسبة للبنانيين تعني الإيمان بأن لبنان ليس مجرد بلد، بل هو “معبدٌ حيث الأرز أعمدة حية تسند سماءه”، كما عبّر الشاعر الفرنسي لامارتين.

وفي ختام كلمته، أكد الرئيس عون أن الأهم في هذه المناسبة هو أن نستمر في الحديث بلغة واحدة، وهي لغة المحبة والتسامح، التي تشمل الجميع وتكون أساساً لحوار إنساني عالمي. وأضاف قائلاً: “هذا هو جوهر الفرنكوفونية، ولهذا نحتفل اليوم.”

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us