تصعيد عسكري جنوبًا: غارات إسرائيلية مكثّفة و”الحزب” ينفي إطلاق الصواريخ
شهد جنوب لبنان اليوم تصعيدًا كبيرًا على خلفيّة إطلاقِ عددٍ من الصواريخ صباحًا باتجاه مستوطنة المطلّة شمال إسرائيل، ما أدى إلى توتّرٍ كبيرٍ على الحدود تزامن مع غارات إسرائيلية مكثّفة استهدفت قرى جنوب لبنان، حيث بلغت الغارات حوالي 20 غارة على المناطق الجنوبية.
وعلى الرَّغم من تصاعد الأحداث، لم تتبنَّ أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ حتى الآن، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
“الحزب” ينفي إطلاق الصواريخ
وفي هذا الإطار، نفى حزب الله “أي علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل”، مؤكدًا أن “ادّعاءات الجيش الإسرائيلي تأتي في سياق الذرائع لاستمرار اعتداءاته على لبنان والتي لم تتوقف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار”.
وجدد حزب الله “التأكيد على التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وأنه يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير على لبنان”.
التطورات الميدانية
وفي التطورات الميدانية، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، قرابة الثانية عشرة ظهرًا، أنّ “الجيش الإسرائيلي يُهاجم أهدافًا لحزب الله في جنوب لبنان”.
من ناحيتها، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي “انطلاق الموجة الأولى من الغارات الإسرائيلية على لبنان”، مشيرةً إلى أنّ “الردّ الإسرائيلي في هذه المرحلة يتركّز على مناطق جنوب لبنان والنبطية”.
إلى ذلك، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارةً استهدفت منطقة سكانية في بلدة تولين جنوب لبنان، حيث أفيد عن سقوط ضحيّتَين و10 جرحى، في حصيلة أولية، حسب الدفاع المدني في جنوب لبنان.
بدوره، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة أنّ مواطنيْن أصيبا بجروح في بلدة كفركلا نتيجة الاعمال العدوانية التي قام بها الجيش الإسرائيلي. وتمّ نقلهما إلى المستشفى للعلاج.
كما شنّ سلسلة غارات عنيفة على مرتفعات جبل الريحان وإقليم التفاح، إضافة إلى قصف على بصليا في منطقة جزين، وغارة أخرى على بركة الجبور في كفرحونة بمنطقة جزين، وأطراف بلدة عين قانا. وطاول القصف أيضًا بلدة بيت ليف.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدريْن أمنييْن تأكيدهما أنّ الرد الإسرائيلي على إطلاق النار من لبنان لم ينتهِ بعد وأن هناك هجمات أخرى سيتم تنفيذها خلال الساعات المقبلة.
في سياق متصل، أفادت القناة 12 الاسرائيلية بأن “رئيس مجلس مستوطنة المطلّة المحلي أعلن بدء إخلاء السكان عقب إطلاق الصواريخ من لبنان”.
من جهة أخرى، أكد الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي أن “اليونيفيل لا تزال تشعر بقلقٍ بالغٍ إزّاء التصاعد الممكن للعنف بعد رصْد إطلاق أربعة صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل، ما أسفر عن ردٍّ فوريّ من جانب الجيش الإسرائيلي”.
وحضّ “جميع الأطراف بشدّة على الامتناع عن اتخاذ أي خطوات قد تعرّض التقدم المحرَز للخطر، خصوصًا في ظلّ تهديد أرواح المدنيين والاستقرار الهشّ الذي شهدته المنطقة في الأشهر الأخيرة”.
وختم تيننتي: “إنّ أي تصعيد إضافي في هذا السياق المتقلب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة، إذ لا يزال الوضع هشًّا للغاية، ونشجع الطرفين على الوفاء بالتزاماتهما، في حين يواصل جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل أداء مهامّهم في جميع مواقعهم”.
مواضيع ذات صلة :
 الاستراتيجية الدفاعية.. عود على بدء |  بعد التصعيد الأخير: لا نية الرّد لدى “الحزب” ورسائل دبلوماسية ضمن أهداف إسرائيلية |  رعد يؤكد التزام “الحزب” بوقف إطلاق النار ويحذر من “سكرات السلطة المؤقتة” |
