التصعيد الجنوبي: بين تهديدات إسرائيلية وتحذيرات دولية وسعي نحو استقرار لبنان!

تصدر المشهد الجنوبي واجهة الأحداث مجددًا، محركًا الذكريات المؤلمة التي عاشها اللبنانيون في الأشهر الماضية، التي شهدت توترات غير مسبوقة وتهديدات مستمرة. فقد أعاد هذا التصعيد إلى الأذهان مشاهد الأيام السوداء التي سبقت إعلان وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان، حيث عايش المواطنون قسوة الظروف الصعبة وتداعيات النزاع. في هذا السياق، يبرز التزام لبنان بتنفيذ القرار 1701، وسط قلق دولي وتحذيرات من التداعيات الخطيرة لهذا التصعيد.
وأمس أطلق رئيس مجلس النواب، نبيه بري، سلسلة مواقف أكد فيها أن “لدى إسرائيل نية لاستدراجنا للدخول في مفاوضات سياسية وصولاً لتطبيع العلاقة بين البلدين، لكننا لسنا في هذا الوارد”.
وقال لـ”الشرق الأوسط”: “الجيش اللبناني هو الآن على جاهزية لاستكمال انتشاره في جنوب الليطاني، لكن المشكلة تكمن برفض إسرائيل الانسحاب من عدد من النقاط، وهذا ما حال دون انتشاره حتى الحدود الدولية بمؤازرة اليونيفيل”.
وتابع بري: “حزب الله” يلتزم بالاتفاق، ولم يعرقل تنفيذه، وانسحب من جنوب الليطاني، ولم يطلق رصاصة منذ 6 أشهر، و”الحزب يمتنع عن الرد على الخروق الإسرائيلية لوقف النار، ويتّبع سياسة ضبط النفس، ويقف خلف الدولة اللبنانية لتطبيق الاتفاق بتثبيت وقف النار”.
فرنسا قلقة
وفي تعليقها على تجدد القصف الإسرائيلي على لبنان أعربت الخارجية الفرنسية عن قلها الشديد إزاء تجدد التوترات في جنوب لبنان، محذرة من التداعيات الخطيرة لهذا التصعيد. وفي بيان رسمي أدانت فرنسا اطلاق الصواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل، ودعت اسرائيل الى ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد.
وأكدت الخارجية الفرنسية على أهمية عدم المساس بالتقدم الكبير الذي تم تحقيقه في الأشهر الماضية لضمان الأمن على جانبي الخط الأزرق.
الى ذلك أعلن مساعد وزير الخارجية السابق ديفيد شينكر ان إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترمب تعتقد أن الجيش اللبناني قام بخطوات مهمة لتطبيق القرار 1701 وهي الآن تركز على احراز تقدم في مفاوضات ترسيم الحدود اللبنانية الاسرائيلية من دون ان يؤدي ذلك الى التطبيع بين البلدين. لافتاً الى وجود 12 نقطة متنازع عليها على طول الحدود لكن مساحة الاراضي المعنية صغيرة نسبياً ولا ينبغي أن يكون ذلك صعباً نظراُ لان الحكومة اللبنانية الحالية لم تعد خاضعة لحزب الله.
ورأى بأن الجزء الأكثر إثارة للجدل بشأن الحدود هو مزارع شبعا التي يفترض ان يكون حلها اصبح سهلاً بعد سقوط نظام بشار الأسد.