حفاوة سعودية لافتة.. عودة الاهتمام والدعم السعودي للبنان وتأكيد لبناني على المُضي في الإصلاحات

بعد زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى المملكة العربية السعودية وتوقيع الاتفاق اللبناني – السوري لترسيم الحدود الشمالية اللبنانية برعاية سعودية، تأتي زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى السعودية للتأكيد على عودة الاهتمام السعودي بلبنان ودعمه على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
حيث شكلت زيارة رئيس الحكومة إلى السعودية وأداؤه صلاة العيد إلى جانب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ولقاؤه به في الديوان الملكي بقصر الصفاء في مكة المكرمة الحدث السياسي الأبرز، خصوصاً مع تأكيد بن سلمان لسلام بأنّ السعودية تقف دائماً إلى جانب لبنان، وهي حريصة على استعادة ازدهاره في المجالات المختلفة، وذلك من خلال إرساء الأمن والاستقرار وإجراء الإصلاحات الضرورية.
ومن جهته، أكد سلام على تعزيز الشراكة بين البلدين لا سيما في مجال الاتفاقيات بينهما، وهو ما يعطي انطباعًا بمستقبل واعد بين لبنان والسعودية بحسب ما لفتت مصادر مواكبة للزيارة والمحادثات التي تطرقت اليها، انطلاقاً من الحفاوة الظاهرة التي استقبل فيها سلام.
المصادر اعتبرت أن الحفاوة التي أظهرها بن سلمان لرئيس حكومة لبنان، كما الاستقبال المماثل الذي جرى مطلع هذا الشهر من قبله لرئيس الجمهورية جوزاف عون، جاء ليؤكد أنّ العلاقات بين لبنان والسعودية عادت الى طبيعتها.
وتوقعت المصادر أن تقف المملكة إلى جانب لبنان في كافة المجالات التي تساعد على تنفيذ خطة النهوض التي تنوي الحكومة اللبنانية اعتمادها بالتوازي مع تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
كما لاحظت المصادر المطّلعة أنّ الهجمة تصاعدت على نواف سلام بعد زيارة المملكة، والتي أتت بعد قوله إنّ “ثلاثية جيش وشعب ومقاومة أصبحت من الماضي”، سواء من قبل نواب “حزب الله” مباشرة، أو عبر أنصاره على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف الضغط على رئيس الحكومة والتشويش عليه.
أما عن مضمون الزيارة وكواليسها، تحدّثت مصادر السراي الحكومي لـ “نداء الوطن”، فقالت إنها لمست الحرص السعودي على لبنان، مع الدعوة للحفاظ على الدستور وتطبيق الطائف وتثبيت مسيرة الإصلاح التي بدأت مع انتخاب الرئيس عون وتشكيل حكومة سلام. وبحسب المصادر، فإن المملكة ترى أنّ لبنان يملك فرصة حقيقية للاستفادة من خطة الإصلاح التي يعمل عليها في حال طبّقها، وهذا ما سينقله إلى مرحلة الشراكة مع الدول العربية وخصوصاً المملكة العربية السعودية.
وخلال الزيارة التي تعتبر محطة تأسيسية جديدة للمرحلة المقبلة، كان هناك تشديد على مسألة بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وأن تكون هي صاحبة قرار الحرب والسلم، علماً أنّ تطبيق الإصلاحات وتحقيق الاستقرار الأمني، سيشكلان فاتحة لرفع الحظر عن عودة السعوديين إلى لبنان واستئناف عمليات التصدير من لبنان إلى المملكة.