جولة مفاوضات مع أورتاغوس.. وموقف لبناني موحد: الأولوية لتنفيذ الاتفاق

تتوجه الأنظار إلى بيروت حيث ستعقد جولة جديدة من المفاوضات بين المسؤولين اللبنانيين والمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس.
هذه المفاوضات ستبحث مجموعة من القضايا التي تواجه لبنان، أبرزها ملف سلاح حزب الله والوضع الاقتصادي، مع التأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين لبنان والولايات المتحدة.
وفي السياق، أشارت مصادر سياسية لـ”هنا لبنان” إلى أنّ الاتصالات تكثفت في الساعات الأخيرة بين الرئاسات للاتفاق على موقف رسمي موحد للإجابة على تساؤلات ومطالب أورتاغوس.
ولفتت المصادر إلى أنّ اللقاء الذي جمع الرئيس نواف سلام بالرئيس نبيه بري يأتي في هذا الإطار، وفي إطار التنسيق، حيث كرر الرئيس بري أنّ الإطار الرسمي للموقف اللبناني ينطلق من الثوابت الأساسية التي اتفق عليها الرؤساء في اللقاء الذي جمعهم على هامش إفطار بعبدا في شباط الماضي.
وأضافت المصادر أنّ أورتاغوس ستكرر على مسامع اللبنانيين ما قالته في مقابلاتها التلفزيونية، من ضرورة سحب سلاح حزب الله كأساس أولي ووحيد وشرط ضروري لإثبات التزام لبنان باتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أنّ أورتاغوس سوف تطرح في زيارتها هذه جدولاً زمنياً لإنهاء هذا الأمر.
وسيشرح الجانب اللبناني الإجراءات التي يقوم بها خصوصاً في منطقة جنوب الليطاني، ومن ضمنها السيطرة على مخازن أسلحة لحزب الله في الأيام الماضية.
وفي ما يتعلق بالطرح الأميركي لتفاوض مباشر مع إسرائيل، أشارت المصادر إلى أنّ الموقف الرسمي سيكون من خلال التمسك بعمل اللجنة الخماسية المشرفة على تنفيذ الاتفاق دون توسيعها أو تشكيل لجان تفاوض أخرى في المرحلة الحالية.
من جهتها، أفادت صحيفة “النهار” بأنّ زيارة أورتاغوس ستبحث في ملفات مهمة بالنسبة للبنان، أبرزها ملف سلاح حزب الله، وكذلك تعزيز التعاون بين البلدين في ملفات الأمن الإقليمي والاستقرار السياسي.
كما سيؤكد المسؤولون اللبنانيون على أهمية احترام سيادة لبنان واستقلال قراراته، مع السعي إلى التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة لتحقيق التقدم في الملفات المشتركة.
بدوره، كشف مصدر سياسي رفيع أنّ موقف لبنان الرسمي الذي ستتبلّغه نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من الرؤساء الثلاثة، أنّ الأولوية هي لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ووقف الاعتداءات والخروقات والانسحاب الإسرائيلي، أما تثبيت الحدود وحل النقاط العالقة فيتمّ التفاوض حولهما ضمن لجنة تقنية عسكرية على غرار ما حصل في الترسيم البحري.
وأكّد المصدر لـ”الجمهورية” ألا أحد يعلم بمضمون الرسالة التي تحملها الموفدة الأميركية، مستغرباً ما حُكي عن تحذيرات أميركية في حال عدم دخول لبنان في تفاوض سياسي مباشر مع إسرائيل، لأنّ هذا الأمر غير مطروح على الإطلاق ولم يفاتح به أحداً من المسؤولين في لبنان، بل اقتصر الأمر على ما قالته أورتاغوس عن فتح مسارات تفاوض دبلوماسية عبر لجان عسكرية مطعّمة بمفاوضين مدنيين وسياسيين.
وأشار المصدر إلى أنّه وعلى رغم ترقّب ما سيحصل بين إيران وإسرائيل وأميركا إلّا أنّ لبنان أبلغ رسالة واضحة عبر القنوات الدبلوماسية أنّه يرفض أن يكون مرتبطاً بالأحداث الدولية والتصعيد الإقليمي، ولن يدخل طرفاً مع أحد.
من جهة أخرى، ورد في صحيفة “اللواء” أنّ لبنان سيسعى خلال هذه الجولة من المفاوضات إلى التوصل إلى حلول بشأن قضية النزوح السوري، التي تُعد من القضايا الأكثر تعقيدًا في العلاقات اللبنانية-السورية.
التوجه اللبناني في المفاوضات
في هذه المفاوضات، يحرص لبنان على التأكيد على ثبات مواقفه في ما يخص السيادة الوطنية والقرار المستقل.
كما يتطلع المسؤولون اللبنانيون إلى علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية.
وفي الوقت ذاته، يعبّر لبنان عن رغبته في تحقيق تقدم في الملفات الأمنية الإقليمية من دون المساس بثوابت سياسته الدفاعية.
التحديات الإقليمية
يواجه لبنان العديد من التحديات الإقليمية المعقدة، خاصةً في ما يتعلق بالوضع في سوريا والعلاقات مع إسرائيل.
في هذا السياق، يحرص لبنان على استخدام المفاوضات مع أورتاغوس لتعزيز موقفه في هذه الملفات، بما يعزز استقراره الداخلي والخارجي.
مواضيع ذات صلة :
![]() هل ستغضب أورتاغوس؟ | ![]() بعد حديث أورتاغوس عن سلاح الحزب.. ترقّب على الساحة اللبنانية | ![]() أورتاغوس أمام الوزراء في السفارة الأميركية: مشاريعكم جيّدة ولكن ننتظر التطبيق |