الديبلوماسية الهادئة في مواجهة التحديات.. رسائل أميركية حاسمة على طاولة لبنان

حملت جولة الموفدة الأميركية، مورغان أورتاغوس، على المسؤولين في لبنان رسائل حاسمة تمحورت حول التطورات الراهنة في المنطقة، في وقت يشهد فيه لبنان تصعيدًا على الصعيدين الأمني والسياسي. وجاءت الزيارة في ظل توترات متزايدة بسبب الخروقات الإسرائيلية، إضافة إلى استمرار ظاهرة الاغتيالات التي تثير القلق على استقرار البلاد. كما تزامنت هذه الزيارة مع التغيرات الإقليمية التي تشهدها المنطقة، والضغوط الدولية التي يُواجهها لبنان، والتي تركز على حصر السلاح بيد الدولة وضمان الالتزام بالاستحقاقات السياسية والأمنية والاقتصادية، وسط تحديات معقدة تمر بها البلاد.
المعلومات الرسمية والأجواء التي رشحت عن هذه المحادثات، أكدت أن لقاءات اورتاغوس في بعبدا وعين التينة والسراي الحكومي كانت “جيدة وبنّاءة وإيجابية”. فقد وصف بيان رئاسة الجمهورية بأنّ الاجتماع بين الرئيس جوزاف عون والموفدة الاميركية والوفد المرافق والذي استمر ساعة وثلث الساعة وتخللته خلوة، “كان بنّاء”، فيما وصف الرئيس نبيه بري اللقاء معها بأنه “كان جيدا وبنّاء”، وتحدث بيان رئاسة الوزراء عن أجواء إيجابية وإشادة أورتاغوس بخطة الحكومة الإصلاحية.
وقد رأى مصدر سياسي بارز أن “الأهم في الزيارة الثانية لنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى بيروت كان اعتمادها “نيو لوك” سياسيًا مختلفًا عن زيارتها السابقة حين زارت قصر بعبدا وأطلقت مواقف حادة تبنت فيها بالكامل وجهة النظر الإسرائيلية، ما أثار حينذاك امتعاضًا واسعًا”.
وأشار عبر صحيفة “الأنباء الكويتية” إلى أن “التصريحات غابت اليوم، وحضرت الديبلوماسية الهادئة، ما عكس تفهمًا واضحًا للموقف اللبناني، لاسيما في ما يخص تنفيذ بنود ورقة الالتزامات الدولية في جنوب الليطاني. فقد قدم الجانب اللبناني شرحًا مفصلًا لما يقوم به الجيش اللبناني في هذه المنطقة، مشددًا على أن التزام لبنان الأمني لا يقل عن أي التزام دولي، مع التركيز على ضرورة احترام السيادة اللبنانية في مقابل أي خطوات مفروضة من الخارج”.
وفي السياق نفسه قال مصدر بارز لـ”الديار” أن أجواء المحادثات مع الموفدة الأميركية “جيدة ويبنى عليها في المرحلة المقبلة”، مشيراً إلى أنّ البحث تركز على تنفيذ اتفاق وقف النار والقرار 1701 بكل مندرجاته، وأنها سمعت موقفاً موحداً من الرؤساء الثلاثة بتأكيد التزام لبنان بالاتفاق والقرار المذكورين، مع التشديد على استكمال الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية ووقف خروقاته.
وحول الحديث الذي سبق الزيارة عن تهديدات وتهويل وتحديد مهل زمنية وتطبيع وغير ذلك، اكتفى المصدر بالقول “أنّ ما قيل أو نشر أو سرب لم يتطابق مع ما جرى خلال لقاءات الموفدة الأميركية مع المسؤولين اللبنانيين، وبالتالي هو مجرد تكهنات واجتهادات مسبقة”.
وأوضح المصدر “يمكن وصف أجواء الزيارة بأنها لا تعكس هذه التكهنات والتسريبات، وأنّ السيناريوهات التي جرى الحديث عنها عن تهديدات والتلويح بعودة الحرب هي في غير محلها، لكن هذا لا يعني أنّ الجيش الإسرائيلي سيوقف التصعيد إذا لم يواجه ضغوطاً جدية لوقف خروقاته”.
وخارج إطار المعلومات الرسمية، تفيد مصادر مطلعة لـ”الديار” أنّ الموفدة الأميركية لم تستخدم عبارات تهديدية مباشرة، وأنها استمعت إلى شروحات الرؤساء الثلاثة باهتمام حول كل القضايا والنقاط المطروحة، بما في ذلك مصير سلاح حزب الله وآلية مفاوضات تثبيت الحدود”.
واضافت المعلومات، وفق المصادر، أنّ المسؤولين اللبنانيين شددوا على أولوية استكمال الانسحاب الإسرائيلي ووقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية وإطلاق سراح الاسرى.