سلسلة لقاءات ومشاورات في بعبدا… والرئيس عون يؤكّد: “لا مكان لأي مجموعات مسلّحة”

في ظلّ التطورات السياسية المتسارعة والاستحقاقات الوطنية المرتقبة، شهد قصر بعبدا اليوم سلسلة لقاءات ومشاورات أجراها الرئيس جوزاف عون، في إطار سعيه إلى مقاربة الأوضاع الرّاهنة من مختلف جوانبها.
في التّفاصيل، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ظهر اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري وعرض معه للأوضاع العامة في البلاد وخصوصًا في الجنوب ونتائج زيارة نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس.
واستقبل الرئيس عون وفدًا من مجموعة العمل الأميركية لدعم لبنان – “ATFL” برئاسة إدوارد غابريال الذي تحدّث في مستهل اللقاء، فأشار إلى انّه سيعقد اجتماعات مع رئيس الحكومة القاضي نوّاف سلام وعدد من الوزراء والسياسيين وحاكم مصرف لبنان.
وفي تصريح لـ”هنا لبنان”، قال غابريال إنّ الاجتماع الذي عُقد مع الرئيس جوزاف عون كان “جيدًا جدًّا ومثمرًا، مشيرًا إلى أنّ البحث تناول ما يجري في الجنوب، وخصوصًا مسألة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، إضافة إلى الملف الاقتصادي والإصلاحات التي يعمل لبنان على تنفيذها”.
وأكد غابريال على ضرورة تطبيق الاتفاق بحرفيّته، بما في ذلك نزع سلاح “حزب الله” وكافة الميليشيات، وانسحاب إسرائيل، وتشكيل اللجان التفاوضية لحلّ النزاع القائم على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وأوضح أن تنفيذ الاتفاق بشكلٍ كاملٍ يتطلّب اتخاذ العديد من الخطوات، من بينها استكمال انتشار الجيش اللبناني على كامل أراضي الجنوب، مشيرًا إلى أن هذا الانتشار من شأنه أن يمهّد لانسحاب إسرائيل من النقاط التي لا تزال تتمركز فيها.
ولفت إلى أنّ النقاش جارٍ حاليًا حول موضوع ترسيم الحدود، من خلال تشكيل لجان ديبلوماسية وتقنية وعسكرية، موضحًا أنّه لم يتمّ التطرّق بعد إلى تفاصيل تشكيل هذه اللجان، لكنّ هناك العديد من الخيارات قيد الدرس على المستوى اللبناني، وأيضًا في ضوء الطروحات التي كانت قد تقدّمت بها الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس خلال زيارتها الأخيرة، مشدّدًا على أنّ العمل جارٍ بالتنسيق الكامل مع الإدارة الأميركية في هذا الشأن.
وأشار غابريال إلى وجود ترابطٍ وثيقٍ بين تطبيق القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار، موضحًا أنّ تأمين المساعدات الماليّة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي للبنان مرتبط بشكلٍ مباشرٍ بتنفيذ بنود الاتفاق، وعلى رأسها نزع سلاح “حزب الله” وباقي الميليشيات المنتشرة جنوب وشمال الليطاني وفي مختلف المناطق اللبنانية، معتبرًا أن المطلوب هو خطوات عملية واضحة على الأرض.
وختم بالتأكيد على وقوف الولايات المتحدة إلى جانب لبنان، مشدّدًا على دعم الجيش اللبناني والاقتصاد الوطني، ومحذّرًا من أن لبنان لا يملك الكثير من الوقت للمضي في هذه الخطوات، ولا سيما ما يتعلق بموضوع نزع السلاح، تمهيدًا للانسحاب الإسرائيلي وبدء التفاوض حول النقاط الحدودية المتنازع عليها مع إسرائيل.
وكان الرئيس عون قد رحب به شاكرًا دعمه، مؤكّدًا أنّ “الإصلاحات وسحب السلاح هما مطلبان لبنانيان كما هما مطلبان للمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية”، وقال: “نحن ملتزمون العمل من أجل تحقيقهما”.
واشار الرئيس عون إلى أنه وقّع قانون السرية المصرفية الأسبوع الماضي، وقد باشرت الحكومة مناقشة قرار هيكلة القطاع المصرفي نهار الجمعة الفائت ومن المقرّر أن تستكمل البحث فيه غدًا، وشدّد على أنّ “بناء الثقة هو خطوة بدأنا بها بالفعل”.
من جهةٍ أخرى، أكد رئيس الجمهورية “التزام لبنان بالقرار 1701 بشكل كامل”، مثنيًا على عمل “اليونيفيل” في قطاع جنوب الليطاني، مشيرا الى “الخروق الإٍسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار”. وكشف أنّه “بالنسبة للشمال من نهر الليطاني، فقد قمنا بالفعل بتفكيك ستة مخيمات كانت تحت سيطرة مجموعات فلسطينية خارج المخيّمات. والآن، أصبحت خالية وتمّت مصادرة أو تدمير الأسلحة الموجودة فيها”.
وأكّد الرئيس جوزاف عون أنّ “الأولوية هي لتخفيف حدّة التوتر في الجنوب”، مشيرًا إلى أن “الإرادة موجودة، وقوات اليونيفيل تقوم بعملها على أكمل وجه، لكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أنّها تتحمّل الكثير من المسؤوليات”. وشدّد على أن “لبنان بحاجة إلى الوقت والمساحة لحلّ الأمور برويّة”.
واعتبر أن “بقاء إسرائيل في النقاط الخمس التي احتلتها لا يخدم مصلحة لبنان، بل يعقّد الوضع أكثر، لذلك نطالب الولايات المتحدة بممارسة الضغط على إسرائيل للانسحاب منها”. ولفت إلى أن “الحكومة، قبل ثلاثة أسابيع، وافقت على تجنيد 4500 جندي لتعزيز الجهوزية العسكرية في الجنوب”.
وردًّا على سؤال حول رؤيته لسحب سلاح “حزب الله”، شدّد الرئيس عون على “أهمية اللجوء إلى الحوار”، وقال: “كما ذكرت في خطاب القسَم، لا مكان لأي أسلحة أو مجموعات مسلحة خارج إطار الدولة، فالمسائل تُحلّ بالتواصل والحوار. وفي نهاية المطاف، حزب الله هو مكوّن لبناني”.
وأضاف: “سنبدأ قريبًا العمل على صياغة استراتيجية الأمن الوطني، والتي ستنبثق عنها استراتيجية الدفاع الوطني”.
وأكد رئيس الجمهورية أنّ “الموقف اللبناني موحد، وجميعنا ملتزمون بالعمل نحو الهدف نفسه. قد نختلف في الآراء أحيانًا، وهذا أمر طبيعي ويشكل جوهر الديموقراطية. علينا أن نناقش ونتحاور، وفي النهاية هدفنا واحد”.
وفي ختام اللقاء، شكر الرئيس عون أعضاء مجموعة العمل الأميركية على جهودهم، وقال: “نحن نعتمد عليكم. حاولوا نقل الرسالة الصحيحة، وحاولوا فهم الوضع الداخلي في لبنان على حقيقته”.
وقدّم الوفد في نهاية اللقاء لوحةً للرئيس عون مستوحاة من التراث اللبناني والقرى التاريخية.
مواضيع ذات صلة :
![]() الرئيس عون: الإصلاحات وسحب السلاح هما مطلبان لبنانيان أيضاً | ![]() أورتاغوس “مسرورة” بالعودة إلى لبنان للقاء الرئيس عون | ![]() الرئيس عون بعد الغارة على الضاحية: إنذار خطير! |