نزع سلاح “الحزب” يعود إلى طاولة النقاش: ضغوط دولية ومفاوضات مشروطة

عاد ملف سلاح “حزب الله” إلى الواجهة في ظل تحركات داخلية وخارجية متسارعة، وضغوط دولية بقيادة الولايات المتحدة لفرض تنفيذ القرار 1701. وبينما أبدى الحزب استعداده لمناقشة مسألة السلاح ضمن استراتيجية دفاع وطني مشروطة بانسحاب “إسرائيل” من مناطق حدودية، أكدت مصادر سياسية أن محادثات مباشرة مع الحزب قد تكون أكثر جدوى من طاولات الحوار العامة.
في المقابل، تواصل الإدارة الأميركية، ضمن سياستها للضغط الأقصى على إيران، الدعوة لنزع سلاح الحزب، معتبرة أن الجيش اللبناني قادر على تنفيذ هذه المهمة.
في السياق، قال مسؤول كبير في “حزب الله” لوكالة “رويترز” إن الحزب مستعد لمناقشة مسألة سلاحه في سياق استراتيجية دفاع وطني، لكنه ربط هذا الاستعداد بانسحاب “إسرائيل” من النقاط الخمس التي تتمركز فيها في جنوب لبنان.
وبحسب مصادر سياسية لبنانية، فإن الرئيس جوزاف عون ينوي بدء محادثات مباشرة مع “حزب الله” حول مسألة حصرية السلاح. واعتبرت المصادر أنّ الحوار المباشر يبقى أكثر فاعلية من إحالته إلى طاولة حوار عامة، خاصة في ظل فشل الدعوات السابقة في تحقيق أي تقدم ملموس.
من جهتها، صرحت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، بأن الجيش اللبناني قادر على تنفيذ مهمة نزع سلاح “حزب الله”، معتبرة أن القرار 1701 ينص بوضوح على هذه المهمة. وأكدت أن هذا الموضوع يشكّل جزءاً من سياسة “الضغط الأقصى” التي تنتهجها إدارة ترامب تجاه إيران.
وفي تصريحاتها لقناة “سكاي نيوز عربية”، قالت أورتاغوس إن على لبنان أن يلتزم بوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن هناك “فرصة ذهبية” أمام لبنان للخروج من أزمته، شريطة رفض أي دور لإيران وحلفائها، مؤكدة أن لصبر الإدارة الأميركية حدود.
في المقابل، نقلت مصادر لبنانية مطلعة لـ”الديار” أن بيروت التزمت فعلياً ببنود القرار 1701، من خلال نشر 7000 جندي في الجنوب لبسط سيطرة الدولة، الأمر الذي دفع أورتاغوس إلى التراجع عن اتهام الجيش بالتقصير. كما أشارت المصادر إلى خطوات إصلاحية اتخذتها الحكومة الجديدة، بينها التعيينات الأمنية والقضائية، واستعدادها لاستكمال التشكيلات الدبلوماسية.
أما في ما يتعلق بمسألة التفاوض مع “إسرائيل”، فقد أوضحت المصادر أن لبنان مستمر في التفاوض غير المباشر، وأن مشاركة مدنيين أو دبلوماسيين ليست مطروحة، لتفادي أي مظهر من مظاهر التطبيع. واعتبرت المصادر أنّ الموقف اللبناني أكثر واقعية، خاصة في ظل الغموض الذي يلف مستقبل العلاقات الأميركية-الإيرانية.
وأشارت إلى أن مسألة نزع سلاح “حزب الله” والفصائل الفلسطينية داخل المخيمات وغيرها من المجموعات المسلحة، لن تُبحث بجدية إلا بعد تبلور نتائج المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، والتي من المزمع أن تبدأ قريباً في سلطنة عمان.
وشددت المصادر على ضرورة التمييز بين السلام والتطبيع، موضحة أن اتفاقيات كاتفاق ترسيم الحدود البحرية لا تعني وجود علاقات طبيعية بين لبنان و”إسرائيل”، في حين أن التطبيع يتطلب خطوات سياسية وديبلوماسية لا تزال غير واردة في الوقت الراهن، نظراً لحساسية الموقف اللبناني الداخلي.
مواضيع ذات صلة :
![]() “خط أحمر”.. إسرائيل ترفض إنشاء قواعد تركية في سوريا وتحمّل المسؤولية للشرع! | ![]() إسرائيل: مصرون على نزع سلاح “الحزب” بالكامل | ![]() مصدر أمني إسرائيلي: إسرائيل لن تبقى إلى الأبد في لبنان |