“حكمة” الرئيس عون تسعى لإنقاذ لبنان… فهل يستجيب الحزب للحوار؟

يشهد الملف اللبناني الداخلي حراكًا متسارعًا في ضوء التحركات الديبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران، والتي بدأت تترك بصماتها على ساحة تتشابك فيها الأزمات السياسية والأمنية.
وفي مقدمة هذه الملفات، يبرز موضوع سلاح “حزب الله” كأحد أكثر القضايا إلحاحًا، مع تصاعد الضغوط الدولية.
في هذا السياق، توقفت صحيفة “نداء الوطن”، عند اللقاء الذي جمع بين البطريرك الراعي ورئيس الحكومة نوّاف سلام، حيث كان ملف السلاح محور النقاش.
وقد أكد سلام التزامه باتفاق الطائف، والقرار 1701، واتفاق الهدنة، مشددًا على أن الحكومة لن تتراجع عن حسم هذا الملف. وأوضح أن التشاور مستمر مع الرئيس عون لمعالجة موضوع السلاح، وأن جدول الأعمال الحكومي سيتضمّن قريبًا بنودًا تتعلق ببسط سلطة الدولة وحصرية السلاح.
وأشار سلام إلى أن كلّ الوزراء ملتزمون بالدستور والبيان الوزاري، على الرغم من اختلاف طريقة التعبير، مؤكدًا أن السلاح والحرب من صلاحيات الدولة فقط. ونفى أن يكون قد تلقى تهديدات من أي جهة، بمن فيها الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، حول عودة الحرب في حال لم يوضع جدول زمني لسحب السلاح.
في المقابل، أشارت “النهار” إلى أن رئيس الحكومة نواف سلام، خلال زيارته بكركي، صرّح بأن الحكومة تقترب من إدراج بند “بسط سلطة الدولة” على جدول أعمال مجلس الوزراء، مؤكدًا أن هذا الملف لا يقتصر على جنوب الليطاني بل يشمل كامل الأراضي اللبنانية.
ولفتت الأوساط المتابعة لـ”النهار” إلى أن الرئيس جوزاف عون وضع تصوّرًا عمليًا لإطلاق الحوار مع “حزب الله” حول ملف السلاح، وسط ضغوط داخلية وخارجية تحثّ الحكومة على الإسراع في تنفيذ مطلب حصرية السلاح بيد الدولة.
وأفادت صحيفة “اللواء” بأنّ رئيس الجمهورية يجري مشاورات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ويتواصل بشكل غير مباشر مع “حزب الله”، تمهيدًا لإطلاق حوار وطني حول استراتيجية الدفاع الوطنية، بهدف التوصل إلى توافق وطني حول حماية لبنان.
واعتبرت مصادر “الديار” أنّ الرئيس عون يتصرف بحكمة عالية نظرًا لحساسية الملف، وأنه جاء إلى الرئاسة لحماية لبنان لا لتفجيره.
إلى ذلك، رأت “النهار” أنّ عامليْن لا يمكن تجاهلهما: أولًا، التحذيرات الدولية للبنان في حال لم يُظهر جدية في نزع السلاح، وثانيًا، التصعيد الإسرائيلي الأخير الذي بلغ حدّ التهديد بمنطقة الشويفات، في مؤشر إلى احتمال جولة تصعيدية جديدة على أبواب الصيف.