تسليم سلاح “الحزب” على طاولة الحكومة: خطوات مرتقبة نحو بسط سلطة الدولة

تشكّل قضية سلاح حزب الله محورًا رئيسيًا في النقاشات السياسية اللبنانية، حيث تتباين المواقف بين مختلف القوى والأطراف. كما تدعو معظم الجهات السياسية إلى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، معتبرة أن وجود أسلحة خارج إطار الشرعية يخلّ بالسيادة الوطنية ويعقّد بناء الدولة.
إلى ذلك، قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، لـ”سكاي نيوز عربية”: “إنّ الجيش اللبناني قادر على تنفيذ مهمّة نزع سلاح “حزب الله”. وأعربت عن أملها أن يلتزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وقالت: “هناك فرصة ذهبيّة للبنان للخروج من أزمته… والطريقة الوحيدة لذلك هي رفض أي دور لإيران وحلفائها”.
وكان رئيس الحكومة نواف سلام قد اكّد بعد زيارته البطريرك الماروني مار بشارة الراعي أمس، أنّ “حصر السلاح وبسط سلطة الدولة بقوتها الذاتية على كامل أراضيها سيُطرحان قريبًا على طاولة مجلس الوزارء”، مشيرًا إلى أنّ “النقاط الخمس التي لم تنسحب منها إسرائيل لا قيمة لها وعليها الانسحاب منها بأسرع وقت، وهذا ما أكّدناه لاورتاغوس”. ولفت إلى انّه “إذا ما أردنا الوصول إلى نتيجة يريدها الجميع في شأن تحقيقات انفجار المرفأ فعلينا رفع اليد عن القضاء”.
وكشفت أوساط لـ”النهار” أن كلام رئيس الحكومة نواف سلام أمس من بكركي عن اقتراب إدراج موضوع بسط سلطة الدولة على جدول أعمال مجلس الوزراء شكّل إعلانًا إضافيًا لتأكيد الجدية الحاسمة التي تتعامل معها الحكومة مع هذا الاستحقاق الذي لم يعد ينحصر تنفيذه في جنوب الليطاني بل يتسع لكل لبنان.
وفي معلومات هذه الأوساط أن رئيس الجمهورية جوزاف عون قد وضع فعلًا التصوّر التنفيذي والعملي لإطلاق حوار في أسرع وقت مع “حزب الله” حول ملف السلاح وسط المعطيات الداخلية والخارجية الضاغطة بقوة لدفع الحكم والحكومة إلى الشروع تنفيذيًا في الاستجابة لهذا المطلب المسلّم به من كل الاتجاهات. ولفتت إلى أن موقف الحزب من هذا الحوار يبدو مرنًا بما يتعين معه انتظار تطور جدي في وقت قريب.
في سياق آخر متصل بملف السلاح، قام وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني بجولة على مرفأ بيروت، نافيًا عبرها المزاعم عن عودة تحكّم “حزب الله” بالمرفأ، وأعلن أنّ العمل في المرفأ سيجري “بنفس القوّة التي عملنا فيها في المطار”، كاشفًا عن اجتماع عقده مع الأجهزة الأمنية العاملة في المرفأ، ومؤكدًا أنّ “الأمن هنا ممسوك بيد من حديد”. وردًّا على ما صدر من تشكيك في قدرة تشغيل المرفأ، قال رسامني: “لن نسمح لأحد أن يشكّك، ولن نسمح بالكلام الذي صدر أمس. وإذا في شي، اعطونا أي دليل”.
بدوره، رأى وزير الصناعة جو عيسى الخوري أن زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان أظهرت مواقف صارمة وصريحة، مؤكدًا أنه يجب أخذ المهل التي تحدثت عنها على محمل الجد.
وفي حديثه عبر قناة “العربية” ضمن برنامج “خارج الصندوق”، اعتبر الخوري أن السلاح الفلسطيني وكذلك سلاح “حزب الله” لم يعد لهما دور في لبنان، مشيرًا إلى أن وظيفة السلاح الثقيل قد انتهت.
وأكد الخوري أن “حزب الله” يجب أن يعترف بالوقائع الجديدة في لبنان والمنطقة، مشددًا على أن هناك تغيرات أساسية تشمل إعلان إيران انسحابها العسكري من اليمن، وبداية حلقة الاغتيالات التي تشبه تلك التي طالت قيادات “حزب الله”، بالإضافة إلى إعلان بعض الفصائل الإسلامية في العراق تسليم سلاحها.
كما أشار إلى المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، وتأكيد السفارة الأميركية في بيروت بعد زيارة أورتاغوس على ضرورة إزالة أي سلاح غير شرعي من لبنان.
من ناحيته، أكد النائب الياس حنكش أن اتفاق وقف إطلاق النار واضح والرئيس نبيه بري شارك في صياغته ووزراء حزب الله في الحكومة وقعوا عليه وبالتالي الموضوع لا يحتاج لحوار.
وأضاف: “رئيس الجمهورية سيجد الاطار المناسب لسحب السلاح بدءًا من جنوب الليطاني ولكن الامر لا يحتاج لحوار إنما لتطبيق القرار، والحوار الذي طالب به رئيس الكتائب للمصارحة والمصالحة يجب أن يتزامن مع سحب السلاح الذي يجب أن يكون بالتنسيق بين الجيش وحزب الله لتطبيق القرار 1701”.
مواضيع ذات صلة :
![]() تيمور جنبلاط: على الحكومة متابعة الخطوات التي بدأها العهد | ![]() مرقص: قرار الحكومة الرد على مصادر النيران السورية حتى إسكاتها | ![]() البطاركة والمطارنة يدعون لتكاتف الحكومة ورئاسة الجمهورية لإنقاذ لبنان |