التهديدات والاستهدافات الإسرائيلية تتواصل.. لبنان رهينة بسط الدولة سيادتها على كل أراضيها

بُعيد وقت قصير من تهديدات وصلت إلى سكان في بلدة عيتا الشعب بضرورة الإخلاء، استهدفت مسيّرة إسرائيلية جرافة تعمل قُرب أحد المنازل المدمّرة مسبقاً، ثم شنّت غارة ثانية في المكان.
وقد تسبّبت الغارة بأضرار مادية فيما لم يُفَد عن وقوع إصابات.
في التفاصيل، تكثّفت في الساعات الأخيرة التهديدات الإسرائيلية المباشرة وغير المباشرة لسكان عدد من القرى الجنوبية بضرورة الإخلاء، قُبيل استهداف منازل أو أهداف محدّدة.
تزامناً، وردت رسائل نصية واتّصالات تبيّن أنّ مصدرها أفريقيا، إلى سكان منطقة السموقة، في بلدة جبشيت لجهة بلدة عبا، بالقُرب من المدرسة الرسمية، في قضاء النبطية، تُنذر السكان بإخلاء منازلهم.
وجاء في التهديد: “إلى المتواجدين في حي السموقة، حزب الله يستعمل بيوتكم لتخزين الذخيرة والصواريخ، لسلامتكم يُرجى الإخلاء فوراً… آخر إنذار”.
وعلى الرغم من الشكوك حول صحة التهديد، إلّا أنّ هذه الرسائل تسبّبت بحالات هلع بين السكان. كما جرى إخلاء المدرسة الرسمية في البلدة وإخراج الطلاب بعد ورود الإنذار.
وكانت أفادت معلومات بأنّ قوات “اليونيفيل” أبلغت المعنيين في بلدة عيتا الشعب بتهديد إسرائيلي بضرب هدف في البلدة من دون تحديده، وقد تم إبلاغ المتواجدين فيها لأخذ الحيطة والحذر.
إلّا أنّ الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تينينتي نفى هذه الأخبار، مشيراً أنّ “التقارير التي تحدّثت عن قيام قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل بإبلاغ الجيش اللبناني والطلب إلى الأهالي في عيتا الشعب وقرى أخرى في جنوب لبنان بإخلاء منازلهم غير صحيحة ولا أساس لها من الصحة”.
وأضاف تينينتي: “هذا وتواصل اليونيفيل العمل دعماً للقوات المسلّحة اللبنانية أثناء إعادة انتشارها في جميع أنحاء جنوب لبنان”.
وفي سياق الاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة، استهدفت القوات الإسرائيلية المتمركزة في قرية الغجر سيارة عند أطراف الوزاني بالرصاص من دون وقوع إصابات.
على صعيد متصل، علّق مصدر أمني إسرائيلي على قضية احتلال إسرائيل لخمس نقاط في جنوب لبنان بالقول: “لن نبقى إلى الأبد في لبنان ولا أطماع لدينا هناك”.
وأضاف المصدر الإسرائيلي لقناة “سكاي نيوز عربية”: “سننسحب من لبنان عندما نرى الدولة اللبنانية تفرض سيادتها على كل أراضيها”.
إلى ذلك، اعتبر المصدر الأمني الإسرائيلي أنّ “الجيش اللبناني جدّي في مهمته لبسط سيطرة الدولة لكنه يستطيع القيام بأكثر مما يقوم به الآن”، مضيفاً: “نرصد محاولات لحزب الله لإعادة بناء قدراته ونقاط مراقبة في قرى جنوبي لبنان، وسنتحرّك ضدّها عندما لا يتحرّك الجيش اللبناني”.
وهذه المسألة محور جدل ونقاش في الداخل اللبناني، إذ تؤكد الدولة اللبنانية على أهمية الانسحاب الإسرائيلي منها، وفق تصريح لرئيس الحكومة نواف سلام الذي قال: “النقاط الخمس المحتلة من قبل إسرائيل لا قيمة لها وعليها الانسحاب منها بأسرع وقت وهذا ما أكدناه لمساعدة موفد الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس”.