مفاوضات عُمان على وقع الانتظار اللبناني والإقليمي: هل يحمل الحوار انفراجًا أم تصعيدًا؟

مع اقتراب موعد جلسات الحوار الأميركية – الإيرانية، تتجه الأنظار إلى ما قد تحمله من مخرجات، قد تفتح أبواب تسوية شاملة أو تكرّس واقعًا أكثر تعقيدًا. فلبنان، كغيره من ساحات النفوذ الإيراني، يترقّب بصمت ما إذا كانت مفاوضات مسقط ستُفضي إلى تحوّلات ملموسة في الملفات الحسّاسة، وعلى رأسها الملف النووي الإيراني وبرنامج الصواريخ، مرورًا بأدوار الفصائل المتحالفة مع طهران، ومنها “حزب الله”.
وسط هذا المشهد، تتباين المواقف داخل إيران بين متفائل بإمكان الوصول إلى تفاهم عقلاني، ومحذّر من الوقوع مجدّدًا في فخّ الوعود الأميركية، فيما تبقى المخاوف من التصعيد حاضرة، والتداعيات المحتملة على لبنان رهن ما ستؤول إليه طاولة الحوار في الخليج.
وفي هذا السياق، تترقّب الأوساط السياسية اللبنانية، كما الإقليمية، “ما ستنتهي إليه جلسات الحوار الأميركية – الإيرانية في عُمان غدًا السبت لتبني على الشيء مقتضاه”، خاصةً أن الأجواء الإيرانية منقسمة بين مؤيدٍ وداعمٍ للمفاوضات وبين محذّر من “ملء يد إدارة دونالد ترامب بالوعود”، حيث أكد مسؤولون أميركيون عزم الرئيس الأميركي إبرام صفقة مع إيران، تؤدّي إلى تفكيك برنامجها النووي من الأساس، على غرار ما حصل في ليبيا عام 2003.
فيما نقلت وكالة “إرنا” الرّسمية عن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، النائب ابراهيم عزيزي، أنّ “طهران تسعى عبر مفاوضات غير مباشرة لضمان حقوقها المشروعة، وفقًا لمصالح الشعب والمبادئ المرسومة، وأنّها لن تقبل بالمفاوضات تحت التهديد والضغوط”.
إلّا أنّ وزير الخارجية الإيراني السابق علي أكبر صالحي، أعرب عن تفاؤله بشأن المسار التفاوضي، وقال: “الظروف الدولية والإقليمية هي التي تجعل من المستحيل تجاوز هذه التحدّيات إلّا عبر الطرق السلمية والعقلانية”. وأوضح صالحي الذي ترأس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية خلال المفاوضات النووية السابقة: “إذا حدث تصادم في المنطقة، فإنّ نتائجه ستكون غير قابلة للتنبؤ، وستترتّب عليها آثار مؤسفة للغاية”.
وكان خامنئي قد عارض قبل نحو شهرين التفاوض مع الولايات المتحدة، وقلّل من تأثيره في حل مشكلات البلاد. وقال إنّ التفاوض مع الولايات المتحدة “ليس ذكيًا ولا مشرفًا ولا حكيمًا”.
من جهته، أكد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي عن المفاوضات الأميركية – الإيرانية وانعكاسها على لبنان، أنّه “من غير الواضح بعد إلى أين يمكن أن تصل هذه المفاوضات”.
وأضاف: “ما نعرفه أنّها تشمل البرنامج النووي، والصواريخ الباليستية، والتنظيمات العسكرية التابعة لإيران وبينها حزب الله، وأنّه إذا لم يجرِ التوصّل إلى تفاهم بين الطرفين، فإنّ كل الخيارات مطروحة على الطاولة”، مستبعدًا أن “يشمل أي اتفاق، طلبًا إيرانيًا من حزب الله تسليم سلاحه”.