50 عاماً على الحرب الأهلية.. ذكرى أليمة محفورة في أذهان اللبنانيين

لبنان 13 نيسان, 2025

الحرب الأهلية اللبنانية هي حرب داخلية طاحنة، استمرت 15 عاماً وبلغت خسائرها البشرية نحو 150 ألف قتيل. وُصفت بأنها “حرب الآخرين على أرض لبنان”، وانتهت بوضع ركائز النظام السياسي اللبناني الحالي، وبتسويات إقليمية.

أسبابها
لم تندلع الحرب الأهلية اللبنانية فجأة وإنما سبقتها أزمات بنيوية وأسباب متصلة بموقع لبنان الإقليمي وتحوله إلى ساحة صراع.

ويُمكن إيجاز هذه الأسباب في وجود عوامل اقتصادية اجتماعية طبقية ناتجة عن انتشار الفقر والعوز، وعوامل سياسية طائفية يجسدها انقسام بين مطالب المسلمين والمسيحيين، وعوامل خارجية محورها قضية المقاومة الفلسطينية والكفاح المسلح وخطر التوطين.

القصة الكاملة
اندلعت الشرارة الحقيقية للحرب يوم 13 نيسان 1975 عندما قام مجهولون في حادث غامض، بإطلاق نار أودى بحياة عنصرين من حزب “الكتائب” في عين الرمانة بضواحي بيروت، كان أحدهما يعمل مرافقاً لرئيس الحزب بيار جميل.

ورداً على ذلك، قامت عناصر حزب الكتائب بإطلاق النار على حافلة كانت تقل فلسطينيين أثناء عودتهم إلى مخيم تل الزعتر من مهرجان سياسي في مخيم شاتيلا غربي بيروت، أقامته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، ما أدى إلى مقتل 27 فلسطينياً من ركاب الحافلة.

ومع انتشار هذا الخبر الذي عُرف بـ”حادثة البوسطة”، اندلعت الاشتباكات بين الميليشيات الفلسطينية والكتائب في أنحاء المدينة.

أدت هذه الحادثة إلى هجرة جماعية للمسلمين والمسيحيين.

وانقسمت بيروت إلى منطقتين عرفتا بـ”المنطقة الشرقية” وأغلب سكانها مسيحيون لكنها محاطة بمخيمات الفلسطينيين، و”المنطقة الغربية” التي كانت مختلطة لكن أكثرية أهلها مسلمون، وسُمي الخط الفاصل بين المنطقتين “الخط الأخضر”.

في 23 أيار 1989 عُقد مؤتمر قمة عربي غير عادي في مدينة الدار البيضاء بالمغرب، وكان من أبرز نتائجه تشكيل لجنة ثلاثية (المغرب والسعودية والجزائر) دعت إلى عقد مؤتمر بمدينة الطائف السعودية لإعداد ومناقشة وثيقة الوفاق الوطني اللبناني في بحضور 62 نائباً لبنانيا يُمثلون الأحزاب الرئيسية المُتقاتلة: حركة أمل، والحزب التقدّمي الاشتراكي، والقوات اللبنانية، وحزب الكتائب.

عقد المؤتمر في 30 أيلول بحضور 62 نائباً لبنانياً يُمثلون الأحزاب الرئيسية المُتقاتلة: حركة أمل، والحزب التقدّمي الاشتراكي، والقوات اللبنانية، وحزب الكتائب.

ووقّع المجتمعون على وثيقة اتفاق الطائف التي أنهت الحرب الأهلية اللبنانية.

نتائجها
من أخطر النتائج التي ترتبت عن الحرب الأهلية التهجير والفرز الديني والمناطقي.

وقد قدر عدد ضحاياها بـ١٥٠ ألف قتيل و٣٠٠ ألف جريح ومعوق، و١٧ ألف مفقود.

وهجّر بسببها أكثر من مليون نسمة في بلد كان عدد سكانه ثلاثة ملايين، ونزح نحو 600 ألف شخص من 189 بلدة وقرية مسيحية وإسلامية، أي ما يعادل 21.8% من مجموع السكان.

كما قدرت خسائر الحرب المباشرة التي أصابت رأس المال الإنشائي والتجهيزي في القطاعين العام والخاص بنحو 25 مليار دولار أميركي.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us