إحياءً للذكرى الـ50.. فعاليات ودعوات للوقوف دقيقة صمت حداداً على ضحايا الحرب الأهلية

لبنان 12 نيسان, 2025

الذكرى الـ50 للحرب الأهلية اللبنانية هذه السنة لها وقعٌ مختلف على اللبنانيين، إذ يتحرر لبنان رويداً رويداً من وطأة السلاح غير الشرعي وفائض القوة السياسية التي لطالما هددت سلمه الأهلي ووحدة أبنائه وعيشهم المشترك.

وفي السياق، افتتح رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام ووزير الثقافة غسان سلامة معرض صور في ذكرى الحرب الأهلية تحت عنوان “خمسون في خمسين”، في مقر المكتبة الوطنية – الصنائع، بحضور عدد من الوزراء والنواب والهيئات الديبلوماسية والسياسية والاجتماعية.

ويضم المعرض صوراً عن الحرب الأهلية من مجموعة “النهار” الإعلامية و”لوريان لوجور” والمصور دون ماكولن ودوريات من أرشيف المكتبة الوطنية لعدد من المصورين.

وقد تم تكريم مصورين ساهموا في توثيق الحرب.

على صعيد متصل، أعلنت إدارة متحف نابو في بيان أنها قد قررت حفظ بوسطة عين الرمانة في حديقة متحف نابو بدءاً من غد السبت 12 نيسان/أبريل كي “تكون الحرب عبرة وتحفيزا لكتابة تاريخ حرب لبنان”.

وجاء في البيان: “تاريخنا لم يكتب بشكل واقعي موثق، وظروف مأساة هذه البوسطة لم تكتب أيضاً”.

وختم المتحف بتأكيد حرصه على تنقية الذاكرة وتنمية الذاكرة الاجتماعية كي “نسامح ونتصالح”.

وبدورها أحيت نقابة المحامين في بيروت الذكرى الخمسين لإندلاع الحرب الأهلية في لبنان، “تخليداً لذكرى ضحايا الحرب وشهداء الواجب”.

وقد نُظّمت بالمناسبة مسيرة للمحامين بثوب المحاماة انطلقت من قصر العدل وصولاً إلى ساحة المتحف شارك فيها، إلى جانب النقيب فادي مصري، نقيب المحامين في طرابلس سامي الحسن والنقباء السابقون أنطوان قليموس وسليم الأسطا وبطرس ضومط وأعضاء من المجلسين والنائب نديم الجميل.

بعد ذلك، وضع النقيبان مصري والحسن إكليل غار باسم محامي لبنان على ضريح الجندي المجهول.

على الصعيد نفسه، أصدر رئيس الحكومة نواف سلام، تعميماً حمل الرّقم 15/2025 إلى “جميع اللّبنانيّات واللّبنانيّين”، جاء فيه: “بمناسبة الذّكرى الخمسين لاندلاع الحرب في لبنان، وإحياءً في الذّاكرة الجماعيّة لما مرَّ به لبنان من ألم ودمار ومآسٍ نتيجة حرب دمويّة على أراضيه وما خلّفته من ضحايا ودمار وانقسام، واسترجاعاً لدروس يجب ألّا تُنسى علَّ الذّكرى تكون سدّاً منيعاً يحول من دون تكرار المأساة الّتي عرفتها بلادنا، ولكي تكون هذه الذّكرى لحظةً للتَّفكير بعبر الماضي وحافزاً إلى غدٍ أفضل، أدعو جميع اللّبنانيّات واللّبنانيّين، إلى دقيقة صمت وطنيّة جامعة وشاملة وذلك يوم الأحد 13 نيسان/ أبريل 2025، في تمام السّاعة الثّانية عشرة ظهراً، تتوقّف فيها الحركة في كلّ مكان، تحت شعار: منتذكّر سوا لنَبني سوا”.

ودعت وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي المدارس إلى تخصيص حصص توعوية ونقاشية وأنشطة مختلفة في الذكرى الخمسين للحرب اللبنانية.

وتابعت في بيان: “من هنا أدعو كوزيرة للتربية والتعليم العالي كل المدارس والثانويات والمعاهد المهنية والجامعات الخاصة والرسمية، نهار الإثنين الواقع فيه ١٤ نيسان، إلى الوقوف دقيقة صمت بعد إنشاد النشيد الوطني اللبناني، حداداً على ضحايا تلك الحرب وتفكراً بالعبر التي خرج بها الطائف كميثاق لاطائفي يسهم في انصهار الشعب بعد تشرذم.

كما أطلب منهم في خلال الأسبوع الذي يلي يوم ١٣ نيسان، تخصيص حصص توعوية ونقاشية وأنشطة مختلفة، وفاقاً لما يرونه مناسباً، تضيء على أهم اللحظات التي تجسدت فيها الوحدة الوطنية منذ استقلال لبنان وفي مقدمتها اتفاق الطائف”.

في هذا الإطار يوجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اليوم السبت رسالة إلى اللبنانيين، الساعة الثامنة مساءً، عشية مرور 50 سنة على ذكرى “13 نيسان”، عبر محطات التلفزيون والإذاعات يتحدث فيها عن المناسبة.

كذلك تتحضر عين الرمانة لإحياء ذكرى “المقاومة اللبنانية” التي انطلقت من شوارعها، في احتفال لحزب الكتائب اللبنانية، عصر اليوم السبت على بعد أمتار قليلة من الشارع الذي يبقى محفوراً في الذاكرة الجماعية للبنانيين، والذي منه انطلقت منه شرارة الحرب.

الفعالية ستتضمن كلمات للمناضلين ومصابي الحرب، ومسيرة في اتجاه اللوحة التذكارية التي تخلّد ذكرى جوزف أبو عاصي، “الشهيد” الأول للحزب، حيث توضع الأكاليل.

كما اختار حزب الكتائب الذكرى الخمسين للحرب، تزامناً مع التغيرات الهائلة على الساحة المحلية والإقليمية، لتكون لحظة تتماشى مع الخطاب الأخير لرئيسه الذي دعا فيه إلى المصارحة والمصالحة وطيّ صفحات الماضي للانطلاق مجدداً.

وفي هذا الإطار، يقول رئيس جهاز الإعلام في الكتائب باتريك ريشا: “قرر الحزب هذا العام إقامة احتفال كبير، أولاً لأنها الذكرى الـ50، والكتائبيون يحيون هذا اليوم لاستذكار شهيدهم وشهيد الحرب اللبنانية الأول جوزف أبو عاصي، وفي الوقت عينه لأن البلد خرج أخيراً من الحرب، ومن المهمّ أن نستخلص العبر ونشرح ما حصل عام 1975 حتى تعرف الأجيال الطالعة السبب الذي أوصلنا إلى 13 نيسان، ولماذا نعيش في مشاكل وحروب وعدم استقرار اليوم؟”

ويضيف: “خرجنا من حرب لها عِبرُها، ومن المفيد أن تشارك الكتائب تجربتها الطويلة مع اللبنانيين لنتخطى مراحل صعبة ونوفّر على البلد مشاكل وحروبا، من خلال تجربة سنجمعها في ساعة ونصف ساعة في مهرجان، لنعطي شهادة ونفتح آفاقا للمستقبل”.

ويعتبر أنّ “لحظة 13 نيسان كانت لتحصل عاجلاً أو آجلاً لأنّه كان هناك تراكم دام 7 سنوات، وكانت 13 نيسان اللحظة التي طفح فيها الكيل، وكل ما حدث ليس إلا نتيجة تراكم ما قبل 13 نيسان 1975”.

ويوضح أنه “في بداية الاحتفال سيكون هناك لفتة كبيرة للشهداء والمناضلين والمقاومين الذين سيلقون كلمة في المناسبة، إضافة إلى المصابين، وسيكون لرئيس الحزب وقفة وجدانية يتطرق فيها إلى مواضيع الساعة، وأبرزها وضع النقاط على الحروف في شأن السلاح، وتوجيه رسالة إلى كل من يحاول تأخير تسليمه. وسيطرح أوجه الشبه بين الأمس واليوم وبين الظروف التي أدت إلى ما حصل عام 1975 وتلك التي أوصلت إلى الحروب والإشكالات في آخر 15 سنة، مع وضع تصور ورؤية لحل مستدام في البلد، انطلاقًا من طرحه الأخير، ولا سيما كلمته في مجلس النواب”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us