زيارة لبنانية رفيعة إلى الدوحة: تعزيز الشراكة وبحث سُبل النهوض

لبنان 15 نيسان, 2025

في إطار سعي لبنان إلى تعزيز علاقاته الثنائية والانفتاح على الأشقّاء العرب، وصل الرئيس عون إلى العاصمة القطرية الدوحة، في زيارةٍ رسميةٍ تلبيةً لدعوة من أمير دولة قطر. وتحمل هذه الزيارة أبعادًا سياسيةً واقتصاديةً تُترجم حرْص الطرفين على توثيق أواصر التعاون المشترك، في وقتٍ دقيقٍ تمرّ فيه المنطقة، ويحتاج فيه لبنان إلى دعمٍ عربيّ حقيقيّ لاستعادة عافيته ومكانته.

وفي التفاصيل، وصل الرئيس عون يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي الساعة الخامسة بعد ظهر اليوم، إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث كان في استقباله لدى وصوله الى مطار حمد الدولي، وزير المواصلات الشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني الى جانب السفير القطري في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، وسفيرة لبنان في قطر فرح بري.
وبعد استعراضه ثلّة من حرس الشرف الأميري، توجّه الرئيس عون والوفد المرافق الى مقر الاقامة في فندق “كيمبنسكي Kempinski -The Pearl”، حيث عقد اجتماعيْن في حضور الوزير رجّي، مع كل من السفيرة بري والسفير سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، تم خلالهما البحث في ابرز المواضيع التي سيتم بحثها في اللقاء الذي سيجمع رئيس الجمهو رية بأمير قطر.

عون: الزيارة ستساهم في دعم الاستقرار في المنطقة

وبُعيْد وصوله إلى مطار حمد الدولي، أعرب الرئيس عون في تصريح لـ”وكالة الانباء القطرية” عن سعادته بتلبية دعوة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وقال: “ليس سرًّا ان العلاقات بين لبنان وقطر لطالما كانت قائمةً على الاحترام المتبادل والحرص على القيام بكل ما هو ممكن لتعزيز أواصرها، وهي ترجمة لحرص أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على الارتقاء بهذه العلاقات الى أعلى الدرجات، ولبنان بدوره، ينظر بكثير من التقدير والاحترام الى دولة قطر الشقيقة، وإلى دورها الإيجابي في مساندته والوقوف الى جانبه في مختلف الظروف. وانّي على ثقة بأنّ هذه الزيارة، والتي تأتي في اطار الزيارات التي أقوم بها الى الدول الشقيقة والصديقة منذ تشكيل الحكومة اللبنانية بعد أيام على انتخابي رئيسًا للجمهورية، ستساهم في تطوير العلاقات الثنائية وتحقيق المصالح المشتركة ودعم الاستقرار في المنطقة، وتسمح بإيصال المكانة التي يخصّها لبنان لدولة قطر وشعبها الشقيق”.

وأضاف: “من الطبيعي أيضًا أن أبحث خلال الزيارة، الدور الذي يمكن ان تلعبه قطر، مع الاشقّاء العرب والأصدقاء، لمساعدة لبنان على النّهوض من كبوته التي طالت، والمساهمة في تعزيز سلطة الدولة وجيشها على كافّة الأراضي اللبنانية، وإعادة الثقة الى العلاقة التي تجمعه مع دول العالم، وهو عمل حثيث أسعى، بالتعاون مع الحكومة ومجلس النواب، الى القيام به وقد بدأنا بالفعل خطوات ملموسة في هذا المجال”.

وقال الرئيس عون : “ليس غريبًا على قطر وقوفها الى جانب لبنان في مختلف الظروف التي مرّ بها، وهي لم تتردّد أيضًا في التنسيق مع باقي الدول الشقيقة والصديقة لتوسيع الجهود من اجل إنقاذه، خصوصًا مع تفاقم الأزمات. وقد التقت قطر مع الدول المحبّة للبنان، على وجوب تحقيق الاستقرار وصمود المؤسسات اللبنانية والجيش اللبناني من خلال المساعدات المالية والإنسانية التي قدّمتها. ولا شك أنّ الدور القطري سيستمر في هذا المجال، وبالأخص اذا ما نجحنا كلبنانيّين، في إنجاز ما يجب علينا القيام به وما هو مطلوب منّا على صعيد التنمية والإصلاح ووضع خطط مالية واقتصادية وإعمارية وتنفيذها بشكلٍ يوحي بالثقة للمانحين والمستثمرين، فيما يتمّ العمل على الاستقرار الأمني والعسكري لفرض السيادة اللبنانية على كامل الأراضي، وحصر السلاح بالجيش والقوى الأمنية الرسمية، والانتقال من مرحلة هشّة الى مرحلة أخرى تعطي الأمل للبنانيين والعالم بأن لبنان عاد الى سابق عهده”.

وختم الرئيس عون: “العلاقات التي تربطنا بقطر، تجعل من غير الممكن حصر التعاون في مجالاتٍ محدّدةٍ فقط، إلّا أنّه من المهم الإشارة الى تميّز قطر في بعض المجالات التي يستفيد منها لبنان، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: قطاع الطاقة والغاز، حيث تمتلك قطر خبرةً كبيرةً يمكن الاستفادة منها في تطوير قطاع الطاقة اللبناني، وتعافي القطاع المالي من خلال تشجيع الاستثمارات القطرية في لبنان والتعاون المصرفي، وتنمية قطاع السياحة عبر تعزيز التبادل السياحي وتشجيع القطريين على المجيء إلى لبنان، وقطاع التّكنولوجيا والابتكار للاستفادة من خبرات البلديْن في تطوير المجالات التّقنية، وقطاع البنية التحتية وإعادة الإعمار خاصّةً في ظلّ الحاجة إلى إعادة تأهيل البنية التحتية اللبنانية. وتطوير هذه الشراكات وغيرها، يمكن أن يدفع بمسيرة التعاون بين البلدين، ويحقّق التطلّعات المشتركة نحو النموّ والازدهار، مع مراعاة التوازن في العلاقات والمنفعة المتبادلة للشعبين”.

ومن المقرر أن يجري الرئيس عون غدًا محادثات رسمية مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني في الديوان الأميري تتناول العلاقات الثنائية بين البلديْن وسبل تعزيزها، إضافةً الى عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، على ان يلي المحادثات مأدبة غداء يقيمها أمير قطر على شرف الرئيس اللبناني، قبل ان يغادر رئيس الجمهورية الدوحة عائدًا الى بيروت.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us