الانفتاح العربي على لبنان: بين زيارة الرئيس عون إلى الدوحة ومؤشرات سعودية لمرحلة دعم جديدة

لبنان 16 نيسان, 2025

في سياق الدعم العربي المتواصل للبنان، جاءت زيارة الرئيس جوزاف عون إلى الدوحة أمس، في توقيت محوري يعكس أهمية الدور القطري في ملفات ترتبط مباشرة بالواقع اللبناني، من دعم المؤسسة العسكرية إلى المساهمة في تطبيق القرار 1701.

وأكّد الرئيس عون في تصريح لـ”وكالة الانباء القطرية” أنّ “الزيارة ستساهم في تحقيق المصالح المشتركة ودعم الاستقرار في المنطقة”، مشدداً على أنّ “الدور القطري سيستمر إذا ما نجحنا كلبنانيين في إنجاز ما علينا وما هو مطلوب منا على صعيد التنمية والإصلاح المالي والاقتصادي وخطط الإعمار”.

ولفتت مصادر عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية الى أنّ الرئيس عون سيتمنى خلال زيارته إحياء قطر برنامج المساعدات المالية للجيش بعد توقفها. كذلك، ملف التنقيب عن النفط سيكون من بين نقاط البحث، بعدما تناول الرئيس عون هذه المسألة مع رئيس مجلس وزراء دولة قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني خلال زيارته إلى لبنان، وأمل حينها معاودة التنقيب عن النفط في لبنان قريباً.

ومن المقرر أن يجري الرئيس عون اليوم محادثات رسمية مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الديوان الأميري تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، اضافة الى عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، على أن تتبع المحادثات مأدبة غداء يقيمها أمير قطر على شرف الرئيس عون، قبل أن يغادر رئيس الجمهورية والوفد المرافق بعدها الدوحة عائداً إلى بيروت.

الرياض تعود إلى بيروت بزخم

وتزامن الحضور القطري مع إشارات سعودية واضحة تعبّر عن مقاربة شاملة لحماية لبنان من الانهيار، حيث شكّلت زيارة الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت مؤشراً إضافيًا على وجود مظلة عربية ـ دولية يجري العمل على ترسيخها، بهدف إعادة لبنان إلى مسار الاستقرار والانتظام السياسي، وقطع الطريق أمام أي محاولة لزجّه في صراعات جديدة.

في السياق، علمت “اللواء” من مصادر متابعة للزيارة التي تجري في تكتم شديد حول تفاصيلها أنّ الأمير يزيد أكد الحرص السعودي على استكمال وتسريع مسيرة الإصلاحات والانقاذ عبر تسريع انجاز القوانين الاصلاحية وانهاء التفاوض مع صندوق النقد الدولي، إضافة إلى خطوات مسيرة الإعمار والانماء، واستكمال بسط الدولة سلطتها على كامل اراضيها، ولم يتطرق بشكل مباشر الى موضوع سلاح حزب الله.

وكان بن فرحان قد التقى مساء أمس الاول الرئيس سلام بعد عودته من دمشق، وجرى البحث حسب ما قالت مصادر حكومية لـ «اللواء» في المواضيع ذاتها المتعلقة بإستكمال وتسريع الاصلاحات و بسط سلطة الدولة وإجراء الانتخابات البلدية وبعدها النيابية، اضافة الى التداول في كل الملفات المشتركة بين البلدين، والبحث في سبل رفع حظر سفر المواطنين السعوديين الى لبنان انطلاقا من الاجراءات التي تتخذها السلطات اللبنانية بخاصة في مطار بيروت وعلى طريق المطار لتثبيت الامن والاستقرار، ورفع الحظر عن الصادرات من لبنان بعد التحسينات التي تجري في مرفأ بيروت والتشديد في المراقبة.

في حين كشف مصدر سياسي لبناني بارز لـ”الأنباء” أن الرياض تعود إلى بيروت بقوة، ليس فقط لإبداء التضامن أو إعادة تأكيد دعمها المعنوي، بل لتفعيل دورها الحاضن للبنان، وترسيخ معادلة جديدة تقوم على حماية الاستقرار وتثبيت السلم الداخلي، ووضع لبنان مجدداً تحت مظلة عربية ودولية تحميه من الانهيارات وتفتح أمامه أبواب التعافي الاقتصادي والسياسي”.

وأكد المصدر أنّ “السعودية لا تتدخل في تفاصيل الإدارة اليومية للملف اللبناني، لكنها تؤدي دورا حيويا في تأمين شبكة الأمان الضرورية لأي حل مستدام، وهي جاهزة للتعاون مع الحكومة الجديدة في ملفات الإصلاح، لا سيما على المستويين المالي والاقتصادي، بالتنسيق مع المؤسسات الدولية وصناديق الدعم”.

وتابع المصدر: «ما لم يعلن بشكل رسمي، هو أن زيارة الأمير يزيد فتحت الباب أمام مرحلة جديدة من الانفتاح العربي على لبنان، ترتكز على قاعدة واضحة: حماية استقراره من أي هزات أمنية أو سياسية، ودفعه نحو استعادة دوره المحوري في المنطقة، شرط التزام اللبنانيين بمسار إصلاحي جاد ومسؤول”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us