الأردن يحبط عملية تخريبية ويوقف المتورِّطين.. ولبنان يدخل على خط التحقيق

في تطور أمني خطير يعكس تعقيدات المشهد الإقليمي وتشابك ملفاته، أعلنت دائرة المخابرات العامة الأردنية عن إحباط مخطط تخريبي كان يستهدف أمن المملكة واستقرارها، وكشفت عن اعتقال 16 شخصاً متورطين في التحضير لعمليات تمس بالأمن الوطني، من خلال تصنيع صواريخ محلية، وحيازة متفجرات وأسلحة نارية، وإخفاء صاروخ معدّ للاستخدام.
اللافت في ما أعلنته المخابرات الأردنية كان الإشارة إلى أن بعض أفراد الخلية تلقوا تدريبات عسكرية في لبنان، ما ألقى بظلال ثقيلة على الواقع اللبناني، وطرح علامات استفهام حول مدى تورط جهات خارجة عن الدولة في التأسيس لشبكات عابرة للحدود تهدد الأمن الإقليمي.
وفي ضوء هذا التطور، أجرى الرئيس جوزاف عون اتصالاً هاتفياً بالعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، للاطلاع منه على نتائج التحقيقات في خلية تصنيع الصواريخ التي تم الكشف عنها في الأردن، وأبدى كامل استعداده للتنسيق والتعاون بين البلدين.
كما أوعز رئيس الجمهورية إلى وزير العدل عادل نصار التنسيق مع نظيره الأردني بشأن التحقيقات وتبادل المعلومات بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والقضائية.
من جانبه، اتصل الوزير يوسف رجّي بنظيره الأردني، وعلمت “نداء الوطن” أن لبنان سيشكِّل لجنة لمواكبة تحقيقات الأردن في خصوص الخلية التخريبية.
بدوره، أبدى رئيس الحكومة نواف سلام اهتماماً بما تردد عن أن أعضاء من الخلية تلقوا تدريبات في لبنان، فأجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الأردني، معرباً عن تضامن لبنان الكامل مع المملكة في مواجهة أي مخططات للنيل من أمنها واستقرارها. وأبدى سلام كل الاستعداد للتعاون مع السلطات الأردنية بما يلزم بالنسبة للمعلومات التي تحدثت عن تلقي بعض المتورطين بهذه المخططات تدريباتهم في لبنان.
في حين اتصل الرئيس نجيب ميقاتي بنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الاردنيّ ايمن الصفدي مستفسرًا عن المعلومات، التي اعلنت عن ضبط خلية تصنّع الصواريخ داخل المملكة الاردنية ،وما اشير الى ارتباطها بجهات داخل لبنان.
وعبّر ميقاتي عن تضامنه مع الاردن في وجه كل محاولات زعزعة أمنه، متمنيًا للشعب الاردني الامان والاستقرار.
تفاصيل المخطط التخريبي الأردني
وكان قد كشف الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني تفاصيل إحباط دائرة المخابرات العامة مخططات كانت تهدف إلى المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى داخل المملكة وألقت القبض على جميع الضالعين بتلك النشاطات التي تابعتها الدائرة منذ العام 2021.
وأوضح أن هذه الأعمال التي تمثلت بأربع قضايا رئيسة انخرط فيها 16 عنصراً ضمن مجموعات كانت تقوم بمهام منفصلة، الخلية الأولى المكونة من 3 عناصر رئيسة ضُبطت بين شهري أيار وحزيران عام 2023، كانت تعمل على نقل وتخزين متفجرات شديدة الانفجار من أنواع TNT وC4 و(SEMTEX-H) وأسلحة أوتوماتيكية تم تهريبها كلها من الخارج، فيما ألقي القبض على العنصر الرابع والذي عمل – ضمن خط منفصل – على إخفاء صاروخ من نوع “كاتيوشا” مجهز بصاعق في منطقة مرج الحمام.
وفي ما يتعلق بالقضية الثانية، أكد المومني أنه ألقي القبض على عناصر الخلية خلال شهر شباط 2025، وهي تتكون من 3 عناصر رئيسة بدأت بعملية تصنيع الصواريخ بأدوات محلية وأخرى جرى استيرادها من الخارج لغايات غير مشروعة.
وفي القضية الثالثة، أكد المومني أن 4 عناصر انخرطت في مشروع لتصنيع طائرات مسيّرة “درونز”، مستعينة بأطراف خارجية عبر زيارات إلى دول للحصول على الخبرات اللازمة لتنفيذ مخططها، قبل أن تنجز من مواد أولية مجسماً لطائرة مسيرة.
وفي القضية الرابعة المكونة من 5 عناصر ضمن مجموعتين، أشار المومني إلى أن المخططين الذين تدرب بعضهم في الخارج قاموا بالعمل على تجنيد وترشيح عناصر وإخضاعها لدورات وتدريبات أمنية غير مشروعة.