هل تُهدّد سلالة كورونا الهندية اللبنانيين؟ السفير اللبناني يُجيب
كتب نادر حجاز في جريدة “الأنباء” الإلكترونيّة:
“الوضع الصحي في الهند كارثي”، بهذه الكلمات يصف سفير لبنان في الهند ربيع نرش الواقع الوبائي المرعب الذي تعيشه الهند، حيث “أرقام الإصابات ترتفع بشكل جنوني، فالأرقام الرسمية تفوق أربعمئة ألف يومياً، بينما تشير التقديرات غير الرسمية إلى حوالي مليون ونصف وحتى مليوني إصابة يومية”، مضيفا “المستشفيات أصابها الشلل بعد أن امتلأت أسرتها عن آخرها (بعض المستشفيات يشارك مريضين سريرًا واحدًا)، وبعد أن فُقدت مادة الأوكسيجين الهامة جدًا وعدد من الأدوية الأساسية في معالجة الوباء، وعصفت الفوضى بالقطاع الصحي”.
نرش روى لـ”الأنباء” حقيقة ما يحصل، مشيرا الى ان “الأمر الخطير في الموضوع أن الهند، أكبر مصنع دواء في العالم والتي توصف “بصيدلية العالم”، قد تحوّلت من مصدّر كبير للدواء إلى مستورد له، وهذا ما أرعب منظمة الصحة العالمية ودول العالم قاطبة، فتداعت أخيراً إلى نجدتها وإرسال مساعدات طبية متنوعة”.
ولكن أمام هذا الوضع الكارثي، ما هو واقع اللبنانيين هناك؟
يوضح نرش أنه “ليس هناك جالية لبنانية في الهند بالمعنى الاغترابي للكلمة. بل هناك العشرات من المقيمين تجار أو طلاب أو ربات بيوت. سُجّل عدد قليل من الإصابات بينهم، كانت إحداها حرجة لكنها تعافت بحمد الله. وعليه فإن وضع اللبنانيين في الهند من الناحية الصحية لا بأس به، ولكنهم-مثل الشعب الهندي-يعانون من القلق بسبب انهيار القطاع الصحي وشلل المستشفيات والفوضى العارمة في التعامل مع الوباء”. وردا على سؤال، أوضح ان ليس هناك من مسعى حاليا لاجلاء اللبنانيين من هناك.
وعن الدور الذي تقوم به السفارة اللبنانية في ظل هذه الأزمة، قال نرش: “منذ بداية الأزمة في أوائل العام الماضي استعدينا بشكل مبكر نسبيًا لما هو أسوأ وقمنا ببعض التحضيرات والإجراءات الوقائية والصحية الضرورية مع فريق مختص بمكافحة الأوبئة. فكان هناك ورشة عمل توعوية لجميع العاملين في البعثة باللغتين الإنجليزية والهندية. وقمنا بناءً على نصائح الفريق المختص بشراء مستلزمات الوقاية كافة من أقنعة وقفازات ومطهرات لليدين والأسطح ووزعناها على جميع العاملين في السفارة ودار السكن وعائلاتهم، وأوصيناهم وساعدناهم بشراء حاجياتهم الأساسية تحسباً للأسوأ.
أما بالنسبة لسير العمل الإداري واللوجستي، فقد طبقنا نظام مداورة يضمن استمرار العمل ويقلل كثيرًا من مخاطر انتقال العدوى إلى أي فرد من طاقم السفارة. مع العلم أن الذين لا يداومون في السفارة ممنوعون من الخروج من منازلهم، ومراقبون بواسطة التطبيقات الإلكترونية، ومتأهبون لتنفيذ أي عمل يوكل إليهم. ومن هؤلاء من هو مكلف لتلقي أي طلب مساعدة خاصة من اللبنانيين؛ وهنا أشير إلى الخط الساخن الذي أنشأناه وعممناه منذ فترة.
قبل الأزمة، أنشأت بعثتنا خطًا ساخنًا خاصًا باللبنانيين المقيمين وغير المقيمين في البلاد التابعة لهذه البعثة (الهند، سريلانكا، النيبال، بنغلادش، تايلاند، مالديف، سيسيل وبوتان)، وذلك لتسهيل عملية التواصل بيننا وبين اللبنانيين، ووضعنا الخط بعهدة موظف لبناني. ومنذ بداية الأزمة واستفحالها في أوائل العام الماضي، وضعنا الخط الساخن بالخدمة 24/7”.
وتابع: “لما كانت البعثات لا تملك الإمكانات المادية المخصصة لإدارة الأزمات، ولما كان لا يوجد جالية لبنانية كبيرة بحيث نحث الميسورين منهم على المساعدة، عمدنا في معظم الحالات إلى الجهود الفردية والصداقات الشخصية والمساعدة المباشرة”.
وعمّا اذا حصل تواصل رسمي من قبل الجهات المعنية في لبنان لا سيما وزارة الصحة ولجنة كورونا، لفت الى ان “هناك تواصل شخصي مع رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا اللواء محمود الأسمر”.
وعما اذا كان اللبنانيون في الهند تلقوا اللقاح وإذا كان فعلا لم يعد يجدي نفعا في مواجهة السلالة الجديدة، قال سفير لبنان: “كل المقيمين في الهند فوق سن الثامنة عشرة مؤهلون لتلقي اللقاح بعد التسجيل على الموقع المخصص لذلك. بعض اللبنانيين تلقى اللقاح. غير صحيح مطلقًا أن اللقاح لم يعد يجدي نفعًا مع التحورات التي تطرأ على الفايروس، فالدراسات تؤكد أهمية اللقاحات وقدرتها على محاربة الفيروس بكل تحوراته التي ظهرت حتى الآن. قد يكون هناك لاحقًا حاجة للقاحات إضافية، ولكن حتى الآن أي لقاح هو ضروري وهام”.
وأمام هذا الواقع السؤال الذي يطرح نفسه، هل هناك خوف أو إمكانية لوصول السلالة الهندية الى لبنان؟ وبأي حالات يمكن أن تنتقل؟
يجيب نرش بصراحة: “طبعًا التخوف من وصول السلالة الهندية من الفيروس إلى لبنان قائم ومبرر، والدليل وصول هذا النوع من الفيروس إلى حوالي عشرين دولة أخرى. ولذلك عمد كثير من الدول، ومنها لبنان، إلى منع القادمين من الهند مباشرة من دخول أراضيها، وبعضها أوقف الرحلات الجوية المباشرة، وذلك حتى إشعار آخر”.
مواضيع ذات صلة :
أبيض: الشهران القادمان مفصليان | مُقارنة بين المتحوّر الهندي وكورونا الأصلي.. أين تكمن خطورته؟ |