“سلاح حزب الله” على طاولة حوار غير مباشر… وسط ترقّب للتفاهمات الإقليمية

يُشكّل ملف سلاح “حزب الله” محور النقاش الأساسي في الكواليس السياسية اللبنانية، وسط حوار غير مباشر يجري بين رئيس الجمهورية وقيادة الحزب، بمتابعة من رئيس مجلس النواب، حيث يتقاطع هذا الحوار مع مواقف داخلية متباينة لدى الحزب، مرتبطة بحسابات تتعلق بدوره في مرحلة ما بعد التسوية، لا سيما في إعادة إعمار الجنوب ومستقبله السياسي، في وقت تتشابك فيه خيوط هذا الملف مع مسار المفاوضات الأميركية – الإيرانية، التي قد ترسم معالم التسوية المقبلة بخصوص حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
وفي التفاصيل، أكدت مصادر موثوقة أن موضوع “سلاح حزب الله حاضر على طاولة الحوار غير المباشر بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وقيادة الحزب، بمتابعة من رئيس مجلس النواب نبيه بري”.
وأوضحت المصادر لـ”الأنباء” الإلكترونية أن المواقف المتباينة من قادة الحزب حول هذا الأمر مرتبطة برفع سقف مطالبه فيما يتعلق بدوره في إعادة إعمار الجنوب، ومستقبله السياسي وعدد العناصر التي سيتم دمجها في الجيش والقوى الأمنية.
وعلمت المصادر أنّ ما أشار إليه الرئيس عون قبل سفره إلى الدوحة عن “رفضه اعتماد تجربة الحشد الشعبي في لبنان، ورفضه انشاء وحدة خاصة في الجيش لمقاتلي الحزب، تندرج في سياق هذا الحوار، الذي رد عليه الشيخ نعيم قاسم بلهجة تصعيدية”.
وأكدت المصادر أن “مواقف بعض قادة الحزب التصعيدية تعبّر عن تمنيات شخصية مستندة الى قراءة تحليلية في غير سياقها الطبيعي للمفاوضات الأميركية – الإيرانية ولبعض توجيهات الحرس الثوري الإيراني”.
مسار ملف السلاح مرتبط مباشرة بالمفاوضات الأميركية – الإيرانية
وأكدت مصادر رسمية لـ”الجمهورية”، أن الحوار المرتقب بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وحزب الله في موضوع حصر السلاح بيد الدولة لن ينطلق ما لم يحصل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية، وما لم تتوقف إسرائيل عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار الدولي الرقم 1701.
وفي سياق متصل، أوضحت مصادر دبلوماسية لـ”الجمهورية” أنّ “المسار الذي سيسلكه ملف السلاح مرتبط مباشرة بمسار المفاوضات الأميركية – الإيرانية. فمن الواضح أنّ إسرائيل تراهن على أنّ أي اتفاق سيتمّ التوصل إليه نتيجة هذه المفاوضات ستنجح في تعطيل أذرع إيران في الإقليم، بما في ذلك “حزب الله”. وفي المقابل، يراهن “حزب الله” على أنّ هذه المفاوضات ستنجح في إبرام تسوية تحفظ لإيران الكثير من القدرات وأوراق القوة في الإقليم، ما ينعكس إيجابًا على وضعية “الحزب”. وبذلك، سيحظى المخرج المنتظر في مسألة السلاح بتغطية إقليمية ودولية، ما يسمح بإنجازه بعيدًا من أجواء التحدّي والتشنج”.
وتابعت المصادر: “في هذا الخضم، ينتظر أركان الحكم أن تتبلور صورة التفاهمات الخارجية، بحيث تولد أجواء مناسبة للحوار حول السلاح. وفي أي حال، هم يحرصون على ألا يتخذ الحوار المرتقب مسارًا متوترًا، لاقتناعهم بأنّ أي إقحام للمنازعات الخارجية في هذا الملف، سواء من جهة الغرب أو من جهة طهران، سيثير المخاوف من توترات داخلية. وهذا ما يسعى الجميع إلى تجنّبه”.
مواضيع ذات صلة :
![]() بين ضغط الخارج وإيجابية الداخل… تسوية محتملة لسلاح “حزب الله” تلوح في الأفق! |